متابعات

من محجوبة إلى نجيبة….رهائن صحراويون لدى جبهة البوليساريو

أعادت القضية الجديدة لاحتجاز الشابة الصحراوية نجيبة محمد بلقاسم البالغة من العمر 23 سنة، والمحتجزة رغما عنها بمخيمات تندوف، والتي تعيش حاليا حياة الجحيم بالمخيمات، (أعادت) إلى الأذهان قصة اختطاف واحتجاز الشابة محجوبة الداف، والتي عاشت نفس القصة وإن بسيناريوهات مختلفة، وبتكرار قصص الاختطاف والاحتجاز القسري تكون جبهة البوليساريو قد فتحت بابا آخر يضاف إلى لائحة الوسائل التي يراد بها تنكيل الصحراويين.

يذكر أن محجوبة  الداف كانت تبلغ من العمر 23 سنة أيضا، وهي من آلاف الأطفال الصحراويين الذين تم احتضانهم من طرف عائلات إسبانية وكوبية خلال مشاركتهم في برنامج “عطل  السلام”، حيث تم تبنيها سنة 2002 وهي طفلة لا يتجاوز عمرها 9 سنوات من طرف عائلة “باتيستي” الاسبانية والمقيمة بمقاطعة “فالنسيا”، التي أشرفت على تعليمها إلى أن حصلت على شواهد جامعية.

كما  كانت تعمل بمؤسسة “ميري كيري فوندايشن كير ” بلندن، وكانت تعتزم متابعة دراستها ببريطانيا للحصول على درجة الماجستير في العلوم اللسانية. وقد قامت محجوبة بزيارة لعائلتها الأصلية بالمخيمات ، حيث تم احتجازها ومنعها من السفر، واحتجاز ومصادرة وثائقها بـ “ولاية العيون” بمخيمات تيندوف، كما قاموا بترحيلها إلى منطقة منعزلة عن المخيمات.

وبعد أن بلغ الخبر إلى العائلة الاسبانية التي تبنتها انتقل والدها بالتبني “باتيستي لوبيز” إلى تيندوف ليتم منعه من الدخول إلى المخيمات، وقام بالتنديد بالاحتجاز عبر وسائل إعلام اسبانية، ليقرر مجلس محافظة “فالينسيا” الإسبانية تعليق مساعداته الموجهة للاجئين الصحراويين، وكل الاتفاقيات مع القيادة الصحراوية، كوسيلة ضغط لتحرير الشابة المحتجزة.

إثر ذلك قام مجموعة من المتضامنين والجمعيات الاسبانية بفتح صفحة خاصة على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، Free Mahyuba  من أجل دعم ومساعدة العائلة الاسبانية التي تطالب باسترجاع ابنتهما بالتبني محجوبة، في هذا الإطار، تم جمع أكثر من 4.000 توقيع لتقديمها لوزارة الخارجية الاسبانية كما دخل الرئيس السابق للحكومة الاسبانية، “خوسي لويس رودريكيث ثباتيرو” على الخط لتقديم المساعدة للعائلة.

وقصد فك الاحتجاز عنها، قامت محجوبة بطلب والدتها أن تسمح لها بالاطلاع على جواز سفرها الاسباني لتستغل إغفال العائلة وتلوذ بالفرار.

وقضية الشابة الصحراوية “محجوبة”، التي تابعها في وقت سابق الرأي العام الدولي، والاحتجاز الحالي الذي تعرضت له الشابة بنجيبة، ليس في الواقع سوى حالة من مئات الحالات التي يعيشها شبان ضحايا الحصار المطبق على فئات عريضة، والتي لم تصل بعد أصواتها خارج الطوق المضروب على مخيمات تندوف.

وبالعودة لقضية الاحتجاز الجديدة، فإن الصحيفتين الإسبانيتين (هويلفا إنفورماسيون.إو إس) و(دياري ودي سيفيا) التي أوردت قصة المحتجزة نجيبة تطرقت إلى أنه سحب من هذه الشابة جواز سفرها، ومنعت من العودة إلى إسبانيا للقاء عائلتها بالتبني.

وحلت نجيبة سنة 2000 بالأندلس في إطار ما يسمى “برنامج عطلة في سلام”، الذي تنظمه جبهة البوليساريو والجمعيات المساندة لهم بإسبانيا. وتمكنت من العيش منذ سن الثامنة مع أسرة إسبانية بإشبيلية جنوب إسبانيا قبل أن تقرر زيارة مخيمات تندوف رفقة أفراد عائلتها.

وأوضح والداها بالتبني أن نجيبة عندما توجهت إلى تندوف لزيارة عائلتها سنة 2013، منعت من العودة من جديد إلى إسبانيا، بعد أن سحب منها جواز سفرها الجزائري، وهاتفها، مشيرين إلى أن أسرتها تعتزم تزويجها رغما عنها في تندوف ومنعها من العودة إلى إسبانيا، وتضاف هذه القضية علاوة على حادثة محجوبة الداف قضية شابة أخرى، داريا امبارك سلمى، التي لا زالت محتجزة بتندوف، وممنوعة من مغادرة المخيمات للانضمام إلى أسرتها بالتبني في تينيريفي بجزر الكناري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *