متابعات

رمضان بمخيمات تندوف…انتفاضات، وغلاء، وحر، وشح مواد العيش

طرح شهر رمضان بكل قوة قضية تموين ساكنة مخيمات تندوف بالمواد الغذائية والاستهلاكية الأساسية، فبعد أن أصبحت قضية تهريب مواد المساعدات الإنسانية من طرف المتنفذين من قيادة البوليساريو إلى أسواق موريتانيا والجزائر ومالي مسألة رائجة تذكر على لسان كل الصحراويين بالمخيمات، أضحت عملية تزويد المحلات بالمواد الغذائية الأساسية مشكلة تؤرق ساكنة المخيمات، إذ شهدت أثمنة جل السلع الغذائية خلال الشهر الفضيل ارتفاعا صاروخيا لاقدرة لصحراويي المخيمات على اقتنائها، وتنضاف إلى هذه المعاناة الظروف المناخية الصعبة وشح مياه الشرب، ومما يزيد من حدة وطأتها على نفسية المحتجزين بمخيمات تندوف هو لامبالاة قيادة البوليساريو التي “ترفل” في نعيم عائدات بيع المواد الإنسانية لتضخيم أرصدتها البنكية السرية بأوروبا وموريتانيا.

ونقلت مصادر صحافية من مخيمات تندوف شهادات عدد من الصحراويين الذين أعلنوا عن تذمرهم من ارتفاع أسعار المواد الغذائية خصوصا اللحوم، والألبان، والخضر والفواكه، وذلك في ظل غياب تام لضبط الأسعار من قبل ما يسمى بالسلطات المختصة، وأضافوا أنهم يعانون من انخفاض مهول في الدخل المادي العائلي خصوصا خلال هذا العام، كما اختفت من قائمة السلع الغذائية مادة الحليب المجفف، حيث أفادت مؤسسة ما يسمى بالهلال الأحمر الصحراوي أن هذه المادة كانت السبب في انتشار مرض الإسهال.

من جهة أخرى، وفي تعليق عن هذه الوضعية المتأزمة، أسر مصدر لمشاهد. أنفو والذي ألح على التكتم على هويته نظرا لتواجد أفراد عائلته بالمخيمات، أن  تزامن هذه الظواهر مع تعالي أصوات الساكنة ضد فساد قيادة الرابوني وخاصة صوت شباب التغيير، يربك حسابات القيادة المتسلطة وينذر بقرب موعد أفولها ، وأضاف أن الإبقاء على وضعية التجويع والتعطيش لا تعدو أن تكون إلا وسيلة من الوسائل التي تستخدمها الميليشيات التي لا تتورع في اللجوء إلى كل الطرق  لإحكام قبضتها والإبقاء على سيطرتها من أجل الحفاظ على مصالحها الضيقة، حتى وإن اقتضى الأمر، يضيف المصدر ذاته، تعميق بؤس ومعاناة صحراويي المخيمات.

وقد زاد من معاناة محتجزي مخيمات تندوف، يضيف المصدر دائما، تفشي الآفات بهذه المخيمات من قبيل تعاطي الشباب اليافع إلى الخمور الرخيصة وماء الحياة، وإنشاء معامل تقليدية لصناعتها، وكذا إلى كل أنواع المخدرات خاصة الحبوب المهلوسة المنتجة بالجزائر، بالإضافة إلى الارتماء في أحضان التهريب والإرهاب…وأضاف مصدر مشاهد.أنفو أن الوضعية الراهنة للمخيمات وانسداد الأفق هي التي دفعت الشباب إلى الانخراط في انتفاضات متتالية، مبرزا أن زعيم البوليساريو محمد عبد العزيز اعترف علانية بأن “الجبهة باتت تواجه ضغوطاً سياسية متصاعدة من الأجيال الجديدة التي قال إنها سئمت العيش في المخيمات، وتبددت آمالها في الوصول إلى حل سلمي لمشكلة الصحراء”وفق تصريحاته لمجلة روزاليوسف المصرية مؤخرا.

من جهة أخرى، قال أحد الصحراويين المتتبعين لشؤون المخيمات إن “هذه التطلعات التي لم يكن  أحد يجرأ، ولو الهمس بها لنفسه، لم تعد تقال في السر بل علنا، وقد “تنامت خاصة بعد فك الحصار المضروب على المحتجزين، عبر تبادل الزيارات الذي فرضته منظمة الأمم المتحدة.

ويضيف ذات المتحدث” إنه بالرغم من قلة عدد المرخص لهم بالزيارات فإن جلهم فضل البقاء بين ذويهم على أرض الوطن الأم ، بعد انجلاء الفرق الصارخ بين الادعاءات المغرضة الزائفة وواقع أبناء عمومتهم في الأقاليم الصحراوية المغربية حيث مظاهر التنمية وحرية التعبير والتنقل والتملك و خصوصا حفظ و احترام الكرامة، وهو ما جعل قيادة الرابوني  ترتبك  ولا تدري ما تقدم وما تؤخر… في خضم تسارع وثيرة الأحداث، بدءً بتوالي فضائح الطغمة المهترئة المتسلطة، وتعالي الأصوات المطالبة “برحيلها، فلم تعد “الدراقات” قادرة على حجب الواقع و لم يعد القمع قادرا على ثني المطالبين بالكرامة عن النضال من أجل  تحقيقها.

وقال أيضا:” إن متجليات الارتباك لدى القيادة المتسلطة بادية للعيان، فالوصفات التي كانت تجود بها عبقرية خبراء القمع والدسائس  بالمرادية لم تعد تجدي نفعا، حيث بدا جليا أن لاجئي المخيمات، قد استفاقوا من سباتهم تحت صدى صيحات شباب التغيير، وانقشعت الغشاوة عن أعينهم من هول وقع معاناة نفس الشباب من أجل الكرامة والحرية، إذ لا الترغيب ولا الترهيب  قد يثنيهم عن انتزاع ما سلبته  أيادي الطغمة المستبدة  منهم طوال عقود من صنع الأوهام و قصور الرمال الآيلة للسقوط و تسويق الشعارات الزائفة.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *