متابعات

على غرار أوضاع صحراويي مخيمات تندوف: وضعية صحراويي الخارج ليست اقل مأساوية

في الوقت الذي أصبحت فيه صور ومشاهد الأوضاع المأساوية لصحراويي مخيمات تندوف مألوفة ومعروفة لدى الجميع، تأزمت كذلك الأوضاع المعيشية لصحراويي الخارج بفعل سلوكيات قيادة البوليساريو المتنفذة والمنتفعة.

فعلى صعيد مخيمات تندوف تتوالى الوقفات الاحتجاجية للصحراويين الذين أصبحوا لا يتركون أية فرصة احتجاجية تمر دون فضح فساد قيادة الرابوني، بعد أن عمت أخبار فساد المنتفذين كل الأنحاء، وقبل أيام احتج متظاهرون للمطالبة بإنهاء الفساد ومتابعة المفسدين كما رفعوا شعارات ذات مطالب سياسية واجتماعية، وندد المتظاهرون، وهم يرددون شعاراتهم على مسمع من قيادة الرابوني، بما أسموه “تملك المؤسسات”، مطالبين بتطهير الأجهزة الأمنية، وعدد المتظاهرون أوجه الفساد الذي ينخر هذه الأجهزة التابعة لقيادة البوليساريو، مبرزين خطورة هذه الأوضاع التي يغذيها الفساد المستشري في قيادات البوليساريو الذين أسسوا ميلشيات وفصائل متنافرة تفسح المجال أمام تناحرات وشيكة.

وحسب إفادات صحافية من مخيمات تندوف فإنه ومنذ ما يسمى بالمؤتمر الأخير للبوليساريو، طفت على السطح مظاهر التذمر وخرجت إلى الشارع أعداد كبيرة من المحتجين الذين عبروا عن غضبهم من خلال تخريب مقرات أمنية بما يسمى بولايات السمارة واوسرد والعيون، إضافة إلى مقر زعيم الجبهة محمد عبد العزيز، وجاءت احتجاجات الصحراويين الغاضبين بسبب غلبة مظاهر التسيب الأمني، واستشراء الفساد، وتغذية المتنفذين من قيادة البوليساريو للقبلية الضيقة.

وعلى مستوى آخر، يعيش صحراويو الخارج عددا من المشاكل والإكراهات اليومية التي تسببت فيها الاختيارات الخاطئة لقيادة البوليساريو، ومن بينها الارتماء الأعمى في أحضان الجزائر الداعم الرسمي لتلك القيادة، فبعد المعاناة الطويلة والمستمرة للصحراويين في الحصول على جواز سفر جزائري، انضافت مشاكل أخرى كشفت عنها  صحيفة “الدياريو” الإسبانية في مقال مطول نشر مؤخرا تناولت فيه معاناة الصحراويين بإسبانيا  نتيجة صمت قيادة البوليساريو أمام الإجراءات الإدارية التي تقوم بها الحكومات المتعاقبة في مدريد.

و في هذا السياق ذكرت الجريدة أنه توجد أكثر من 400 ملف لصحراويين طلبوا الحصول على الجنسية الإسبانية، إلا أن طلباتهم قوبلت بالرفض بحجة أن الوثائق التي يقدمونها صادرة عن سلطات دولة “غير معترف بها”.

وأضافت الجريدة أن السلطات الإسبانية تضع الصحراويين الراغبين في الحصول على الجنسية الإسبانية أمام خيارين، الأول أن يلجأوا إلى وثائق دولة من الدول التي تحظى وثائقها بالقبول لدى مديرية السجل المدني الإسبانية، أما الخيار الثاني فيتمثل في طلب وثيقة “بلا وطن” التي قد تتجاوز فترة انتظارها سنتين في حال الحصول على الموافقة من وزارة الداخلية الإسبانية، ثم الإنتظار لمدة 5 سنوات من أجل طلب الحصول على الجنسية عن طريق وثيقة “بلا وطن” و قد تصل فترة الإنتظار إلى 7 سنوات على أقل تقدير في هذه الحالة.

ويحمل مراقبون المسؤولية الناتجة عن هذه الوضعية لقيادة البوليساريو التي أوهمت الصحراويين ردحا من الزمن بدولة وهمية جر الاقتناع بها على آلاف الصحراويين ويلات المعاناة والتشرد والضياع والتفكك الأسري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *