متابعات

البوليساريو و2015 .. سنة حسم أم حقنة مهدئة؟

بعد عقود خلت من الزمن بدأت تلوح في الأفق مظاهر الإفلاس السياسي لسياسة قادة جبهة البوليساريو الذين عجزوا عن تحقيق أي انجاز يذكر يؤرخ لفترة زعامتهم، بلغة الميدان عكس الكلام الذي أبدعوا في نظمه بعبارات رنانة في قالب الخطابات الشعبية التي تعتبر مجرد مخدر الشعوب، الشيء الذي نتج عنه حالة من الملل واليأس لدى الصحراويين من كثرة تكرارها، وهي في أغلب الأوقات اجترار لكلام سابق ترتفع وتيرته مع اقتراب أي مؤتمر شعبي بهدف امتصاص سخط الناقمين على الوضع السيئ والكارثي الناجم عن سوء تدبيرهم.

إن ما حدث في العالم من رياح التغيير وربيع الحرية في مدة زمنية وجيزة أحدث ما لم تحدثه أزمنة مضت، رياح لم تسلم منها خيام الصحراويين العزل في عمق الصحراء القاحلة بمخيمات تندوف، تعالت فيها الأصوات الشبابية بحناجر مبحوحة مطالبة بالعدالة الاجتماعية والكرامة والتعبير، مما أرغم عصابة الرابوني في ابتكار أساليب جديدة لخفض وتيرة الغضب وإلهاء الصحراويين لاسيما أنهم لم تعد تنطلي عليهم الحيل الكلاسيكية. مما فرض على ”الزعماء” البحث عن سبل جديدة لمجابهة وامتصاص الاحتقان الاجتماعي عبر الاحتذاء بالمفكر الأمريكي نعوم تشومسكي الذي عرج في أحد إصداراته على آلية جديدة في التدبير السياسي داخل المجتمعات وهي إستراتيجية الإلهاء السياسي وهو سلاح صامت وهادئ لتدبير الأزمات.

اختاروا هذه المرة تسويق الوهم للصحراويين على أن سنة 2015 تعتبر سنة حسم مع الدولة المغربية في الصراع الذي طال أمده مند زهاء الأربع عقود من الزمن، وإيهام الرأي العام الصحراوي بقرب النصر والعودة إلى الديار من خلال سيناريوهات وأحاجي إن صح التعبير… توهمنا كل مرة بحل قريب أو على الأقل بداية العد العكسي لأربعة عقود من جحيم لانتظار والألم والغربة والشتات.

فالاستنفار الذي رفعه أعضاء عصابة الرابوني أواخر العام المنصرم كان مجرد جعجعة بلا طحين، اللهم محاولة التسخين التي قام بها ما يسمى كذبا و بهتانا ”جيش التحرير الشعبي الصحراوي” الممثلة في المناورة العسكرية الأخيرة، حيث كانت بمثابة وميض رصاصة رحمة، من شأنها أن تهدئ الألم المزمن لكن سرعان ما تبدد كل شيء وتحول إلى سراب، وعادت حليمة إلى عادتها القديمة.

يبقى ”القادة” يحاجون مع مطلع كل سنة بأحجية جديدة وفي كل سنة يرى المحتجزون الحلم يتوارى ويبتعد عنهم ليلهثوا وراء السراب.

لتنطبق بذلك عبارة تشو مسكي ” حافظ على تشتيت اهتمامات العامة، بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية، واجعل هذه الاهتمامات موجهة نحو مواضيع ليست ذات أهمية حقيقية، واجعل الشعب منشغلا دون أن يكون له أي وقت للتفكير حتى يعود للضيعة مع بقية الحيوانات”.

ونفهم بذلك الغاية من الصخب الإعلامي وضجيجه هو إبراز المجهودات المنعدمة التي يقوم بها قادة البوليساريو من أجل حسم الصراع المفتعل، بالمقابل إيهام الصحراويين انهم يعيشون في حياة الترف عبر وصفهم للمخيمات بأنها أحسن لجوء في العالم كمن يريد أن يقول الوقت لازال مبكرا على العودة ، وتعليق فشلهم على شماعة الحجج الواهية.

الصحراويون ينتظرون بفارغ الصبر مسرحية شهر أبريل وما لا يعرفونه أن كل هذه الهالة التي أعطيت لهذا العام سببه هو خوف عصابة الرابوني في الوقوع في ردة فعل شباب الصحراوي في المؤتمر 12 وتعبيد الطريق للمؤتمر 13 المنعقد أواخر سنة الجحيم.

black porn

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *