ذكر بلاغ أصدرته ولاية جهة الرباط سلا زمور زعير، أنها ضبطت “طاقم صحفي تابعا لقناة فرانس24 وهو يقوم بتصوير برنامج بطريقة سرية بإحدى الفيلات بالرباط”، فيما أكدت القناة أنها حصلت على ترخيص قبل تصوير الحلقة، التي كان موضوعها السخرية.
وأورد بلاغ الولاية أن الفضاء المذكور هو “فيلا تستغل كدار للضيافة بحي السوسي”، وأن التصوير تم “دون الحصول على رخصة وبدون التوفر على بطائق الاعتماد الصحفية”، مضيفا أن “الطاقم الصحفي رفض تقديم أي وثيقة تثبت هويته أوأي رخصة تسمح بإنجاز البرنامج المذكور”.
وأشار البلاغ إلى أنّ “السلطة الإدارية المحلية، معززة بالمصالح الأمنية، انتقلت للقيام بالتحريات اللازمة وتطبيق القوانين الجاري بها العمل في مجال إنجاز البرامج الصحفية”، مبرزا أن “ضيوف اللقاء رفضوا مغادرة الفيلا إلا بعد معالجة المشكل مع الطاقم الصحفي”.
وفي مقابل ذلك، نقلت مصادر إعلامية عن أحد الضيوف الحاضرين في تسجيل الحلقة، قوله إن”الأجهزة الأمنية وسلطات الرباط احتجزت طاقم قناة فرانس 24، وضيوف الحلقة، عند نهاية تصوير برنامج حديث العواصم، الذي يقدمه الإعلامي جمال بودومة”.
وأضاف المصدر ذاته أن حلقة البرنامج استضافت “الفنان الساخر أحمد السنوسي والصحفية سناء العاجي، والكاريكاريست خالد كدار”، مؤكدا أن “السلطات سمحت للضيوف بمغادرة الفندق بعد التأكد من هويتهم، لكن منعت طاقم القناة من مغادرة مبنى الفندق قبل تسلُم شريط الحلقة المُصورة”.
إثر ذلك، يفيد المصدر ذاته، أنه بعد حصول السلطات على الشريط، رفض طاقم القناة مغادرة الفيلا، واتصل بوزير العدل والحريات ووزير الإتصال، لإبلاغه بما حصل، مؤكدا أن فريق البرنامج قد حصل على ترخيص مسبق قبل البدء في تسجيل الحلقة.
وأشار المصدر ذاته، أن ما حدث يبرز أن مشكل السلطات ليس مع طاقم القناة الفرنسية، وإنما مع الضيوف المشاركين في البرنامج.
يشار أن هذا المنع الذي طال القناة الفرنسية، يأتي في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين المغرب وفرنسا توترا واضحا منذ أزيد من سنة، حيث كان وزير الخارجية مزوار سيقوم بزيارة لباريس من أجل رأب الصدع بين البلدين، غير أن إقدام قناة “فرانس 24” على استضافة الملاكم زكرياء المومني دفع الوزير للعدول عن الزيارة.
كما أشارت مصادر إعلامية، أن سبب تأجيل الزيارة، يعود أيضا إلى رفض السلطات الفرنسية منح حصانة خاصة لمسؤولين مغاربة رفيعي المستوى، توجه إليهم اتهامات من بينها تعذيب زكرياء المومني.