آخر ساعة

عندما تنكرت الجزائر لتضحيات المغاربة خلال الاستعمار

تعتبر قضية الصحراء المغربية من القضايا التي استرعت انتباه الأمم المتحدة وباقي المتدخلين على الساحة الدولية بالإضافة لكونها احتلت مساحة كبيرة في الحياة السياسية لدى دول المغرب العربي على المستوى الرسمي والشعبي.

 

أهمية القضية تتجلى في كونها مرتبطة بمعطيات آنية تشغل بال العالم من قبيل الإرهاب والحرب على التطرف حاضرا غير انه والى الأمس القريب ارتبطت القضية بمحاولات استعمارية تهدف إلى تجزئة وتفتيت وحدة التراب الوطني عن طريق السيطرة الاستعمارية حينا وأحيانا أخرى المعاهدات التي تفرضها الدول الكبرى بالذات على المناطق المستعمرة.

 

ففي الفترة الاستعمارية تلاحمت المقاومة المغربية وانخرطت فيها مختلف المناطق شرقا وغربا، جنوبا وشمالا ولعل معركة بوغافر حجة بينة على انخراط قبائل الصحراء ضمن قوافل المقاومة تحت قيادة جيش التحرير المغربي مما جعل الحركة الوطنية توالي الضربات طامحة لبزوغ فجر الاستقلال مما حذا بفرنسا أن تقدم لحليفتها اسبانيا قواعدها في موريتانيا والجزائر للحد من الضربات التي كانت توجه لها تحت راية المقاومة المغربية في الصحراء.

 

لقد كان انسحاب اسبانيا من الصحراء بعد المسيرة الخضراء ضربة موجعة للأطماع الجزائرية التي وقفت حائرة أمام اتفاقية مدريد 1975 وهي الاتفاقية الدولية التي تعتبر بمثابة البرهان القطعي على سيادة المغرب على أراضيه لتتأكد هته السيادة بقوة القانون الدولي وهنا نشير لقرار المحكمة الدولية لاهاي في هذا الشأن.

 

ما يجعل قضية الصحراء المغربية مرتبطة بأبعاد دولية هو مسببات الصراع في الأصل إذا ما اعتبرنا امتداد المغرب عبر التاريخ إلى نهر السنغال والبيعة في مساجد تومبوكتو يضعنا في البعد التاريخي بالإضافة إلى البعد الجغرافي والاستراتيجي.

 

فإطلالة المغرب على واجهتين بحريتين يجعل من دول الجوار أعداءا بالفطرة بالإضافة لتراجع الجزائر وتنكرها لوعودها إبان الفترة الاستعمارية للملك الراحل محمد الخامس، ومن جهة أخرى وجود الصحراء المغربية ضمن المناطق البحرية التي تحظى بمكانة متميزة يضاف إلى ذلك المسافة الطويلة لشريطها الساحلي مما يجعلها ذات أهمية جيو إستراتيجية والأمر راجع إلى إمكانية ربط الاتصال المباشر للسواحل المغربية مع دول حوض الأطلسي وما يجعل لعاب أعداء الوطن الحالمين بتقسيمه يسيل هي الثروة السمكية أيضا حيث أن الملاحة تنشط طول العام لدفئ المياه.

 

أما بخصوص البعد الديموغرافي والاثنوغرافي، فارتباط قبائل الصحراء بالمغرب يجعل إمكانية تعداد سكان المنطقة مستحيلا والأمر مرده لتنقل القبائل عبر مجمل التراب الوطني فقبيلة أولاد بن سبع ارتبطت بشكل وثيق بمراكش ونواحيها بالإضافة إلى أحياء أطلقت على استقرار الرحل في عدة مدن مغربية حي لعرب ببويزكان أو حي الخيام باكادير.

 

أما عن العناصر المكونة للمجتمع الحساني فهي تتحدث اللغة الحسانية بالإضافة لأقليات من الامازيغ وتتشكل القبائل عبر تجمعيين أساسيين هما تجمع تكنة والركيبات، وبالعودة لنضالات قبائل الصحراء ضد المستعمر فانه يتأكد ان القبائل الصحراوية ترتبط بالعرش العلوي، تعمل باوامره وتنتهى بنواهيه مما يقطع الطريق أمام الأفراد في توجيهاتهم التي لا تغدو إلا أن تكون تعليمات تمارس بالوصاية وعموما فان المثل الشعبي الصحراوي يقول” لي ما كر فيه خيرنا عمروا ما يكر فيه الخير.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *