المشهد الأول

هل سيتسبب الخطاب الحزبي الراهن في العزوف الانتخابي؟

لم يعد المتتبعون للشأن الحزبي ببلادنا يجدون أفكارا بناءة ومواقف تنم عن مبادرات اقتراحية وجيهة في خطابات زعماء الأحزاب داخل قبة البرلمان، أو خلال التجمعات الحزبية، فقد تحولت هذه الخطابات إلى مناسبات لتبرير الفشل وتعليقه على مشجب الآخر، وإلى فرصة كذلك لتصفية الحسابات السياسوية الضيقة، كما تحول إلى محطات أضحت فيه تجمعات قياديي آخر زمان تمتح من قاموس بذيء لا يقيم أي اعتبار لذكاء المغاربة.

لقد أضحت هذه الظاهرة وصمة سلبية على العمل الحزبي الحالي بالمغرب، فهي تدفع المواطنين إلى الاقتناع أكثر فأكثر بعدمية الفعل الحزبي بالبلد ووصوله إلى الباب المسدود، وبكون زعماء اللحظة الراهنة هم كائنات تبحث عن مواقع حكومية ورسمية لها ولمريديها فقط، في حين غابت البرامج والأفكار عن مبادراتهم، وتحولت جل الأحزاب إلى دكاكين موسمية لتوزيع التزكيات الانتخابية، ومطية للنخب المحلية والجهوية للوصول إلى كراسي المؤسسات المنتخبة بحثا عن “ترق” اجتماعي يدخلهم إلى نادي الأعيان.

مناسبة الحديث عما سبق، هو اقتراب موعد الانتخابات الجماعية، حيث ستكثر تجمعات وخطابات زعماء اللحظة الراهنة، وهي التي كانت صادمة حاليا دون أن يكون الزمن انتخابيا بامتياز، فكيف ستكون هذه الخطابات والحملة الانتخابية على أشدها؟ وكيف ستكون مفردات القاموس الذي ستمتح منه هذه الخطابات عباراتها؟

إذا كان العزوف سابقا مرده التزوير على مختلف أشكاله التي كانت تطال إرادة الناخبين من خلال استعمال مختلف الوسائل، فإن خطاب زعماء الأحزاب سيكون من الأسباب الأساسية للعزوف الانتخابي المقبل، حيث من المفترض أن ينزل هذا الخطاب من خلال تعابيره ومفرداته إلى الحضيض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *