متابعات

بداية نهاية الجمهورية الوهمية

ذكرت قناة “العربية” نهاية الأسبوع المنصرم أن مجموعة من المنشقين من عساكر البوليساريو أعلنوا تأسيس كتيبة أطلقوا عليها اسم “الدشيرة”، وهي بمثابة جناح عسكري “لحركة شباب التغيير” المناهضة لقيادة البوليساريو من داخل مخيمات لحمادة.

وذكرت “القناة” كذلك، خلال تناولها للخبر، أن أعضاء كتيبة “الدشيرة” المنشقة الذين ظهروا في فيديو مسجل وهم ملثمون رافعون للافتة تحمل شعار “حركة شباب التغيير” طالبوا باقي جنود البوليساريو الالتحاق بحركتهم، وشق عصا الطاعة على محمد عبد العزيز ومن معه، وذلك عبر حمايتهم، ودعمهم، ومساندتهم “لشباب التغيير”.

كما طالبوا برحيل قيادة الرابوني التي عمرت أربعين سنة في السلطة، وهي تكتم أنفاس الصحراويين، وتروج لسراب قيام الجمهورية الوهمية.

وفي ذات السياق وتعليقا على خبر قناة “العربية” قال أحد الصحراويين : “إن محمد عبد العزيز ومعه القيادة الفاسدة لن يستطيعوا هذه المرة القول كعادتهم بأن هذا الخبر مفبرك أو مزور وأنه من صنع الأجهزة المغربية”. مضيفا :”إنه الحقيقة وواقع الأمر الذي نقلته إحدى كبريات القنوات التلفزية مرفوقا بالتعليق ومعززا بالصور.”

من جهة أخرى، اعتبر عدد من المتتبعين أن تأسيس الكتيبة العسكرية المذكورة بأنه بداية النهاية لقيادة البوليساريو التي سارت بذكر فسادها الركبان، كما زرعت الوهم منذ أربعين سنة لتحصد السراب، مبرزين أن هذه الوضعية تعد كذلك بداية العد العكسي لآخر قلاع الشيوعية البائدة ومعاقل الحرب الباردة، مضيفين أن الوهم الذي ركب المتنفذين بالرابوني اصطدم بصخرة الانتفاضات والثورة المسلحة بداخل مخيمات تندوف، وهي نتيجة حتمية طالت القيادة التي حولت مخيمات لحمادة إلى ما يشبه سجون ’’الستالاكات’’ النازية حيث يتم حشر آلاف الصحراويين في ظروف أقل ما يقال عنها لا إنسانية و لا تم للكرامة البشرية بصلة.

وفي ذات السياق ذكرت مصادر مطلعة من مخيمات تندوف أن محمد عبد العزيز وقيادته لم يعودوا يستطيعون حجب حقيقة ما يقع وراء الجدار حيث تعم الطمأنية وحرية التجوال والتعبير والرخاء أرجاء المملكة المغربية، كما أن ماتشهده الأقاليم الجنوبية من طفرة عمرانية واقتصادية دفع بشباب المخيمات إلى مراجعة أفكارهم والقطع مع شعارات الوهم والسراب وتزوير الحقائق التي كان يروج له إعلام عبدالعزيز المضلل.

يذكر أن رياح التغيير الذي تشهده مخيمات تندوف على إثر توالي انتفاضات الصحراويين بداخلها، هبت على أعضاء بعض الجمعيات الهامشية بجزر الكناري الذين كانوا يزورون أقاليم المملكة محاولين، عبر أموال جزائرية، خلق الفتنة والبلبلة، فقد باتوا غير قادرين على إعادة سيناريوهات مسرحياتهم، إذ أن العديد من الجمعيات الاسبانية بلاس بالماس تستعد حاليا لإعلان تغيير مواقفها السابقة، بعدما تأكدت غالبيتها أن الإعانات والأموال المقدمة تتحول إلى أسواق الزويرات وإلى الحسابات البنكية السرية، وهو الأمر الذي دفع بعمر بولسان المسؤول عن مكتب البوليساريو بكناريا إلى التواري عن الأنظار، بعد أن انقلب السحر على الساحر، وفي موضوع ذي صلة قال أحد الصحراويين بالجزر الكناري إن بولسان بدأ يشعر بانسداد أفق الدعاية والترويج للمغالطات، مضيفا أنه ارتكن إلى أحضان خليلته سلطانة خاية في محاولة فهم مايدور حوله، وأضاف المتحدث أن الوضعية الراهنة أدت إلى انقطاع السبل عن مايسمى بانفصاليي الداخل من قبيل دجيمي الغالية واميناتو حيدر.

أحد المتخصصين في تاريخ الجنوب المغربي قال إن اختيار الجنود المنشقين عن البوليساريو لاسم “كتيبة الدشيرة” ينم عن اقتناع راسخ بمغربيتهم، لأن “الدشيرة” ملحمة عزيزة على قلوب المغاربة، وهي الموقعة الشهيرة التي وقعت في أواخر الخمسينات من القرن الماضي حيث استطاع جيش التحرير المغربي هزم عساكر الاحتلال الاسباني في إحدى المعارك البطولية التي أدت إلى جلاء الاستعمار، وذكر الأستاذ المتحدث إن استحضار التاريخ القريب هو بمثابة استلهام وتحفيز للتأسيس الفعلي لنهاية الجمهورية الوهمية ومعها قيادة البوليساريو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *