الشريط الأحمر | متابعات

انخفاض أثمنة النفط بالعالم يحاصر دعم الجزائر لانفصاليي الداخل

في الوقت الذي انخفضت فيه أثمنة البترول إلى مستويات قياسية، وفي الوقت الذي يشكل فيه النفط والغار نسبة 97% من صادرات الجزائر إلى الخارج، فإن قرارات آتية من داخل الأجهزة الحاكمة في قصر المرادية ألزمت مؤسسات الدولة على اتباع سياسات تقشفية غير مسبوقة، وخفض «الهبات» الممنوحة إلى بعض الدول الإفريقية، وتخفيض المساعدات لجبهة البوليساريو إلى حوالي النصف، خصوصا وأن الجزائر تعتبر المحتضن الوحيد والراعي الرسمي لقيادة الجبهة.

وأمام هذا الوضع الاقتصادي المأزوم، فإن جبهة البوليساريو تعيش من جديد على إيقاع هزات أخرى تضاف إلى ما سبق أن عاشته من قبيل الاحتجاجات ضد الفساد وتفكك الآلة الإدارية والمجتمعية بشكل غير مسبوق، كما أثرت قرارات خفض المساعدات الجزائرية على أداء شبكات الدعاية المدفوعة الأجر لفائدة أطروحات الانفصال، التي كانت تمولها الجزائر بسخاء قبل تهاوي أسعار البترول.

فبعد أن أقلعت بعض الجمعيات والمؤسسات المنتخبة خصوصا بإسبانيا عن دعم البوليساريو سواء بسبب الأزمة الاقتصادية أو بسبب اكتشاف هذه الجهات المانحة لفساد قيادة الجبهة التي اغتنت بفضل تحويل الإعانات والمساعدات الإنسانية الموجهة لصحراويي مخيمات تندوف إلى الحسابات البنكية الخاصة، تأتي الوضعية الاقتصادية الراهنة للجزائر لتجعل الصنبور، الذي «يغذي» بعض الحركات الانفصالية بالداخل ويمول ثلة من دعاة الانفصال، يقترب من النضوب، وهو ما سيكشف عن حقيقة المروجين للخطابات الانفصالية الذين كانوا يتحركون وفق أجندة معلومة وممولة من الخارج كان يشرف على جزء كبير منها المدعو عمر بولسان من جزر الكناري.

وحسب محللين سياسيين دوليين فإن الجزائر هي المحرك الرئيس لكل المؤامرات ضد المغرب، كما أنه لولا البترول الجزائري لما نجح الجنرالات في أية مؤامرة ضد الصحراء المغربية ولا اعترفت أي دولة بجماعات البوليساريو الانفصالية، فجنرالات الجزائر يشترون بالبترول أصوات دول افريقية فقيرة ودول أخرى من أمريكا اللاتينية.

من جهة أخرى، ذكرت مصادر صحراوية مطلعة أن قيادة الجبهة في محاولة منها لتعويض جزء من الأموال، التي ستقلصه الحاضنة الجزائر، انخرطت في البحث عن بدائل عديدة كان من بينها دعم واحتضان شبكات التهريب الدولية للمخدرات لـتأمين أموال للجبهة، وهو الشيء الذي كان له انعكاس سلبي في العلاقات مع موريتانيا على اعتبارها أنها المتضررالمباشر من نشاط هذه الشبكات، الشيء الذي دفعها إلى تشديد الرقابة على المناطق عديدة وشن هجمات على بؤر التهريب ومتابعة شبكات المهربين الذين ثبت أنهم يستفيدون من تغطية ودعم قيادة البوليساريو.

وعلى إيقاع هذا الارتباك الذي تعيشه قيادة البوليساريو، فإن عددا من المتتبعين للشأن الصحراوي يترقبون ردود أفعال انفصاليي الداخل جراء هذه الوضعية، على اعتبار توصلهم بشكل منتظم بتحويلات مالية من عناصر البوليساريو.

وقد علق أحد الصحراويين من العيون أن التحركات المدفوعة الأجر والتي غالبا ماتكون بدوافع مادية وتكسبية سيكون مآلها الفشل الذريع، مضيفا أن العمالة للجزائر وصنيعتها البوليساريو ستكون وصمة عار على جبين من اختار الارتماء في أحضان خصوم الوكن مهما كان السبب، مبرزا أن المؤامرات الماكرة والكيدية غالبا ما تتكسر على صخرة الحق والمشروعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *