آخر ساعة

ما هكذا تؤكل الكتف يا قادة الرابوني

ولى شهر ابريل، واصدر مجلس الأمن تقريره السنوي حول نزاع الصحراء، تقرير في مجمله كان في صالح الطرح المغربي، وخاصة في شقه الحقوقي، إذ لم ينص هذا التقرير على توسيع مهام المينورسو ليشمل مراقبة احترام حقوق الإنسان في الصحراء.

 

هذا التقرير أغاض قادة الرابوني وميليشياتهم من أشباه الحقوقيين بالأقاليم الصحراوية الذين أصابهم السعار، كما هو حال المدعو حمود ايكيليد، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالعيون، الذي أطلق الكلام على عواهنه خلال مداخلته يوم 29 ابريل 2015 في برنامج النشرة المغاربية على قناة   ”France 24 ”.

إذا كان هذا التقرير يشكل انتصارا للشرعية و للدبلوماسية المغربية، فانه شكل بالمقابل اندحارا آخرا لجبهة البوليساريو، التي باعت الوهم للمحتجزين بمخيمات الذل والعار بتندوف، من خلال تأكيد قادتها المتوالي على أن سنة 2015، ستشكل سنة الحسم في ملف الصحراء، بما يخدم أجندة البوليساريو.

 

هذه الهزيمة الجديدة تؤكد بما لا يدعو مجالا للشك أن   قيادة الرابوني و دبلوماسيها و عرابيها من جنرالات الجزائر هم خارج التغطية و سياستهم بدائية أو بالأحرى تقليدية و يغيب عنهم التحليل المنطقي للأحداث و ما يدور حولهم، فقبل عام و بالضبط في ابريل من السنة الفارطة نطق الأمين العام للأمم المتحدة بعبارة مقتطفة من تقريره عن الحالة في الصحراء المغربية و انه آن الأوان لتغيير إستراتيجية العمل و تحقيق تطور على مستوى النزاع، و بعبارة أدق ورد في التقرير الاممي أن سنة 2015 مفصلية أو حاسمة، و هي عبارة مأخوذة من إطار متكامل في التقرير ستكون بلا معنى إن تم استعمالها خارجه. فتلقف ممثل الجبهة في الأمم المتحدة هذه الكلمة و معه وسائل ”الإعلام الصحراوي الرسمي” وكدا قيادة البوليساريو من أسفلها إلى أعلاها، وبدأت طبول دعايتها تقرع على النفخ في هذه الكلمة.

 

فباشرت قيادة الرابوني في بيع الدعاية الجديدة في كل اللقاءات والاجتماعات والمنابر الخطابية، بل أحسنوا صياغتها وذيلوها بعبارات رنانة وافشوها في وسائل الإعلام.

 

و استمر الغناء والرقص على ترانيم العبارة الكاذبة وعاشوا بها أشهر رائجة في السوق الصحراوية الخاوية من سلعة الحقيقة. متناسين المثل العربي ” إن غدا لناظره لقريب”.

 

ومرت الأيام واقترب شهر ابريل موعد الحسم المزعوم، ووجد الصحراويون المحتجزون يسابقون الساعات والسنة تمر بحالها ولاشئ تغير على ارض الواقع، وبدا الخفوت يطبع صوت قيادة الرابوني وترنحت الرقصات واختلطت النغمة وأضحت مشؤومة وصل بهم الحد إلى التبرؤ منها وانكروا إنهم قالوها.

 

والغريب في الأمر انه من أصل عشر صفحات لم تطأ عين البوليساريو سوى كلمة ”حاسمة” الجوفاء في محتواها خصوصا عندما تعزل عن النص الذي يوضح معناها الحقيقي الذي أراد السيد بانكي مون إيصاله إلى المنتظم الدولي ففهم العالم ما عدا قادة الرابوني.

 

في هدا الصدد، يقول ”م.ر” احد الحقوقيين بالصحراء المغربية : ”ها هو شهر ابريل جمع أغراضه ورحل وجر معه أذيال الخيبة التي سئم الصحراويون تجرعها في مستهل كل ابريل من كل عام ، حتى أصبح هذا الشهر بالنسبة لهم شهر شؤم بدل ”بشير خير” كما كان يطبل به قادة البوليساريو في نسج الأكاذيب و تحريف الخطابات وبيع الوهم للشعب المغلوب على أمره والذي سقي الذل والهوان كعادته مند اربعين سنة”.

 

ويضيف ”م.ر” بنفس النبرة : ”نتمنى كصحراويين أن تكون 2015 سنة الحسم مع قيادة الرابوني الهرمة في مخيمات تندوف هذه العصابة التي تطل علينا في كل مناسبة بكذبة جديدة لغرض امتصاص احتقان وغضب الشعب الصحراوي الذي سئم الانتظار و سياسة الكذب و الضحك على الدقون من الذين يريدون منا أن ننسى الكذبة التي تنكشف أو تنتهي مدة صلاحيتها وتغييرها بكذبة اخرى للإلهاء”.

 

انطلاقا مما تقدم، يتساءل متحدثنا : ”ماذا يا ترى سيقولون في المؤتمر الشعبي 14 وما هي الكذبة التي تنتظر الشعب الصحراوي؟ وما هي مبررات إخفاقاتهم المتتالية؟ هل ستكون عندهم الجرأة للمواجهة والمكاشفة”؟.

 

حل قضية الصحراء يضيف ”م.ر”، أصبح جليا مع مرور الوقت، والأغلبية الساحقة للصحراويين مقتنعة تمام الاقتناع بجدواه، فالمقترح المغربي المتمثل في الحكم الذاتي، كمشروع سياسي واقتصادي واجتماعي اثبت نجاعته على المستوى الدولي و يبقى بشهادة الجميع، الخيار الوحيد والأمثل لانتشال الصحراويين من ظلم وطغيان وجبروت قادة الرابوني، صيارفة الوهم والخداع، وزبانية النظام الجزائري الذي يكن حقدا دفينا لجاره المغرب لا لشيء سوى انه يمشي بخطوات ثابتة وراء ملك شاب وهب كل وقته و جهده لتنمية و رخاء بلده.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *