خارج الحدود

الألمان يصنعون صابون من الرمل

أنتج العلماء الألمان من جامعة كاسل الصابون من الرمل، حيث ثبت مختبرياً أن الصابون الرملي غير ضار بالبيئة، ولايهدد الخلية الحية بأي شكل من الأشكال، وهكذا لايتبقى أمام الصناعة سوى الاستفادة من كميات غير محدود من رمال الصحراء النمتواجد طبيعياً على الأرض لإنتاج مادة التنظيف الجديدة.
مايبدو مثل عمل سحري بأعين البعض لايعدو كونه معادلات كيمياوية بسيطة بأعين العلماء الألمان من جامعة كاسل. إذ انهم استخدموا أكثر عناصر الأرض توفراً، وهي الرمل والأوكسجين، لتحويل السيليكون في الرمل إلى مؤثر سطحي(تنسيدTenside) أخذ على عاتقه، بوجود الماء، عملية فصل الأوساخ والبقع عن الملابس.

والمهم ان المادة الصابونية الجديدة لاتحتوي على الفوسفات، كما هي الحال مع أنواع الصابون السائدة في السوق حالياً، وتكون بالتالي رئيفة تماماً بالبيئة. ومن الممكن، بحسب تقدير العلماء، إنتاج صابون اليدين السائل أومساحيق غسيل الملابس أو مزيلات الدهون…إلخ بسهولة منها، وبأقل كلفة ممكنة.ورغم الاقبال الكبير لصناعة الأجهزة الحديثة على الرمل فان ذلك لن يشكل عائقاً يحول دون دخول الرمل في صناعة مواد التنظيف، بحسب تقدير الباحثين من جامعة كاسل. إذ من المعروف ان صناعة ألواح الخلايا الضوئية، وصناعة البروسيسورات وشاشات الأجهزة ، ناهيكم عن أعمال البناء، تعتمد على السيليكون في صناعتها. وسبق للمنظمات البيئية ان حذرت من المبالغة في استهلاك الرمل في أوربا، التي تستورد الرمال من الخارج، ودعت إلى ايجاد البدائل له في الصناعة.

وذكر البروفيسور رودولف بيتشنغ، رئيس قسم المواد الكيمياوية الهجينة في جامعة كاسل، ان الصناعة الألمانية جاهزة للتحول باتجاه إنتاج المواد المنظفة من الرمل، لأن الكثير من مصانع إنتاج مواد البناء، وإنتاج الأجهزة، تنتج المادة الأساسية للصابون الرملي(السيلانتريول) كناتج عرضي، لكنها لم تفكر يوماً بالاستفادة منه كمؤثر سطحي(تنسيد).
مادة أساسية في مواد التنظيف
كما هي الحال مع مواد التنظيف الأخرى يعمل المؤثر السطحي المنتج عن سيلانول، وهو الاسم العلمي للصابون الرملي، كما تعمل مساحيق التنظيف الاعتيادية، لأنه يكون مع الماء محاليل عالقة تعتمد على إنشاء توتر سطحي بين الماء وسطوح الملابس. ويتولى هذا التوتر السطحي فصل الأوساخ عن الملابس بمساعدة الماء. وبهذا يمكن أن يصبحالمؤثر السطحي المنتج عن سيلانول المادة الأسية في إنتاج صابون المستقبل.
والصابون الرملي، بحسب بيتشنغ، لايحتوي على الفوسفات، كما انه لا يعكر مياه الصرف، ولايسمح للفطريات والبكتيريا بالتجمع فيها. ولم يتسبب الصابون المعتمد على سيلانول بأية أضرار للخلايا الحية في المختبر، وخصوصاً الحساسيات.

سلسلة عمليات كيمياوية

عمل بيتشنغ وزملاؤه على تحضير الصابون الرملي على عدة مراحل، جرى في الأولى تحويله إلى كتلة من السيليكون، ثم تم في عملية ثانية تحويله إلى كتلة من مركبات السيليكون العضوية باستخدام طريقة التركيب الاصطناعي العضوي.

تستخدم صناعة السيليكون مثل هذه الطرق في تحضير السيليكون من الرمل الاعتيادي، لكن علماء كاسل اتخذوا خطوة حاسمة هنا عندما منحوا كتلة السيليكون العضوية ثباتاً أهلها للتحول إلى مادة ثابتة اطلقوا عليها اسم سيلانتريول، وهي ذرة سيليكون ترتبط بها ثلاث مجموعات(OH). وأهل هذاالثبات الكيمياوي السيلانتريول للعمل كمادة منظفة دون أن يتحلل بالماء أو يفقد خواصه، وخصوصاً عند فصل بقع الزين والشحوم البشرية عن الملابس.

وتحدث بيتشنغ عن مساهمة زميلته الدكتورة ناتاشا هوركيس من قسم الكيمياء في جامعة كاسل، والدكتورة مالته بوسيك من معهد البيولوجيا في نفس الجامعة، إضافة إلى قسم الكيمياء في جامعة غراس النمساوية، في التجارب.
فشل ظاهر للصابون في امتحان النظافة والعناية

ربما ينجح الصابون الرملي في امتحان الجودة أكثر من نجاح الصابون الفاخر الذي يحتوى العطور الغالية من الأشجار والنباتات المهددة بالانقراض. لأن صابون اليدين السائل السائد في الأسواق الألمانية لا يبدو بالفعالية التي تسبغها عليه الدعايات.

هذا ما تقوله نتائج الفحوصات التي أجراها المعهد الألماني للرقابة على البضائع نشرها في ونشره مؤخراً. إذ أخضع الخبراء الصحيون في المعهد 16 نوعاً، من أهم أنواع الصابون السائدة في السوق، إلى الفحوصات المختبرية وتوصلوا إلى أنها أقل كفاءة بكثير من الدعايات التلفزيونية التي تروج لها.

ومن بين أنواع الصابون السائلة المنتشرة نال نوع واحد من شركة نيفيا درجة جيد في حين نالت الأنواع الأخرى درجةمقبول، مع نوع واحد نال درجة ضعيف. وعرف عن الصابون الذي رسب في امتحان محاربة البكتيريا أنه مخصص للتعقيم ضد الجراثيم.

وكما كانت الحال مع صابون الشعر وأنواع معجون الأسنان، كان الصابون السائل لغسل اليدين من الأنواع الرخيصة أفضل من الأنواع الغالية. وكانت نوعية الصابون الغالي (0,50-1,15 سنت لكل 100 ملم) أقل كفاءة ورعاية لليدين من الصابون الرخيص (13,5-0,46 سنت لكل 100 ملم).

من ناحية أخرى، فأن الماء وحده يكفي لتجفيف بشرة اليدين وإزالة الطبقة الدهنية المهمة عنهما، لكن المفترض أن يفعل الصابون أكثر من ذلك. مع ذلك توصل الباحثون إلى أن معظم الأنواع المفحوصة لم تكن كافية لحماية اليدين وترطيبها ضد هذه الظاهرة، ونالت كلها درجةمقبول فقط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *