حوارات

كوكاس: أخاف على حرية التعبير من امتلاك السلطة لحق تأويل القوانين

يرى الإعلامي عبد العزيز كوكاس رئيس تحرير أسبوعية المشعل المغربية، أن اللغة المتداولة في الصحافة المغربية لا تساعد على بناء صحافة قوية قادرة على تمكين المواطن من خدمة إعلامية تعبر عن قناعاته ولغته ومستوياته الثقافية والإجتماعية.

واعتبر كوكاس في لقاء مع “مشاهد.أنفو” على هامش دورة تكوينية احتضنتها مؤخرا مدينة أكادير، أن الصحفي بدأ يعي دور الإعلام في الدفاع عن حقوق الإنسان والحفاظ عليها، وعلى ترسيخ الثقة في الإعلام وتحفيز قيم المواطنة وما يحمي شروط الديمقراطية في المغرب.

ماهي في نظرك أهم الإكراهات والعوائق المرتبطة بعلاقة الصحفي بحقوق الإنسان ومواضيع التنوع الإعلامي؟

هناك عدة إكراهات؛ ويبقى أول إكراه هو إكراه اللغة المستعملة، حاليا لم ننجح في أن نُخلّص هذه اللغة من العدوانية ومن الكراهية والعنف، ومن الخروقات الموجودة داخلها، فهي لغة غير محايدة، من حق المواطنين دمقرطة اللغة وأن يجد كل المواطنين باختلاف قناعاتهم ولغاتهم ومستوياتهم الثقافية والإجتماعية، من حقهم أن يجدوا لغة اعلامية تمثلهم وتعبر عنهم وتفد إلى دواخلهم بدون قيود وأيضا بسهولة ويسر.

ما تقييمك لواقع التناول الإعلامي لقضايا حقوق الإنسان بالمغرب، وبجهة سوس ماسة درعة بالخصوص؟

ليس لدي إطلاع كبير على حقوق الإنسان والإعلام الجهوي بجهة سوس ماسة درعة، ولو أني أعرف بعض الإعلاميين الذين يرابطون في الصحافة الجهوية في ظل شروط صعبة جدا، وعموما يمكن أن نقول أن هناك وعي بالوضعية الأساسية للإعلام في مجال حقوق الإنسان، والدفاع عن هذه الحقوق وأيضا في الحفاظ عليها وعلى ترسيخ الثقة في الإعلام وتحفيز قيم المواطنة وما يحمي شروط الديمقراطية في المغرب. أعتبر أن هناك تطورا كبيرا. صحيحٌ هناك إنزلاقات، لكن أنا دائما أصر أن ننظر إلى الكأس الممتلئ لا الفارغ.

كيف ترى النقاشات التي تدور حاليا حول مشروع مدونة الصحافة والنشر وإلغاء العقوبات السالبة للحرية؟

الغاء العقوبات السالبة للحرية شيء إيجابي جدا، هو تعبير عن تطور ونضج في الممارسة الصحفية. نضجٌ وتطورٌ على مستوى رؤية الفاعلين على المجال الإعلامي والمهتمين بتطوير هذه المهنة وحماية حرية التعبير. لكن أنا أخشى أن يُغَير الممنوع ويَتستَر المقدس في تلابيب قوانين تكون السلطة وحدها من تملك حق وحرية تأويلها تأويلا بالشكل الذي يخدمها وليس خدمة حرية التعبير بالضرورة.

أخاف أن تخلق موانع جديدة مناسبة، ونلبسها أزياء عصرية، حتى أنها تبدو براقة جذابة وشفافة ولامعة، لكن في داخلها توجد أشواك خطيرة مضرة بحرية الصحافة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *