مجتمع

رمضانيات: نفاق المحجوب في أول يوم فْـ “رمضان”

سأل عن أول يوم في رمضان .. وقد ارتكب أمس معاصي لا تغتفر، لبس فوقية بيضاء وتحمحم مغفرة للذنوب، اغتسل من ذنوبه الكثيرة، ومن نميمته. كان المحجوب قد كذب على أمه أمس، ومازال يحتفظ بكل ما سرقه من أموال زوجته، وضع قبعة بيضاء على رأسه، استغفر مرتين، وقال اللهم بلغنا رمضان.

في طريقه نحو مسجد الدوار، شاهد كل تلك الفتيات القادمات من المدرسة، وتمنى لو ضاجعهن على سرير الزوجية، كان يخون زوجته في بورديل غير بعيد من “المارشي القديم”، يحكى أن رجال سلطةيرغبون  في استمراره لأنه يساهم في الاقتصاد ويجني منه بعض المقدمية دراهم يومية، كان العامل قد أصدر أوامر بإغلاقه، لكنه سرعان ما عاد للاشتغال لأن المنطقة تعرف حالات اغتصاب كثيرة وفضل رجال السلطة الاحتفاظ بالبورديل لتجنب الفضائح، أصبح معروفا وتشتغل فيه ممتهنات جنس بين 16 و30 سنة.

كان المحجوب قبل رمضان يجلس تارة في ”البار” المحاذي للكوميسارية حتى ساعات متأخرة من الليل، يتبادل أطراف الحديث مع “السربيات” ويقبل إحداهن بشغف، وحين يكون وحيدا يتذكر كل خياناته وبوطولاته مع القاصرات ..كان دائما يقول لصديقه إنني لا أمارس معهن .. بل يرقصن لي فقط على أنغام الستاتي “كاينة ظروف”.

في أول يوم له في رمضان، دخل المسجد قبيل صلاة الظهر، تفاخر بينه وبين نفسه، بكونه لم يشرب قنينة الماحيا منذ أربعين يوما، احتراما للشهر الجليل، كانت عيناه حمراوتان منتفخان، تخفيان جحيم اليوم الأول.

تقدم إلى الصفوف الأمامية بعد أن تشاجر مع رجل مسن كان قد حاول الاقتراب من الصف الأول قادما من الصف الثالث، كان مجموع المصلين في هذا المسجد طيلة السنة لا يتجاوز الصفين، اليوم تجاوز العشرة، إنه أول يوم في رمضان.

أتم المحجوب الصلاة، لم يكن قط متخشعا، لأنه وقف ليضيف ركعة خامسة بعد أن هم الإمام إلى التحية لله والزكيات لله، عاد المحجوب ليجلس كالجميع  حتى يتم التحية ووجنتاه احمرتا خجلا قبل السلام. بعد تلاوة ما تيسر من الذكر الحكيم وسماع قليل من الخطبة، عاد لبيته وجلس أمام شاشة التلفاز لقتل بعض الوقت، تجول بين البرامج الرمضانية الحامضة، حتى استقر على برنامج أمريكي، وبدأ يسب ويشتم هذا المسخ، وضل يشاهد البرنامج إلى نهايته ويقول كلما شاهد “مسخا” اللهم إني صائم دون أن يقوم بأي مجهود لتغيير المحطة.

كانت زوجته في المطبخ تعد فطورا.

يعرف المحجوب بينه وبين نفسه أنه لم يكن يعرف لماذا يصوم أصلا، لم يكن صومه للمغفرة، بل كان يجسد تقليدا إسلاميا،.. المهم أنه كان يحسن أنه ”كان كيصوم بزز” لا يتحمل قساوة القطعة وضل يبحث عن سبّة لمعاقبة زوجته على جلوسها أمام البيت بدون حجاب الأسبوع الماضي.

وقبل أن يعلن المؤذن انتهاء فترة الصوم الطويلة، خرج ينتظر المؤذن، أحس أنه ينتظر ساعات طويلة.. ضل ينتظر .. بمجرد سماعه الله أكبر قال: “إوا على سلامتنا”، وهرول إلى مائدة الإفطار وهو يردد “‏اللَّهُمَّ لَكَ صُمْنا، وَعلى رِزْقِكَ أَفْطَرْنا، فَتَقَبَّلْ مِنَّا إنَّكَ أنْتَ السَّمِيعُ” أكل قليلا وقال ”‏ذَهَبَ الظَّمأُ، وابْتَلَّتِ العُرُوقُ، وَثَبَتَ الأجْرُ إِنْ شاءَ اللَّهُتم” .. ثم شعل كاروا.

يتبع ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *