متابعات

الفساد، غلاء المعيشة، وصحة الرئيس…اهتمامات صحراويي المخيمات

بالرغم من كثرة هموم ساكنة مخيمات تندوف، وهي الهموم التي تتزايد يوما بعد يوم لتجعل من معاناة هذه الساكنة أمرا متكررا ومستمرا..فالفساد الذي ينخر جسد القيادة المتنفذة داخل جبهة البوليساريو بدأ يتخذ أشكالا حربائية جديدة بعد انكشاف كل الأساليب السابقة، والمتمثلة في تحويل المساعدات، والمتاجرة في مآسي محتجزي المخيمات، وتنضاف هذه الإختيارات غير السوية التي اعتنقتها القيادة الفاسدة إلى الغلاء المعيشي الذي تئن تحت وطأته الأسر بمخيمات تندوف، فقد أشارت مصادر من هذه المخيمات أن المحروقات أصبح ثمنها صاروخيا وفي غير متناول السواد الأعظم من الصحراويين، كما يتم تسجيل انقطاعات في هذه المادة الحيوية، بسبب استفحال ظاهرة التهريب، وأضافت هذه المصادر « أن أسعار المحروقات شهدت ارتفاعا قياسيا خلال الأسابيع الأخيرة حيث وصل سعر الـ “20 لتر” من مادة الديزيل الى1000 دينار جزائري، رغم ان السعر لا يتجاوز 250 دينار جزائري من المصدر ».

من جهة أخرى لاتزال صحة محمد عبد العزيز تستأثر باهتمام ساكنة المخيمات، في الوقت الذي بدأ فيه بعض القياديين في الانخراط في لقاءات مغلقة للتخطيط الضيق لمرحلة ما بعد عبد العزيز، وتعيش جبهة البوليساريو ومن ورائها الجزائر في الآونة الأخيرة أزمة خانقة نتيجة الوضعية الصحية المزرية التي يعيشها زعيم البوليساريو، حيث أفادت مصادر مطلعة أنه لم يعد يقوى على التحرك بسبب إصابته بعدة أمراض كالسرطان والربو والسكري، وقد تسبب غيابه عن الساحة في أزمة خانقة داخل الجبهة خصوصا انه ينتمي لإحدى أكبر القبائل الصحراوية وهي قبيلة الرقيبات.

وفي سياق الحديث عن خليفة الرئيس المريض، بدأت التخمينات تنشر في أوساط ساكنة المخيمات، وهي التأويلات التي يزيد من تأزمها انسداد الأفق لدى قيادة الجبهة وتوالي الضربات عليها، واستمرار تمرد لاجئي مخيمات تندوف، وتتحدث عدة أوساط داخل الجبهة عن خلق منصب جديد هو نائب الرئيس من أجل الحفاظ على التوازن السياسي، وتجنب حرب قبلية قوية لأن تنظيم جبهة البوليساريو يعتمد على تقسيم المناصب قبليا، حيث من المؤكد أن جميع قبائل الصحراء سترغب في منصب الرئيس مما سيتسبب في حروب وتطاحنات قبلية، وهذا ما تحاول القيادة الحالية تجنبه خصوصا وأنهم مقبلين على المؤتمر الشعبي خلال الأشهر القليلة القادمة.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *