آخر ساعة

مؤتمر دولي بمراكش يناقش الاقتصاد الحر والمجتمعات الإسلامية

تحتضن مدينة مراكش ما بين الثامن عشر والعشرين من الشهر الجاري مؤتمر دوليا حول “المجتمع المدني واقتصاد السوق الحر”.

المؤتمر الذي ينظمه المركز العلمي العربي بشراكة مع شبكة إسطنبول للحرية، يعرف مشاركة باحثين وأكاديميين وخبراء من تركيا، البوسنة، باكستان، ماليزيا ، الجزائر والمغرب.

وحسب بلاغ صادر عن الجهة المنظمة، يهدف المؤتمر إلى”ملامسة أفكار الفرد الحر في العالم الإسلامي”لأننا نعتقد بأن الإسلام يدعو في حد ذاته إلى تقدم المجتمعات المفتوحة الحرة، وهو أمر يتناقض تماما مع ما تدعو إليه بعض الفئات المحسوبة على الإسلام” يضيف ذات المصدر.

ويدخل المؤتمر في سياق إحياء قيم ومبادئ المجتمع الحر والدفع بها إلى الأمام، “فهي قيم ومبادئ تمتد جذورها عميقا في التقاليد الإسلامية العريقة”.

وانطلاقا من ذلك “نعتقد بأن الإسلام يدعو في حد ذاته إلى تقدم المجتمعات المفتوحة الحرة، وهو أمر يتناقض تماما مع ما تدعو إليه بعض الفئات المحسوبة على الإسلام” يستطرد البلاغ. ويضيف المصدر ذاته “و أمام هذا الوضع، يسعى القائمون على المبادرة إلى إحياء قيم ومبادئ المجتمع الحر والدفع بها إلى الأمام، فهي قيم ومبادئ تمتد جذورها عميقا في التقاليد الإسلامية العريقة”.

وحسب أرضية المؤتمر التي وزعها المنظمون فإن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان تاجرا، وكان يدعو إلى حرية التجارة، وكان للنشاطات التجارية التي قام بها النبي محمد وأتباع الدين الإسلامي دورا كبير في توسع الإسلام ضمن رقعة جغرافية مترامية الأطراف.

غير أن المجتمعات المسلمة في العصر الحديث تعاني كثيرا من التردد في القبول بمفاهيم من أمثال: المجتمع المدني، وحرية تكوين الجمعيات، وحرية الاستثمار الريادي، وذلك على الرغم من أن هذه المفاهيم كانت تسود في المجتمعات الإسلامية القديمة.

كما يلاحظ أن تقاليد الحرية بأشكالها المختلفة أخذت تنحسر على نحو متزايد لتحل محلها تقاليد الاستبداد والسيطرة المركزية، فأصبحنا نرى اليوم كيف تقوم الأنظمة التوتاليتارية باللجوء للتفسير الضيق للإسلام من أجل إضفاء الشرعية على سلطاتها.

وانتشرت الحركات التي تتبنى وجهة نظر معادية للتجارة الحرة والمجتمع المدني اللذين دافع عنهما النبي محمد، وهو ما أدى إلى انعزال المجتمعات المسلمة عن ركب القيم والمبادئ الإنسانية للمجتمعات والأسواق الحرة.

يذكر أن شبكة إسطنبول الشريك في تنظيم المؤتمر أُطلقت بمبادرة من مجموعة من المفكرين الذين يعتبرون أن قيم المجتمع المدني ومبادئه تشكل تراثا مشتركا للبشرية جمعاء حيث تتوجه إلى المفكرين الذين يشاطرونها هذا الطموح، وتدعوهم إلى الانضمام إليها في استكشاف الأفكار التي يمكنها المساعدة في تقدم أهداف الحرية ضمن المجتمعات المسلمة المعاصرة.

وهي تستند في مرجعية عملها إلى أنواع مختلفة من المدارس والمقاربات المنهجية التي انبثقت من صميم الإسلام، وترحب بالدراسات المقارنة لهذه المقاربات وتحليل ما أنتجته التجارب المتنوعة باختلاف الزمان والمكان، كما ترحب أيضا بالدراسات التي تحلل التقاليد والمؤسسات الفلسفية التي كانت شائعة في تاريخ الإسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *