كواليس

مؤتمر الاتحاديين بأكادير .. عندما أشهرت الورقة الحمراء في وجه القباج

بانعقاد المؤتمر الإقليمي للاتحاد الاستراكي باكادير، يكون حزب إدريس لشكر قد دشن رسميا لعهد ما بعد القباج بالنسبة لهياكل الحزب محليا وإقليميا، فقد كان طارق القباج إلى وقت كبير الآمر الناهي على مستوى أجهزة الحزب، والتي استطاع أن يسقط بداخلها عددا من أتباعه إضافة إلى تمتيع عدد من مستخدمي شركاته من عضوية هذه الأجهزة دون الرجوع للقواعد والإجراءات المعمول بها ولمنطق الترقي الحزبي، الشيء الذي أدى بعدد من الاتحاديين المعروفين إلى تجميد أنشطتهم الحزبية وتعليق علاقتهم مع الحزب إلى إشعار آخر، حيث وصف عدد من المجمدين لأنشطتهم تدبير القباج للشأن الحزبي المحلي بكونه أشبه إلى تسيير ضيعة فلاحية منه إلى مؤسسة حزبية، واصفين الأعضاء الجدد الذين التحقوا بأجهزة الحزب على عهد القباج بالأجراء الذين يتلقوا التعلميات من القباج لتنفيذها دون إبداء أي معارضة أواجتهاد.

وعلى إثر نتائج المؤتمر الوطني الأخير للاتحاد الاشتراكي الذي حمل معه الكثير من التغيير، كان القباج من الذين بدأوا يخافون على مناصبهم وحظوتهم الحزبية، بعد أن فتح الكاتب الأول الجديد إدريس لشكر الباب أمام جل الاتحاديين الأكاديريين للالتحاق مجددا بالحزب وتفعيل أداء الأجهزة الحزبية المعطلة، وهو المسلسل الذي سارت رياحه بما لاتشتهيه سفن القباج ومن معه.

نهاية كانت متوقعة بالنسبة للقباج

كان القباج يعتقد أكثر من غيره أن نهايته الحزبية ستكون على يد إدريس لشكر، منذ أن أعلن مساندته لتيار الراحل أحمد الزايدي، وفي خطوة استباقية فاجأ رئيس بلدية أكادير جزءا من الأعضاء الاتحاديين بالمجلس الجماعي لأكادير بقرار غير مسبوق، حيث أعلن القباج نيته الترشح خلال الانتخابات الجماعية المقبلة بصفة مستقلة.

وعلى إثر هذا القرار الذي كان القباج يهيء له أتباعه، فإن نائبي الرئيس المكلفين بالأشغال والتعمير عبرا عن رغبتهما ركوب سفينة القباج، وتنم رغبة النائبين المذكورين وقلة محدودة من الأعضاء التابعين العودة إلى مناصب المسؤولية عن الألفة التي ربطها هؤلاء مع مايتيحه المنصب البلدي من منافع وامتيازات.

خيوط واهية ظل القباج يتمسك بها للبقاء على الواجهة الاتحادية

بعد أن حاصره في وقت سابق المكتب السياسي وجل الأجهزة الحزبية الجهوية والمحلية التابعة لحزب الاتحاد الاشتراكي التي تم تجديدها، اهتدى طارق القباج رئيس المجلس الجماعي لأكادير إلى طريقة جديدة للبقاء حاضرا ولو إلى حين على الواجهة الحزبية.

فبعد أن تخلت عنه مختلف الفعاليات الحزبية الاتحادية، وبعد أن سحبت منه هياكل الحزب التنظيمية، أقدم القباج، رفقة حلقته الضيقة والتي يتزعمها نائبه في التعمير، على تنظيم لقاءات ذات طابع «حزبي» يشرف عليها موظفون من البلدية ينتمون إلى أقسام مختلفة وخصوصا قسم التعمير، حيث تم تنظيم هذه اللقاءات، التي كان الحضور فيها باهتا وبدون تمثيلية حزبية مهمة، في كل من أنزا وبنسركاو وتيكيوين، وهي تحركات تعكس مدى الارتباك الحزبي والسياسي الذي يعيشه رئيس البلدية.

قبيل المؤتمر الإقليمي .. القباج : أنا إتحادي .. أنا خارج الإتحاد

كشفت الندوة الصحفية التي عقدها القباج ليلة قبل المؤتمر الإقليمي للحزب عن تذبذب واضح على مستوى الخطاب والموقف، حيث طرحت الندوة تساؤلات مرة أخرى عن تغير استراتيجية القباج للدفاع عن إعادة تزكيته للمرة الثالثة، حيث خلصت الندوة إلى موقفين اثنين: مقاطعته لأشغال المؤتمر الإقليمي السادس بأكادير وتشبته بانتمائه للإتحاد الاشتراكي.

ويزكي هذا الاختيار التباين والتناقض في مواقف القباج بالنظر إلى خرجاته الإعلامية وتصريحاته العديدة، حيث تأرجحت مواقفه مابين احتضان تصورات التيار المحسوب على الراحل الزايدي، وفي نفس الوقت التملص من رهانات التيار المستقبلية، ومابين التصريح إعلاميا بعدم الترشح ومحاولة تثبيت زملاء تجربته بالبلدية في لائحة الاتحادالاشتراكي خلال الاستحقاق الجماعي المقبل، والتصريح بإمكانية ترشحه بصفة مستقلة.

لشكر لايرغب في «سوبير اتحادي» في صفوف الحزب

ينم تصريح الكاتب الأول إدريس لشكر بمناسبة المؤتمر الإقليمي للحزب بأكادير أن طارق القباج أصبح شخصا غير مرغوب فيه، فقد صرح لشكر بكلمات ديبلوماسية التقطها الجميع وفهمها كل من حضر محطة المؤتمر بأن الحزب لا يطرد أي أحد «حتى لقلب عليها ما نطردوه»، إلا من رغب بالنزول من سفينة الإتحاد، وذلك في إشارة مبطنة إلى القباج ومن معه.

وأضاف لشكر أن بعض الاتحاديين يسبون الاتحاد، ويصرحون في مقابل ذلك أن “رئيس الحكومة مستمع جيد ومحاور جيد وببرنامج جيد”، قائلا إن الاتحادي الذي يفعل ذلك، “عليه أن يترك الإتحاد وأن ينخرط في حزب رئيس الحكومة بشكل مباشر، إذا كان بالفعل يمارس السياسة”، مضيفا وهو يصف سلوكيات القباج «إننا حزب مُنبني على المؤسسات ويحافظ على حقوق والتزامات كافة المناضلين، ولا نعترف بـ “سوبر اتحادي”».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *