متابعات

البوليساريو .. الركض وراء السراب

كثيرون هم من يتباهون في زمننا هذا بالنضال والحفاظ على المبادئ ويتقمصون الشخصية النزيهة بطرق متلونة، يشتغلون في الظلام كالخفافيش لا يستطيعون الطيران الا في الظلام الحالك، لكن من يحاول ان يمسك الشمعة من فتيلها كما يقال يحرق.

يقول ”م.ر” احد “شباب التغيير” في شهادته لموقع ” مشاهد.انفو” حول الواقع داخل مخيمات الحمادة وما يقع داخل هذا السجن الكبير. “Yن نجاح الثورات يعتمد على عدة معايير منها التعدد والاستقطاب، هذا الأخير الذي انعدم في عناصر الرابوني البائسة التي رهنت مسارها بالمال والبحث الحثيث عن مصادره، ليصبح ثقافة لدى اشباه المناضلين الذين لاهم لهم سوى المتاجرة ”بالقضية” والضحك على دقون الصحراويين والاستهزاء بذكائهم والتلاعب بمصيرهم.

حتى من أراد ان يغير هذه الحقيقة بخطاب مقنع سيجد حتما عراقيل تسمى في علم الاجتماع الوازع الذي يدفع الى الفعل، ولعلمكم ان الوازع هو المال لاغير أي الغنيمة، حتى تقسيمات ابن خلدون نستحضرها وبقوة في واقع الرابوني الانتهازي خاصة منها التقسيم الثالث وهو ”الغنيمة” الذي ياتي بعد ”القبلية” و”العقيدة”، فلم تعد العقيدة (الاديولوجيا) اسلوبا للاقناع وذلك نتيجة غلبة الغنيمة كمحدد للسلوك الاحتجاجي، كما ان القبلية لم تكن ابدا المحرك في الفعل رغم التوظيف السلبي لها في الشحن والتحريض فبعد فشل المحددين السابقين، لم تبقى لعصابة البوليساريو سوى ورقة الغنيمة حيث المال وسلطته المحرك الرئيسي للفعل الاحتجاجي مما اصبح يتطلب اموالا خيالية كدعم لتنفيذ الفعل.

ويضيف مصدرنا: ”تمخض الجبل فولد فارا، هذا حال الانتفاضة المزعومة التي علق عليها بعض الصحراويين المخدوعين أحلامهم كآلية ناجعة بعد وقف إطلاق النار. واعتقدوا خاطئين أنهم من خلالها يمكنهم تحقيق حلم هو في الحقيقة سراب رسمه لهم محمد عبد العزيز و أسياده جنيرالات الجزائر وبعدها المراحل الفاشلة التي ابانت فيه كل مرحلة خلت على ضعف عصابة الرابوني الفاشلة من أساسها لان فاقد الشىء لا يعطيه. وان هذه الاخيرة همها يبقى هو العيش بترف حتى ولو كان على حساب معاناة وبؤس بني جلدتها. لتجد الميكيافلية موطأ قدم في سياسة قادتها التي تعيش آخر أيامها. حاولنا قدر الإمكان البحث عن خيط ناظم نلتمس من خلاله متابعة حقيقية ترافق بموضوعية حدث سياسي مهم في تاريخ سير صنع القيادة التي شاخ الفساد في تشكيلاتها، غير اننا في كل مرة نجد أنفسنا ندور في حلقة مغلقة”.

بنفس النبرة، يقول مصدرنا : ” ومما لا يدع مجالا للشك فان حقيقة النضال بدت جلية و آن الأوان لإيجاد حلول بديلة، وذلك عن طريق وضع حد لاستهتار القيادة وفساد من يدور في فلكها، والتي لاتريد الاعتراف بالواقع الحالي المليء بالهزائم والخيبات المتكررة، وخيانة من أوكلت إليه تسيير شؤون المخيمات والتي اصبحت مشاكلها موضوع اهتمام اعلامي دولي غير مسبوق”.

فواقع المخيمات لا يبشر إلا بالدمار والخراب وراء القيادة الفاسدة الغارقة في الغطرسة وسياسة الضحك على دقون البسطاء متناسية ان هذا النوع من السياسات كان سببا مباشرا في النهايات المأساوية لعدد من الأنظمة الشمولية كنظام القدافي وبن علي وحسني مبارك، والدورات على القيادة الكليانية للبوليساريو، مالم تفهم وتستوعب ديناميكية التاريخ، التي تقتضي منها قبول مقترح الحكم الذاتي المغربي، كحل منصف يضمن لها ماء الوجه، اما التعنت والتبعية العمياء لاملاءات قصر المرادية بالجزائر، فلن يؤدي الا الى مزيد من المأساة والبؤس والمعاناة للصحراويين، التواقين الى شيء من الكرامة والعيش كبشر، وليس تحت الخيام مستجدين المساعدات الدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *