الشريط الأحمر | ملفات

العظمي.. والي كلميم الذي كاد أن يزيح محمد عبدالعزيز من منصبه

محمد عالي العظمي من أبناء قبائل الركيبات رأى النور بآسا عاصمة قبيلة أيت يوسى، نشأ وترعرع في تغجيجت وبويزكارن بين أحضان قبيلة أيت ابراهيم، هذا التنوع بين الأصل والمنشأ والمسار، بوأه مراتب متقدمة في قائمة الشخصيات الصحراوية الأكثر تأثيرا بالأقاليم الصحراوية وفي مخيمات تندوف.

حيث أن جمعية “الصداقة الجزائرية الصحراوية”، أجرت استطلاعا للرأي حول أهم الشخصيات الأكثر تأثيرا على الصحراويين، وكانت النتيجة صادمة ولم تكن متوقعة أبدا من لدن المخابرات العسكرية الجزائرية، حيث تبوأ محمد علي العظمي (المعروف أيضا بعمر الحضرمي)، أحد المؤسسين لجبهة البوليساريو، المرتبة الأولى متقدما على كل من محمد عبد العزيز ومحمد لمين البوهالي وبراهيم غالي.

هو حاليا والي جهة كلميم السمارة عامل إقليم كلميم، محمد عالي ولد الوالي الذي عُرف ثارة بـ “محمد علي العضمي” وثارة أخرى بـ “عمر الحضرمي”، إنه من الرعيل الأول وأحد مؤسسي جبهة البوليساريو، اضطلع مبكرا بمهمة مدير أمنها العسكري وما أدراك ما أمن الانفصاليين العسكري‪.‬

تم اعتقاله على خلفية انتفاضة مخيمات تندوف سنة 1988، وبعد الإفراج عنه عُيّن ممثلا للبوليساريو بواشنطن سنة 1989، وهي ذات السنة التي عاد فيها إلى أرض الوطن‪.‬

سكبت عودة عمر الحضرمي الكثير من المداد، وظلت وسائل الإعلام المرئية تهتم به أكثر من غيره من العائدين وقتئذ. فهو الذي كشف أن الولي مصطفى السيد أسرّ له في آخر لقاء جمعهما قائلا: “لقد أجرمنا في حق شعبنا‪“.‬

كان قد التحق بجبهة البوليساريو منذ البداية الأولى عندما كان لازال يتابع دراسته الجامعية بالمدرسة العليا للأساتذة بالرباط في مايو ‪1973‬، وتكلف بمهمة إحداث مخيمات الحمادة بتندوف بين سنتي 1975 و1977، كما يُعتبر مهندس نظام مراقبة وتأطير ساكنتها‪.‬

ظل يضطلع بمهمة المكلف بالعلاقات الخارجية إلى حدود سنة 1980، كما احتل العضوية فيما يُسمّى وقتئذ بالقيادة العامة لأركان “جيش تحرير الشعب الصحراوي”، وذلك إلى حدود عام 1982. وكان آنذاك، المسؤول الأوّل عن الأمن العسكري بجبهة البوليساريو‪.‬

ومنذ بداية ثمانينيات القرن الماضي شرع عمر الحضرمي يدعو إلى إعادة النظر في نهج تسيير قيادة البوليساريو، وبعد انتفاضة مخيمات تندوف ألقي عليه القبض وأحتجز أكثر من 7 أشهر، من أكتوبر 1988 إلى مايو 1989. بعد الإفراج عنه اضطلع بمهمة تمثيل البوليساريو بالولايات المتحدة الأمريكية، ومرّت 3 أشهر فالتحق بالمغرب يوم 9 غشت 1989 تلبية لنداء “الوطن غفور رحيم”.

وتم توظيفه بوزارة الداخلية، ثم عيّنه الملك الراحل الحسن الثاني عاملا على إقليم قلعة السراغنة، فعاملا على إقليم سيدي قاسم. وفي سنة 2002 عيّنه الملك محمد السادس عاملا على إقليم سطات فواليا على جهة الشاوية ورديغة‪.‬

وقد قيل أن صداقة جمعته مع فؤاد عالي الهمة، منذ أن كان هذا الأخير بوزارة الخارجية، في حين كانت علاقته بإدريس البصري متوترة إلى حد التشنج الدائم والمستمر حسب أحد العالمين بهذه الأمور.

كما تناسلت أخبار وقتئذ، مفادها أن عمر الحضرمي، لما كان عاملا على إقليم قلعة السراغنة كان يستقبل فؤاد عالي الهمة استقبالا خاصا ومدروسا، وقد حرص على التقرب منه منذ اندلق إلى علمه بأنه كان زميل جلالة الملك في الدراسة‪.‬

حسب رواية عمر الحضرمي نفسه، حيث قال : “بعد الإعلان عن نداء ‪“‬الوطن غفور رحيم” اتصلت هاتفيا بالملحق العسكري للسفارة المغربية بواشنطن، وتم الاتفاق على موعد لقاء بفندق هيلتون بواشنطن (…) حملت معي بعض الوثائق والصور، منها واحدة بمعية المسؤول عن منظمة حماية اللاجئين وأخرى ألتقطت وأنا أفاوض الفرنسيين بعد أسرهم في عملية الزويرات”.

ويضيف: “بعد هذا اللقاء اتصلت بالسفارة لترتيب إجراءات عودتي إلى الوطن، وكنت قد طلبت لقاء مع الجنرال عبد الحق القادري لما عُدت إلى الوطن، طُلب منّي إصدار بيان أوضح فيه حيثيات عودتي، وهو البيان الذي أذيع على التلفزة‪.”‬

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *