تربية وتعليم

“مشاهد” تنفرد بنشر نتائج مجلس عزيمان حول وضعية التعليم بالمغرب

ينتظر أن ينشر المجلس الأعلى للتربية والتكوين معطيات جد خطيرة تتعلق بواقع التعليم بالمغرب، فعبد أن صنفت منظمات دولية كـ ”اليونيسيف” قطاع التعليم بالمغرب في المراتب المتأخرة في العالم. ستكشف معطيات أفرزت من بحث أكاديمي للمجلس الأعلى للتعليم برئاسة عزيمان أرقاما غاية في الخطورة عن واقع التعليم بالمغرب.

”مشاهد أنفو” اطلعت على نسخة من تقرير أولي للبحث الذي أجرته لجنة متخصصة من أكاديميين وأساتذة التعلم العالي لصالح المجلس العلمي الأعلى، لتكتشف أن النتائج التي خلصت إليه الدراسة كارثة.

ودرس المجلس العلمي مستويين متعلقين بالمستهدفين من التعليم والفضاءات والبنيات والنظم بما فيها المعرفية ثم القدرات البشرية والمؤسساتية والآليات والمنظومة القانونية المتعلقة بالقطاع.

ورغم دراسة المجلس العلمي الأعلى كشفت أن تعميم التعليم ارتفع ليصل إلى 97 في المائة إلا أنه يعاني من مشاكل بنيوية كبرى تعيق تنمية المجال ليصبح مرتقيا إلى مصاف الدول النامية.

وأكد البحث أن نسبة الولوج إلى التعليم الأولي ارتفع من 36 في المائة إلى 43 في المائة غير أن ثلثي مراكز التدريس بالتعليم الأولي غير صالحة للدراسة وعبارة عن كتاتيب مهترئة لا تتوفر فيها شروط التحصيل العلمي خاصة في البوادي، ويطغى عليها النمط التقليدي ونقص في الأطر، مما يجل باقي الأسلاك ”معاقة” بما أن التعليم الأولي هو الأسس الذي يبنى عليه الباقي.

أما بالنسبة للتعليم الإعدادي فيذكر التقرير أن 58 فقط في المائة من تلاميذ التعليم الابتدائي هي التي تلج التعليم الإعدادي وأن ثلثي هذا العدد الذي يصل إلى الإعدادي يعانون من التأخر الدراسي.

وتؤكد الوثيقة التي اطلعت عليها ”مشاهد” أن التكوين المهني عرف تطورا بالمقارنة مع باقي الأسلاك الأخرى، وأن الإدماج المهني للخرجين في التكوين المهني يعد أكبر من إدماج خريجي الجامعات. وأن الإقبال على التكوين التقني والمهني كثيف لدرجة أن الطلب يتجاوز العرض في بعض الأسلاك.

وخلص البحث الذي أشرف عليه مجلس عزيمان إلى أن المنظومة تفرض ألا مساواة في التكوين المهني، نظرا لغياب التحفيز المادي لهده الفئة ولا ييسمح لهم باستكمال الدراسات العليا.

وقال مجلس عزيمان إن التعليم الجامعي عرف إقبالا كثيرا بنسبة 22 في المائة. غير أن 64 في المائة من الطلبة ينقطعون عن الدراسة وأن 14 منهم فقط يحصلون على إجازات. وتحدث التقرير عن أن التعليم عرف إفلاسا في إدماجه بالشغل وأن الجامعة ضعيفة من حيث الشراكة مع المقاولات والمجتمع المدني.

وخلص التقرير إلى أن معدل ولوجية المغاربة إلى المدرسة هي 4.72 في المائة، أي أن المغربي يمضي فقط 4 سنوات في المدرسة مقابل 11 سنة في الدول النامية، منها ساعتين بالنسبة للعالم القروي و6 ساعات في المجال الحضري.

وقال التقرير إن برامج محو الأمية تبقى مرد وديتها ضعيفة جدا.

ويضيف التقرير أن هناك حوالي 3 ملايين منقطعة ومنقطع عن الدراسة بين 2000 و 2013 و3 في المائة من المغاربة فقط هم من يحصلون على شهادة الباكلوريا.

وتطرق التقرير إلى كلفة التلميذ حيث يكلف التلميذ الابتدائي حوالي 3000 درهم شهريا من ميزانية الدولية والتي ارتفع إلى من 4800 درهم.

وكان المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي قد دورته الخامسة يومي 28 و29 يناير 2015 بالرباط، تحت رئاسة عمر عزيمان، رئيس المجلس. وانصبت أشغال هذه الدورة على تدارس مشروع التقرير الاستراتيجي للمجلس الذي كشفت مشاهد في هذه المقال عن أرقام سترد فيه.

وأكد رئيس المجلس في هذا الاجتماع أنه مرحلة للتقاسم والتملك المشترك لثمار اشتغال هذه اللجان، من خلال مناقشة الاقتراحات، وجعلها موضوع تحليل نقدي بناء ومستشرف للمستقبل.

كما أكد، من جهة أخرى، على أن هذه الدورة لا تكتسي طابعا تداوليا، ذلك لأن العمل التقريري ستباشره الجمعية العامة في نهاية شهر فبراير 2015، أو بداية شهر مارس 2015، بعد الانتهاء من صياغة مشروع التقرير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *