آخر ساعة

عقار دوليبران أو باراسيتامول يصيب المشاعر بالتبلد

بعد سبعة عقود من استخدام باراسيتامول، المعروف في المغرب باسم دوليبران، لتسكين الآلام، كشفت دراسة أميركية جديدة أن هذا العقار يسبب تبلّدًا في المشاعر.

فإلى جانب وجوده في مسكنات الآلام من عائلة ينتهي اسمها بـ “ول”، يدخل مركب باراسيتامول واسمه الطبي أسيتامينوفين – في تركيب عقاقير أخرى لعلاج الحمّى والصداع والانفلونزا، حتى صار أشهر من نار على علم، يتناوله الجميع من دون وصفة طبية، منذ أن أعلنه مكتب الدواء والغذاء الأميركي عقارًا متوافرًا للجميع من دون وصفة (Over The Counter) منذ نحو سبعة عقود.

تبلّد المشاعر

إلا أن ثمة ما يثير القلق اليوم، بعد أن دلت دراسة حديثة على أن باراسيتامول لا يقتصر تأثيره على آلام الجسد، بل يتجاوزها إلى تسكين الانفعالات النفسيّة أيضًا، إذ يسبب تبلد المشاعر ويقلل من البهجة والحزن على حدّ سواء، إلى جانب تسكينه الآلام وخفضه الحرارة، من دون أن يعي مستخدموه ذلك طوال هذه السنوات.

فهو منتشر جدًا، يقبل عليه كل من أحس بألم، أو بالتهاب في الحلق وصوعوبة في البلع، لذا يرى فيه الأطباء السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالتسمم الكبدي، سببه تناول جرعات مفرطة منه.

في 2012، قالت دراسة إن باراسيتامول يسكّن الآلام الجسديّة والنفسية على حد سواء.

وتضيف الدراسة الحديثة أن تأثير باراسيتامول لا يقتصر على الآلام النفسية، بل يتسبب باللامبالاة وبتبلد المشاعر، أكانت ألمًا أو حزنًا أو فرحًا، ويجعل الإنسان أقلّ تفاعلًا مع الأحداث الجارية حوله.

تجربة أوهايو

عرض باحثون من جامعة أوهايو على 82 شخصًا صورًا مؤثرة، بعضها لأطفال يعانون من سوء التغذية أثناء المجاعات، ولأطفال مبتهجين يلعبون مع القطط، ووجدوا أن الأشخاص الذين تناولوا باراسيتامول قبل التجربة كانوا أقلّ استجابة وتأثّرًا بالصور.

ويختلف باراسيتامول عن مسكنات الألم الأخرى، مثل عقاقير إيبو بروفن وأسبرين. فأغلب المسكنات تحوي خصائص مضادة للالتهاب، وبالتالي تسبب أعراضًا جانبية، بعضها خطير كالقرحات المعوية والتهابات المعدة، وحده باراسيتامول لا يملك هذه الخصائص، وقلما يتسبب بأعراضٍ جانبية إلا في حالات الجرعات الزائدة.

لا يدري باحثو جامعة أوهايو إن كان لمسكنات الآلام الأخرى المفعول نفسه في المشاعر، لذا أعلنوا استمرارهم التجارب وتوسيع نطاقها لتضم عائلات أخرى من العقاقير المسكنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *