متابعات

تصفية الاستعمار، تقرير المصير، الاستفتاء .. كلمات الاسطوانة المشروخة للبوليساريو

لم تعد القيادات المتنفذة لجبهة البوليساريو قادرة على مواجهة سيل الأسئلة المقلقة لصحراويي مخيمات تندوف حول حل الصراع المفتعل بالصحراء، ولم تعد أيضا هذه القيادات المتجاوزة يهمها من خلال تصريحاتها الإعلامية أن توجه خطابات الدعاية إلى المغرب، وإنما إلى ساكني المخيمات الذين ملوا من سماع أسطوانات مشروخة ومتكررة تردد لازمات عفا عنها الزمن من قبيل تقرير المصير، تصفية الاستعمار، الاستفتاء…وهي لازمات تستعمل كأقراص لتهدئة الأصوات الغاضبة بالمخيمات، والتي لم تعد تنطلي عليها الخطابات الدونكيشوطية والتي تبشر الصحراويين كل مرة بأن ساعة الحسم قد حلت.

وتحمل التقارير الصحافية لوسائل الإعلام المهتمة بالشأن الصحراوي نماذج لهذه التصريحات التي تنم عن انسداد الأفق لدى قيادة البوليساريو، فقد أكد منسق البوليساريو مع المينورسو في تصريحات صحفية أن المقترح الوحيد المطروح هو تصفية الاستعمار من الصحراء من خلال استفتاء تقرير المصير.

من جهتها وصفت تقارير صحافية من داخل مخيمات تندوف بأن تصريحات المنسق تبدو غير مقنعة وبعيدة عن الواقع، مضيفة أنه لايعقل أن يأتي المبعوث الاممي إلى مخيمات تندوف للمرة الثانية في أقل من شهر من أجل سماع نفس الآراء التي سبق وأن سمعها خلال السنوات الماضية، وزادت هذه التقارير أن تصريحات القيادي في البوليساريو هي للاستهلاك الإعلامي الموجه لصحراويي المخيمات، وأضافت هذه التقارير أيضا أن الجديد في تصريحات قيادة جبهة البوليساريو هو اختفاء عبارة الحسم التي روجوا لها كثيرا ..مايعني أن حالة الانسداد ستستمر لسنين قادمة في ظل القيادة الحالية مادام أن ثمن الانتظار القاتل لايدفعه سوى الصحراوي البسيط بالمخيمات.

وفي سياق متصل، وبعد انكشاف الخدع الكلامية للبوليساريو، ومعها المحتضن الرسمي الجزائر، من طرف عدد من المنظمات الأممية والأوروبية، أصبحت قيادة البوليساريو تستغل منابر الإتحاد الإفريقي للترويج لأطروحاتها البالية، فقد طالب القيادي بالجبهة محمد سالم السالك، في موقف يبعث على الشفقة، الاتحاد الإفريقي بالإسراع في تحديد تاريخ لإجراء الاستفتاء بالصحراء، مضيفا، في تصريحات موجهة هي كذلك للاستهلاك الإعلامي لصحراويي مخيمات تندوف، أن” هناك حاجة ماسة إلى المسارعة في تحديد تاريخ لتنظيم الاستفتاء في الصحراء”

وهكذا يبدو من خلال الخرجات الإعلامية لمتنفذي قيادة البوليساريو أن لازمات تصفية الاستعمار، وتقرير المصير، والاستفتاء هي مسكنات مؤقتة وغير ذات مفعول طويل الأمد الهدف من ورائها التغطية عن تنامي الأصوات المنادية بإنهاء الصراع، ورفع اليد عن المحتجزين، ومحاسبة بائعي المساعدات الإنسانية، وتجار بؤس الصحراويين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *