خارج الحدود

الحياة تعود إلى مانهاتن بعد تدشين برج “وان وورلد ترايد سنتر”‎

استعادت اجواء مانهاتن احدى اهم رموزها مع تدشين برج “وان وورلد ترايد سنتر” في نيويورك الذي شيد في موقع هجمات الحادي عشر من سبتمبر ويرمز إلى عودة الحياة إلى مجراها بعد طول انتظار في مانهاتن.

فقد انتقل نحو 500 موظف من مجموعة “كونديه ناست” الإعلامية إلى هذا البرج بعيدا عن الأضواء، ومن المرتقب أن ينضم إليهم 3 آلاف شخص بحلول الربيع.

وسلطت الأضواء اخيرا على البرج بعد عملية إنقاذ ملفتة لعاملي تنظيف زجاج علقا في الطابق 68 من ناطحة السحاب هذه التي تضم 104 طوابق والبالغ ارتفاعها 541 مترا (بما في ذلك السهم) والتي هي أعلى أبراج الولايات المتحدة والقارة الأميركية.

ويطل البرج الزجاجي المشيد على مساحة 6,5 هكتارات على النصب التذكاري لهجمات الحادي عشر من سبتمبر المخصص لذكرى ضحايا تلك الهجمات البالغ عددهم 2735 قتيلا (فضلا عن 6 ضحايا في هجوم أول سنة 1993)، إلى جانب المتحف المخصص لتلك الأحداث.

وقد كلف برج التجارة العالمي 3,9 مليارات دولار.

وبعد 13 سنة على تلك الهجمات، بات هذا البرج “مبنى المكاتب الأكثر أمنا في العالم”، على حد قول باتريك فوييه المدير التنفيذي لهيئة المرافئ في نيويورك ونيو جيرزي التي تملك الموقع.

وقد شيد حائط خاص مضاد للتفجيرات حول المدخل الواسع البالغ علوه 15 مترا. وتصل دعائمه الاسمنتية إلى عمق 57 مترا. وقد خصصت سلالم لفرق الانقاذ.

وتحمي كتلة اسمنتية المصاعد والسلالم، كما صمم نظام الاتصالات بالتعاون مع الشرطة ومكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) ووزارة الأمن الداخلي وجهات خاصة، بحسب باتريك فوييه.

ويطل هذا البرج الذي يضم مكاتب على امتداد 2,7 مليون متر مربع على تمثال الحرية جنوبا ومبنى “إمباير ستايت” ومنتزه “سنترال بارك” شمالا.

وبالنسبة إلى السياح الذين يفتشون عن وجهتهم في مانهاتن، يدل برج التجارة العالمي الى الجنوب، في حين أنه يرمز، في نظر سكان نيويورك، إلى عودة الحياة إلى مجراها بعد طول انتظار والعزم على الإعمار بالرغم من المماطلات التي دامت سنوات إثر المناقشات السياسية بشأن “الموقع صفر” (غراوند زيرو)، ثم الصعوبات الاقتصادية.

وكانت ناطحة السحاب هذه تعرف بداية ب “برج الحرية” قبل أن يغير اسمها سنة 2009 إلى “وان وورلد ترايد سنتر”. وقد بوشر العمل فيها سنة 2006 وأنجزت في نهاية العام 2013.

وهي اليوم مستأجرة بنسبة 65 %، بحسب باتريك فوييه الذي استبعد فكرة أن يكون البعض يخشى الانتقال إليها بسبب ماضيها.

ومن بين المستأجرين، مجموعة “كونديه ناست” من الطابق 20 إلى 44 وشركة “هاي 5” لألعاب الفيديو على الانترنت ومجموعة الإعلانات “كيدز كرييتيف” والمركز الثقافي الصيني وإدارة الخدمات العامة (وهي وكالة فدرالية مستقلة استأجرت 6 طوابق)، فضلا عن مجموعة الاستشارات المالية “بي ام بي”.

ومن المتوقع أن يعمل فيها 5 آلاف شخص في المجموع. ومن المزمع أن يفتح مرصد أبوابه للزوار في الطوابق 100 و 101 و 102 في الربيع المقبل.

وشدد فوييه على أن “تدشين هذا البرج يدل على عودة الحياة إلى مجراها”، مشيرا إلى أن الناس يعملون في هذا البرج ويأكلون في المطاعم المجاورة ويستخدمون وسائل النقل العام ويتبضعون في المتاجر المتزايدة في المنطقة. كما أنه من المرتقب فتح محطة جديدة قرب الموقع في الربيع.

وكان البرجان التوأمان في السابق مقر عمل في المقام الأول. وكانت الشوارع شبه خالية من المارة مساء. لكن عدد سكان مانهاتن السفلى انتقل من 20 إلى 60 ألف نسمة إثر تشييد مبان سكنية.

وأكد فوييه على أن هذه المبادرة هي “دليل على إنعاش نيويورك … هي رد المدينة والولاية والمنطقة والدولة على هجمات الحادي عشر من سبتمبر”.

وهو يعتبر ان البرج اعاد لسماء مانهاتن الاشهر في العالم، شيئا كان ينقصها منذ الحادي عشر من سبتمبر.

لكن انجاز العمل في مشروع برج التجارة العالمي برمته سيستغرق سنوات طويلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *