متابعات

موريتانيا تشدد الخناق على شبكات التهريب .. والبوليساريو غير مرتاحة

تعود من جديد قضية تشديد السلطات الموريتانية الرقابة على شبكات التهريب العابرة للحدود لتستأثر باهتمام القيادة المتنفذة للبوليساريو، والتي اعتبرت الأمر اعتداء موريتانيا، فقد شنت قوات  الدرك الوطني الموريتاني  بمدينة ازويرات الموريتانية حملة تفتيش واسعة وغير مسبوقة استهدفت السيارات والشاحنات المحسوبة على قيادات البوليساريو، والتي تشتغل في الغالب في التهريب.

وقالت وسائل الإعلام الموريتانية إن هذه الحملة هي نتاج عمل لمكافحة التهريب، هذا في الوقت الذي صرح فيه محسوبون على جبهة البوليساريو بأن كميات المواد المهربة المحجوزة من طرف السلطات الموريتانية هي للاستهلاك الشخصي في محاولة لتبرير عمليات التهريب العابر للحدود.

ولم يستسغ متنفذو جبهة البوليساريو أن تقوم موريتانيا بممارسة سيادتها من خلال تحصين أراضيها وحدودها من الهجمات المحتملة للإرهابيين ومن النشاط العابر للقارات الذي يمارسه عدد كبير من المهربين المقربين من قيادة البوليساريو، فقد سارع إعلام الجبهة إلى وصف ما قامت به موريتانيا، حين داهمت قواتها الأمنية والعسكرية جيوب التهريب، بكونه اعتداء صريح على الصحراويين.

وأضاف أن موريتانيا تستغل ضعف جبهة البوليساريو وتستقوي عليها بعد أن تم تسليحها من طرف فرنسا لمحاربة الإرهاب في دول الساحل، ووصفت هذه المصادر الإعلامية ما تقوم به موريتانيا بالمغامرة الخاسرة  التي ستجلب « الخراب الى موريتانيا التي تدور في فلك الغرب وتحركها أصابع فرنسا في المنطقة».

وحسب متتبعين للشأن الصحراوي فإن قيادة البوليساريو أحست بصرامة الموقف الموريتاني بعد سنوات من تفشي ظاهرة التهريب الدولي الذي تسهل تحركاته قيادات الجبهة، كما من شأن هذه التحركات السيادية لموريتانيا أن توجه اتهامات صريحة للبوليساريو بإقدامها بدلائل على الأرض على الانخراط الفعلي في دعم المنظمات الإرهابية واحتضان ورعاية شبكات تهريب المخدرات.

وأضاف المتتبعون أن علاقة البوليساريو بالإرهاب والتهريب أكدته تقارير عدد من المنظمات الدولية ومراكز الأبحاث المستقلة، فالارتباط والتقارب الذي جمع طيلة العقد الماضي بين البوليساريو والمنظمات الجهادية الإسلامية التي تتقاسم الجبهة أهدافها معها واضح وجلي، كالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والتوحيد والجهاد التي أعلنت عن مبايعتها لداعش، إذ أن العلاقة بين البوليساريو وتنظيم القاعدة مثلت محور اهتمام الباحثين الغربيين الذين يشهد لهم أنهم أول من دق ناقوس الخطر بشأن هذه العلاقة ذات الطبيعة الخاصة بين البوليساريو من جهة والتنظيمات الجهادية من جهة أخرى، وهي العلاقة التي تسودها البراجماتية في شتى مناحيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *