وطنيات

هل ينفع شعار حمل السلاح ضد المغرب أمام انتفاضة شباب المخيمات ضد القيادة؟

في الوقت الذي تتبجح فيه بعض القيادات المتنفذة داخل جبهة البوليساريو بالتهديد بالعودة إلى استعمال السلاح ضد المغرب، حيث تقوم هذه العناصر بإطلاق تصريحات نارية من صالوناتها المخملية ببعض العواصم العالمية، للإبقاء على وضعها المريح ضدا على رغبة غالبية الصحراويين بمخيمات الذين يتطلعون إلى معانقة حياة كريمة، يبدو أن زمام المبادرة قد خرج من بين أيدي هذه القيادة المتسلطة والغارقة في الفساد، عندما تم الإعلان مؤخرا عن ثورة جديدة في المخيمات قام بها تيار “شباب التغيير” وهي الجبهة التي يتعاظم دورها يوما بعد يوم، كان آخرها انتفاضة الأحد الأخير التي كان مسرحا لها مخيم “العيون” بمخيمات تندوف، حيث لم تستطع القوات الأمنية التابعة لجبهة البوليساريو من تطويق هذه الانتفاضة، ما دفعها إلى طلب تعزيزات أمنية إضافية، كما تم وفق شهادات محلية إحراق ما يسمى بمقر الولاية وإصابة الوالي بجروح.

وقد تزامنت هذه الانتفاضة مع إعلان “شباب التغيير” المناهضة لقيادة البوليساريو عن تأسيس جناحهم العسكري بعدما استنفذوا كل السبل السلمية للاحتجاجات، في ظل اللامبالاة التي تنخرط فيها قيادة الجبهة، إذ يتهمها “شباب التغيير” بالفساد والمتاجرة في معاناة صحراويي المخيمات.

وأمام هذه الوضعية التي تقض مضجع قيادة البوليساريو، لايزال بعض رموز الفساد والإغتناء غير المشروع من القيادة في إطار نهج سياسة التعتيم وذر الرماد على العيون، يصرح لبعض وسائل الإعلام بالتهديد لحمل السلاح، ومن التصريحات التي تبعث على الشفقة ما فاه به الطالب عمر الوزير الأول بالبوليساريو لجريدة بوبليكو الاسبانية بعيد إصدار مجلس الأمن لتقريره حول الصحراء، وهو التقرير الذي اعتبره المحللون انتصارا ديبلوماسيا للمغرب، إذ قال إنه لايستبعد اللجوء إلى حمل السلاح، مضيفا أنه أمر وارد وغير مستبعد.

وتوضح هذه الوضعية أن القيادة المذكورة أصبحت محاصرة داخليا وخارجيا، كما أن تهم الفساد والزبونية والاتجار بمعاناة لاجئي مخيمات تندوف أصبحت تطوقهم من كل جانب، وهذا ما دفع بأحد المتتبعين إلى القول بأن شعار حمل السلاح لايعدو محاولة للهروب إلى الأمام وربح بعض الوقت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *