كواليس

محمد عبد العزيز .. بين مطرقة الفضائح وسندان الانتفاضات

أصبحت الأوضاع اليومية بمخيمات المحتجزين بتندوف تتناسل على إيقاع الانتفاضات المتواترة لشباب التغيير المطالب برحيل محمد عبد العزيز وطغمته الفاسدة، وأصوات المحتجزين المتعالية لمناشدة المجتمع الدولي للتدخل العاجل لفك الحصار عنها، تشكل كابوسا يؤرق هذه الزمرة التي طالما تحكمت في مصائر العباد وجتمت على أنفاسهم لإطالة أمد معاناة هؤلاء المرحلين، رهائن قضية الاسترزاق.

توالي الصفعات من الخارج ومن قلب المخيمات جعل عصابة المرتزقة وصانعيها جنرالات الجزائر في حيرة غير مسبوقة من أمرهم أربكت كل حساباتهم المبنية على استغفال بعض أبناء الصحراء والتغرير بهم خدمة لجشعهم ومطامع حكام الجزائر.

فبعد انكشاف الستار على حقيقة قيادة الرابوني الفاسدة بالمتاجرة بمعانات المحتجزين عبر التسول في الخارج وتحويل الدعم إلى أسواق الزويرات بموريتانيا و مالي لتبيعها لمراكمة الثروات وتضخيم الأرصدة البنكية بالخارج وانكشاف الغشاوة عن أعين ضحايا “قضية السراب”، أمام هدا الواقع الفاسد حيث توالت الفضائح المالية الواحدة تلو الأخرى واختيار العديد من محتجزي المخيمات العودة جماعات إلى الوطن للعيش بين دويهم لم تجد العصابة بدا من قمع المحتجزين يقينا منها أن مصيرها في المحك او كما يقال “على كف عفريت “.

فمن النهب وحرمان الرهائن داخل المخيمات من ابسط شروط البقاء إلى العنصرية القبلية والتنكيل الممنهج إلى الاعتقال والانتقام عبر سياسة “التعطيش”، وبعدها الترهيب عبر افتعال الحرائق قصد إيصال رسائل أن قيادة الرابوني المهترئة وأولي نعمتها حكام الجزائر لاتقبل أي صوت يعاكسها لان بقاءها رهين بدوام معانات الرهائن المحتجزين المستضعفين.

وتؤكد مصادرنا من داخل مخيمات العار أن موجة الاعتقالات والاختطافات ماتزال تطول أعضاء “شباب التغيير”، وكل من دعا إلى التحرر من طوق العبودية والانعتاق من براثين زبانية محمد عبد العزيز وأسياده جنرالات الجزائر.

التهمة جاهزة, وهي إثارة الاضطرابات داخل المخيم، ولكن لم يعد تخويف المحتجزين يجدي نفعا. فساكنة المخيمات تنظم وقفات الاحتجاج يوميا مطالبة بإطلاق سراح المعتقلين من ”شباب التغيير” وبتحسين ظروف عيش الساكنة.

هذه الوقفات تتطور، تقول مصادرنا، إلى اشتباكات شبه يومية مع عناصر البوليساريو التي لم تعد تقوى على قمع العشرات من الحناجر المطالبة جهرا بالانعتاق وبرحيل محمد عبد العزيز وزبانيته.

آخر هذه الانتفاضات ضد الانفصاليين هي التي عرفتها المخيمات خلال هدا الأسبوع حينما أمرت قيادة البوليساريو باعتقال شاب صحراوي وبعض أفراد أسرته لا لشئ سوى انه عمل على مباشرة الإجراءات للحصول على ترخيص لفتح محل تجاري الطلب لم يحض بالقبول كما هي العادة فما كان من الشاب إلا أن دعا إلى التظاهر ضد هدا القرار مما عجل باعتقاله والتنكيل به عبر أبشع طرق التعذيب والحط من الكرامة.

لم يعد التخويف ولا الترهيب يجدي نفعا مع “شباب التغيير” التواق إلى الحرية، ولقاء أبناء عمومته في الطرف الأخر من وطنه المغرب بعد أن ضاق صدرا بالذل و القهر والحكرة.

لم تعد الطغمة الحاكمة تتحكم في مصير مئات المحتجزين فقد تعالت الحناجر بالمطالبة الحرية و الكرامة ولم تعد تستطيع قمع الأصوات المتعالية، فمحمد عبد العزيز وساكني قصر المرادية واعون جيدا أنهم لو رفعوا الحواجز والمتاريس لبقوا وحدهم داخل المخيمات, ولنزح آلاف المحتجزين نحو وطنهم المغرب.

فإلى متى يستطيع محمد عبد العزيز الصمود؟ لا نظن أنه سيصمد طويلا والأيام بيننا سجالا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *