الشريط الأحمر | مجتمع

أشنكلي .. أكادير تفقد رجلا كبيرا كان همه الأكبر تنمية المنطقة

انتقل إلى جوار ربه المستشار البرلماني الحسين أشنكلي صبيحة السبت، وبذلك تفقد مدينة أكادير رجلا من العيار الكبير كرس جزءا من حياته للدفاع عن القضايا التنموية لجهة سوس، وانخرط المرحوم الحسين أشنكلي منذ بداية ولوجه عالم السياسة في الترافع لصالح الأوراش الكبرى للمنطقة.

تاريخ من الإصرار

قبيل وفاته وبنوع من التحدي استطاع الحسين أشنكلي إقناع عدد كبير من البرلمانيين بأهمية وجدوى المقترحات التي يعكف على الدفاع عنها أمام المؤسسات الحكومية مركزيا، إذ وقع أزيد من 60 برلمانيا على مقترحين يصر أشنكلي على أن إنجازهما بالمنطقة، سيقدمان قيمة مضافة كبيرة للقطاعات المنتجة والخدماتية، ويتعلق المشروع الأول بـ “إعادة توظيف أنشطة الميناء القديم لأكادير كميناء ترفيهي وسياحي”، وهو المشروع الذي توصل بشأنه اشنكلي بتنويه خاص من رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران.

أما المشروع الثاني فيهم “إنقاذ غابات الأركان”، والذي يعمل عليه منذ سنة 2009…ولكن وللتذكير فليست هذه هي المرة الأولى التي يُقْدم فيها أشنكلي على الانخراط في تجربة إشراك غالبية الفعاليات المنتخبة جهويا للدفاع عن ورش ضخم أو مشروع تنموي كبير، فقد سبق له قام بالشيء نفسه وهو يدافع عن إنجاز ميناء سيدي إفني إلى درجة أن تدخلاته نهاية الثمانينات وبداية التسعينات في البرلمان، كانت مقتصرة بالدرجة الأولى عن ضرورة إخراج ميناء حاضرة أيت بعمران إلى الوجود.

يقول المرحوم أشنكلي في لقاء سابق له مع مشاهد: “أنا أفخر بأنني أتبنى الدفاع عن مشاريع كبرى تشبه الحلم، لكنني أكون سعيدا عندما تتحقق هذه الأحلام لفائدة تنمية المنطقة والرقي بها اقتصاديا واجتماعيا”، مضيفا أن: “الإصرار والمثابرة والاستمرارية والصدق هي مفاتيح النجاح عندما يتعلق الأمر بالدفاع أمام الوزارات والحكومة عامة عن مشروع كبير، وهذا ما حدث عندما كنا ندافع بإصرار وإلحاح عن ضرورة التسريع بإنجاز الطريق السيار بين مراكش وأكادير.

العمل الجماعي

كان أشنكلي لايتردد عندما يتعلق الأمر بتبني الدفاع عن إحدى المشاريع الكبرى في إشراك غالبية برلمانيي منطقة سوس، وهو يصر على ذلك قائلا خلال ذات اللقاء: “أولا من أجل أن تتوفر للمشروع كل مستلزمات النجاح من خلال إشراك الجميع، ثانيا لكي لا يتحول إنجازه إلى مطية للتفاخر الفردي أو لأهداف انتخابية لجهة دون أخرى، فالجميع معني بضرورة إنجاز المشاريع الضخمة والمهيكلة لفائدة المنطقة.”

ويزيد المستشار البرلماني أشنكلي قائلا: “العمل الجماعي المقرون بنكران الذات يحقق المعجزات، فبالإضافة إلى القضايا المحلية التي يدافع عنها البرلمانيون ينبغي أن ندافع بشكل جماعي ودون زعامات عن المشاريع الكبرى، وذلك عبر إشراك جميع الحساسيات الحزبية والسياسية، وابتعادا عن كل الهواجس الانتخابية الضيقة.”

مشاريع طموحة

يعد المشروعان الأخيران اللذان دافع عنهما المرحوم أشنكلي، من بين أهم المشاريع الضخمة التي ستغير وجهة المنطقة اقتصاديا وسياحيا، حيث يتعلق الأمر بالعمل على التعبئة الوطنية من أجل إنقاذ غابات الأركان وإعادة توظيف أنشطة الميناء القديم لأكادير كميناء ترفيهي وسياحي، الشيء الذي من خلال تستطيع المنطقة أن تزدهر اقتصاديا في المشروع الأول وتتطور اقتصاديا وسياحيا في الحلم الثاني.

ويعتبر المشروع الثاني، وهو أول مشروع ضخم تقدم البرلماني اشنكلي به بمعية العديد من برلمانيي الجهة في عهد حكومة عبد الإله بنكيران، حيث يعول على هذا المشروع من أجل تغيير طبيعة المنطقة السياحية لخليج مدينة أكادير، ذلك أن تحققه على أرض الواقع سيمكن المنطقة من تطوير أدائها السياحي، مع يوفر ذلك من آلاف فرص الشغل المباشرة وغير المباشرة.

أب الميناء السياحي بأكادير

بعد أن ساهم بشكل كبير في التعجيل بإخراج مشروعي ميناء سيدي إفني والطريق السيار أكادير- مراكش، يمم اشنكلي وجهه شطر مجموعة من المشاريع الضخمة، والتي في حال تحققها على أرض، فستكون منطقة أكادير الكبير قد عرفت تغييرا جذريا على المستويين الصناعي والسياحي. حيث يعد هذين القطاعين من بين الرافعات التي قامت عليها المنطقة، وعرفت بهما انتعاشة أواخر التسعينات وبداية الألفية الجديدة، غير أن انعدام الإبداع في المجالين المذكورين ساهم في تراجع النشاطين لصالح مدن أخرى كمراكش وطنجة.

وفي هذا الصدد شدد اشنكلي في المذكرة التي رفعا بدعم عدد كبير من البرلمانيين إلى رئيس الحكومة، حول إعادة توظيف أنشطة الميناء القديم وتحويله إلى ميناء ترفيهي وسياحي، أنه لا مناص من إرساء سياسة سياحية جهوية طموحة ومتجددة كفيلة بتعبئة كافة الفعاليات، كما كان الحال قديما، في بوثقة واحدة للدفع بالقطاع السياحي إلى الإمام والسمو به إلى المكانة اللائقة به، وذلك عبر تعزيز العمل في الإطار المؤسساتي وعدم ترك السياسة السياحية للمبادرة الفردية وأرباب الفنادق، لأن الإطار المؤسساتي حسب اعتقاد المتحدث هو المناسب والقادر على رفع كل التحديات، وإعادة الاعتبار للمنتوج السياحي لمحطة أكادير خاصة والجهة بشكل عام.

وأشار المتحدث ذاته، إلى أنه وبعد كل التحولات العميقة التي شهدها الاقتصاد العالمي عموما والقطاع السياحي على وجه الخصوص، فإنه بات من الضروري على الفعاليات السياحية والمؤسسات المتدخلة في القطاع، التفكير جليا في وضع إستراتجية قوية تعيد القطاع بهذا الربوع إلى عهده الزاهر، عندما كان قاطرة حقيقة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لأن السياحية صناعة لا تقبل الجمود ونجاحها رهين بالإبداع والتطوير المستمرين على كافة المستويات، حسب تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *