متابعات

إشاعات المخابرات الجزائرية .. أو عندما انقلب السحر على الساحر

بعد المحاولة اليائسة لأقلام مأجورة من طرف الأمن العسكري الجزائري نشر إشاعة قطع الملك محمد السادس لزيارته وأنشطته بتونس زاعمة أنه استشاط غضبا وقرر مغادرة العاصمة التونسية بعدما لم تعجبه إحدى ردود المنصف المرزوقي حول قضية الصحراء، فاجأ العاهل المغربي التونسيين بنزوله لشارع لحبيب بورقيبة وقيامه بجولة، متحررا من البروتوكولات والإجراءات الأمنية.

التونسيون الذين لم يتعودوا أبدا رؤية رئيس دولة يتجول كسائر الناس وسط الشارع أثار إعجابهم وأصر عدد كبير من الشباب والشابات على أخد صور معه.

العاهل المغربي قبل التقاط صور مع التونسيين في الشارع العام بصدر رحب وبابتسامة عريضة لم تبرح شفتيه. وعلق بعض التونسيين ”الآن فهمنا سر تعلق المغاربة بملكهم وحبهم له بدون شرط أو قيد”.

بعض الملاحظين التونسيين علقوا على هذا الحدث قائلين ”جلالة الملك اختار أسلوبا قويا للرد على أعداء المغرب الذين أشاعوا الخبر الزائف حول فشل الزيارة الملكية لتونس فهو أكد من خلال تجواله بشوارع تونس أنه مرتاح وسعيد بزيارته لهذا البلد”.

النقطة الثانية المهمة هي “أن جلالة الملك قدم للتونسيين هدية ثمينة، برهن من خلالها أن بلدهم ملتقى الأمن والأمان وسيكون لتجوال جلالته الأثر الكبير على قطاع السياحة بهذا البلد، وذلك على بعد بضعة أيام على الهجوم الإرهابي بإقامة وزير الداخلية التونسي”.

بعد الفشل الذريع لمحاولة نشر الأخبار الزائفة بخصوص قطع الملك زيارته لتونس وصدمة قاطني قصر المرادية القوية كون الزيارة الملكية كانت ناجحة بكل المقاييس ضدا على توقعاتهم ومخططاتهم، شكل الإعلان الرسمي عن تنازل الملك الاسباني خوان كارلوس عن العرش لولي عهده الأمير فليبي صدمة قوية أخرى لبوتفليقة حيث أطلق هذا الخبر العنان للجزائريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمطالبة رئيسهم بالتنحي عن الحكم مذكرين إياه بوضعه الصحي المتدهور وعدم قدرته تسيير شؤون البلاد.

ومما زاد من حنق الشارع الجزائري كون العاهل الاسباني رغم أنه يتمتع بصحة جيدة عكس بوتفليقة الذي يتنقل على كرسي متحرك فضل إذكاء حركية وضخ دماء جديدة في الديمقراطية الإسبانية.

بوتفليقة لازال يلوح مع ذلك ذات اليمين وذات الشمال أنه رمز الوئام والاستقرار في الجزائر وأن الجزائريين بدونه لن يستطيعوا تسيير أنفسهم وإخراج البلد من النفق المسدود.

جارنا الشرقي هذا يذكرنا “بدون كيشوت دولا مانشا” الذي ظل طوال حياته رفقة خادمه يحارب طواحين الهواء.

ففي الوقت الذي يصارع ويبحث فيه كل زعماء هذا العالم عن سعادة شعوبهم وعن التقدم الديمقراطي وتوفير الأمن الغذائي ومواجهة الفقر والتطرف بكل ألوانه صاحبنا يخسر شهريا ملايين البيترو دولار بمباركة جينيرالاته ومخابراته العسكرية على حساب شعب مقهور جل أفراده يرزأ تحت عتبة الفقر وتحت وطأة الجهل لاقتناء الأسلحة الفتاكة والثقيلة ولخلق الفتن والقلاقل لجاره المغرب الذي كان وما زال يشكل له عقدة أبدية.

جارنا هو دائم البحث عن زعامة جهوية وقارية هي في الحقيقة وهم من أوهام خيال مريض ظل يبحث دائما عن السراب.

وكما يقول المثل المغربي: ”الله يتبثنا على الشهادة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *