ثقافة وفن

أيت موح الورزازي الذي أعاد رائحة ”البلدة” إلى رواياته الفرنسية

نظم نادي الصحافة لورزازات الكبرى بمناسبة حضور الروائي المغربي الحسين أيت موح إلى منطقته الأصل بمدينة ورزازات أولى حلقات مقهى الصحافة لتسليط الضوء على تجربته الروائية التي رأت النور بمنفاه الاختياري بفرنسا.

الروائي أيت موح، من مواليد 1962، والذي اختار هجرة المغرب منذ مدة ليست بالقصيرة، قال أثناء حديثه عن تجربته في الجلسة الأدبية ”إن منفاه الاختياري بفرنسا كان محفزا له على الكتابة، ولولاه لما كتب عددا من الروايات”. حيث أتاحت فرنسا بعض الإمكانات ووفرت ظروف إنتاج أدب يكثف تاريخ ”البلدة” برائحتها الأصل، إضافة إلى دوافع الشعور بالغربة والمنفى، وأصدر أيت موح روايات باللغة الفرنسية منها ” لم يعد للشاي النكهة نفسها”، “أسير مبروكة”، ثم “”أيام الرصاص”.

بعض من قاموا بقراءة روايات أيت موح أشاروا خلال جلسة ”مقهى الصحافة” التي نظمت مساء السبت 23 غشت رفقة الروائي المذكور، ”إن أدب أيت موح لم يكن عملا روائيا خالصا بل مزج في أعماله الروائية فن الكتابة والبحث التوثيقي والسيسيولوجيا والصحافة”، مضيفين إلى أن أيت موح ”كان يجالس دوما الكتب والروايات في صباه”.

وعن ذلك أكد الروائي ”أن القراءة بالنسبة له وصلت درجة الإدمان حينها، إذ اكتشف من خلالها عولم أخرى، قال عنها أنها “ترحل به إلى غياهب الخيال لدرجة التصوف”.

أيت موح الكاتب القادم من الهوامش المنسية والمغرب العميق عاش تجارب صعبة، وأشار خلال إجابته عن أسئلة الحضور، أن حياته كطالب لم تكن سهلة على الإطلاق، حيث اشتغل بأجور هزيلة كنادل مقهى مثلا، وهاجر لإتمام الدراسة، غير أنه لم يكن ينتظر أن يعود إلى المغرب لتلقي به ظروف العمل كأستاذ للتعليم الابتدائي في أحد القرى النائية، ليعود أدراجه بعدها إلى فرنسا ثم يشتغل كأستاذ وكاتب صحافي، كل ذلك يقول أيت موح ”لم يكن اختياريا، بل مفروضا”.

ولم يكتب أيت موح عن كل التجارب القاسية التي عاشها بالمغرب، معتبرا أن الكتابة عن بعض التجارب ليست مسألة اختيارية، ”لا يمكن أن أختار المواضيع التي أكتب عنها الروايات، الرواية، حسب أيت موح، تأتي وحدها كعمل فني لا يقبل القرار” يضيف الروائي.

وتجدر الإشارة إلى أن مقهى الصحافة، حسب عبد اللطيف بن الطالب رئيس نادي الصحافة لورزازات الكبرى ”فكرة تنشيطية يسعى من خلالها نادي الصحافة لورزازات الكبرى، التفاعل مع محيطه، من خلال التعريف بكافة الطاقات المحلية والجهوية بدرعة في عدة مجالات ثقافية وفنية ورياضية واجتماعية وغيرها، وذلك من أجل تفعيل مبدأ القرب، وجعل الصحافة في تواصل وتفاعل دائمين مع نبض المجتم.

إلى ذلك يعتزم نادي الصحافة في ورزازات الكبرى حسب رئيسه عبد اللطيف بن الطالب ”تنظيم مقهى الصحافة بشكل دوري سواء بمدينة ورزازات أو مدينتي زاكورة وتنغير للإنفتاح على تجارب المغرب العميق وتسليط الضوء على مختلف الطاقات التي تترعرع في الجنوب الشرقي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *