متابعات

اليازغي يحدد ثلاث استراتجيات من أجل كسب رهان قضية الصحراء

حدد الكاتب الأول السابق للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية محمد اليازغي، ثلاث استراتجيات أساسية لكسب رهان قضية الصحراء التي اقترب الصراع حولها أن يكمل عقده الرابع، إذ أشار إلى أن ذلك مرتبط بالرهان على المستوى الداخلي والمستوى الجهوي فالجانب الدولي.
اليازغي الذي كان يتحدث في ندوة وطنية نظمتها هيئات المجتمع المدني بمدينة بويزكارن بإقليم گلميم، أشار إلى أن حسم صراع الصحراء مرتبط أساسا بترسيخ الاختيار الديمقراطي وتعزيز حقوق الإنسان بشكل كامل، معتبرا أن هذه النقطة هي من بين نقط الضعف التي يعاني منها المغرب في محاولة حسم صراع الصحراء لصالحه.
وأوضح اليازغي أن الدولة تخلت بشكل رسمي عن نهج أساليب التعذيب والقمع، إلا أن عددا من قادة أجهزته الأمنية لا تزال لم تستوعب ذلك، وتتصرف أحيانا بأسلوب قمعي يسيء لسمعة حقوق الإنسان ببلادنا، مشددا على ضرورة أن تعجل من احترام حقوق الإنسان واقعا معاشا.
وأضاف المتحدث ذاته، أنه على الدولة أن تسرع في تطبيق مشروع الجهوية الموسعة، باعتبارها طريقا آخر لكسب رهان الصراع حول الصحراء، معتبرا أن إتباع مسلسل التفاوض سيكون طريقه طويل، لكن ذلك لا يمنع –حسب اليازغي- من إجراء الحوار والتفاوض مع الأطراف المعنية.
كما دعا اليازغي المغاربة إلى إجراء حوار داخلي لتقييم ومناقشة 40 سنة من حصيلة استرجاع الصحراء، وذلك من أجل بناء رؤية جديدة وموحدة لمواجهة التحديات، معتبرا أنه من غير المقبول أن يظل المغرب على مدى كل هذه السنوات بعيدٌ عن الانخراط في الاتحاد الإفريقي، لأن ذلك -حسب المتحدث ذاته- حرم المغرب من أن يكون له أي دور في الاتحاد بعد أن انسحب منه.
وعلى المستوى الجهوي، دعا اليازغي إلى ضرورة عدم الدخول في إي توتر مع الجزائر، لأن ذلك من شأنه أن يكون خطئا قاتلا، بالرغم من الاستفزازات المستمرة التي يتعرض لها المغرب من طرف الجزائر، مؤكدا على ضرورة الحرص على إقامة علاقة طيبة مع الجزائر وتطبيع علاقته معها ما أمكن في القضايا ذات الاهتمام المشترك، كمحاربة الإرهاب والتهريب والمخدرات.
ودعا اليازغي في السياق ذاته، إلى ضرورة تعزيز العلاقات مع كل من تونس وليبيا وموريتانيا، وذلك عبر مساعدتهم والعمل على إحياء فكرة المغرب العربي الموحد، والعمل على إنجاح مؤتمر وزراء خارجية دول الاتحاد المغاربي الذي سينعقد بتونس من أجل مناقشة سبل مساعدة الليبيين.
وعلى المستوى الدولي، انتقد اليازغي تصريح وزير الخارجية صلاح الدين مزوار الذي قال فيه أن سنة 2015 ستكون حاسمة في صراع الصحراء، مشددا على أن المغرب لا يجب أن يدخل في صراع مع المنتظم الدولي وأن يتسرع في محاولة حسم الصراع الذي عمر طويلا.
واعتبر المصدر ذاته أنه من المفروض على المغرب أن يحث المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، على تصريف عبارة “جدي وذي مصداقية” التي وصفت بها الأمم المتحدة مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، على أرض الواقع، وحدثه كذلك على ضرورة إقناع الجزائريين على إيجاد حل بدل زيارات الاستماع التي يقوم بها كل حين دون فائدة.
واختتم اليازغي حديثه بالقول إن المغرب مطالب بشكل كبير بإقناع الرأي العام الديمقراطي العالمي بواجهة مقترحه لحل نزاع الصحراء، وذلك أساسا عبر احترام حقوق الإنسان وترسيخ الديمقراطية، وبالموازاة أيضا مع إقناع العائلات الصحراوية التي تتبنى فكرة الانفصال أن هذه الفكرة لا تخدم مصالحهم وأنهم عرضة للاستغلال من طرف فئة معينة لها أهداف أخرى غير تحقيق الكرامة الإنسان الصحراوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *