ثقافة وفن | هام

هؤلاء أبرز الفنانين الذين سينشطون حفلات الدورة 12 لمهرجان تيميتار

تنطلق الأربعاء 22 يوليوز 2015، فعاليات الدورة الثانية عشر لمهرجان تيميتار، الذي تحتضنه مدينة أكادير إلى غاية الـ 25 من الشهر، حيث يحفل برنامج هذه الدورة بأسماء غنائية متنوعة لها شهرة كبيرة على المستويين العربي والعالمي، وهو ما من شأنه أن يستقطب مئات الآلاف من الجماهير العاشقة للموسيقى بمختلف تلاوينها.

وفي مايلي نبذة عن أهم الفنانين الذي سيحيون حفلات غنائية على خشبات المهرجان المبثوثة بساحات الأمل وبيجوان ومسرح الهواء الطلق:

في دجي سيكوفاجا (ألمانيا)

إسمها مدوي مثل أعمالها. فنانة انتقائية وخارجة عن المألوف. تذهب بكم سيكوفاجا نحو زخم من الإبداع. وهي تجعل من نظرتها ثمرة عمل مركب يتكون من تقنيات مرئية متعددة. عروضها المرئية غير قابلة للتصنيف وفريدة من نوعها، وهي مفاتيح حسها الإبداعي.

وما بين الرؤى الباعثة على الهذيان والمشاهد المنومة، تأتي هذه التيارات لتجرف كما هائلا من المرجعيات. فهي داهية ويقظة، تستلهم هذه الأعمال من الحماقة اليومية والحركات العصبية. وبعد ذلك، تستخرج منها عالما متعدد الأشكال، حيث يلعب الضوء دورا مهما في الربط ما بين العين والموسيقى.

ديانا حداد (لبنان)

خلقت ديانا حداد رجة بالعالم العربي منذ إصدارها لأول ألبوم لها، «ساكن» في سنة 1996، وتظل لحد الآن واحدة من مطربات المنطقة اللواتي تلقى أغانيهن رواجا أكبر، لأنها دائمة التجديد لتقترح سجلا واسعا يجمع ما بين الموسيقات الإيقاعية والأنغام الهادئة.

ديانا حداد دائمة الاشتغال، بحيث أنه بعد مرور سنة على طرح ألبومها الأول، عادت من جديد بألبومها «أهل العشق» الذي لقي إقبالا منقطع النظير، على غرار الألبومات التي ستليه لاحقا وهي «أماني»، واحد من الألبومات المشهورة والأكثر شعبية في التسعينيات، أو حتى «أول ما راح» و«ديانا 2006»، ألبومها العاشر بعد عشرين سنة من مشوارها الفني.

كما دفعت موسيقى ديانا باللون الموسيقي العربي نحو الأمام باستعمال أسلوب بسيط ومتفائل يحتفل بأشياء بسيطة في الحياة مثل الطبيعة. في سنة 2009، بدأت حداد جولة عالمية جابت من خلالها عدة دول أهمها فرنسا، الجزائر، وأيضا المغرب الذي لقيت فيه ترحابا وتجاوبا كبيرا من لدن الجماهير. بعد ذلك، أصدرت أغنية «فييسطا» التي تؤديها كاملة بالدارجة المغربية.

الداودية (المغرب)

من مدينة الدار البيضاء، ولوج زينة الداودية لعالم الغناء كان غير متوقع، لأنها كانت منذ حداثة سنها لاعبة كرة القدم. ويعود اكتشافها إبان تنظيم حفل مدرسي غنت فيه، وبعدها شرعت في أداء فن الراي تجنبا لحساسية أبيها-كما سبق لها أن صرحت بذلك-، واعتبارا لنظرة العامة لمطربات الشعبي.

وبعد ذلك، غيرت كليا أسلوبها في الغناء في سنة 2003، بتحولها نحو الشعبي المغربي. فهي تؤلف كلمات أغانيها، تلحن موسيقاها وتوزعها. رصيدها غني وملفت للنظر، وقد تمكنت بسرعة من أن تصبح مطربة لفن «العيطة»، هذا اللون الموسيقي العريق.

تشارك الداودية بالعديد من السهرات والحفلات بالمغرب والخارج، خاصة لدى تلقيها دعوات من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج. واعتبارا لشخصيتها القوية ومزاجها المتميز، قررت الذهاب بعيدا، والتجديد أكثر، لتلجأ إلى استعمال كمان أتقنت العزف عليه في كل الحفلات. حظيت أغنيتها الأخيرة «اعطيني صاكي» بملايين المشاهدات على اليوتوب.

دون بيغ (المغرب)

وجه مشهور بالراب المغربي منذ حوالي عشر سنوات، يتحدث دون بيغ في ألبوماته عن الحياة بالمغرب، دون اللجوء للغة الخشب: الفساد والرشوة، محتجزي تندوف، حرية التعبير…البعض ينتقده على صراحته الزائدة في نصوصه المؤثرة، ولكن في نفس الوقت يجد الشباب المغربي نفسه في أغانيه.

لقد استعمل في ألبومه الأول «مغاربة حتى الموت» نصوصا دارجة لقيت صداها وعكست اهتمامات وانشغالات شريحة واسعة من الشباب الحضري المغربي، بحيث تطرق فيها لمواضيع: البطالة، الدعارة، الفساد والرشوة، اعتداءات 16 ماي، الرقابة…باختصار، دون بيغ يتحدث بصوت عال عما يتحدث عنه الآخـرون بصوت منخفض.

وفي ألبومه الثاني «أبيض وكحل» (2009)، تعامل مع فنانين دوليين أمثال لافوين، وفريدوريك، عازف لدى دوك بوند وسنوب دوك. كما استطاع الجمع ما بين فناير، ماسطا، مسلم، 9mm، أو حتى د ي دجي كي. وبعد غيبة تكاد تكون طويلة، هاهو دون بيغ يعود هذه

السنة، بألبوم ثالث يحمل إسم «ثالث»، وأغنيتي «تي جي إر» و”القالب”. الأغنية الأولى مهداة لابنه توفيق الصغير، وقد سجلت رفقة أحمد سلطان وتجمع ما بين الدارجة العربية والأمازيغية، وألوان موسيقية للراب والسول، في شبه عودة لجذور هذا الفنان البيضاوي، القادم من جهة الفقيه بن صالح، حيث قام بتصوير الكليب الخاص بهذه الأغنية. في أغنية «القالب»، وكعادته، يتمرد دون بيغ على السياسة والسياسيين. وهو يعبر هنا كمواطن عادي، ويتحدث عن هموم المجتمع المغربي.

نوردستان (المغرب / فرنسا)

على الحدود ما بين البيت الشرقي والإلكترو الحضري، انبثقت علامات إثنية حول نصوص شخصية وأشعار مشهورة (محمود درويـش، أحمد مطر، نزار قباني…)، مجسدة عصارة عالمية للنماذج والأنغام، ومتسائلة عن المعنى الحقيقي للحياة والمنفى الرقمي، وهذا المشروع هو بمثابة بحث عن التوفيق ما بين الثقافات عبر الزمن.

النصوص المكتوبة بالدارجة المغربية وبالعربية الفصحى تجد نفسها في مواجهة اللغة الإلكترونية لـ 20-MS، فيما يظل الموضوع الرئيسي في كل هذا هو بدون شك البحث عن الحرية. والانعتاق. نوردستان هي تلاقح ما بين الأجيال والألـوان الموسيقية، وهي الحد ما بين الموسيقى الإلكترونية، الراب والشعر العربي، وهي تحث على اكتشاف آفاق صوتية جديدة.

إنها مكون أسسه الرابور البيضاوي القديم، وليد بن سليم، جمع فيه بين أنغام الأفـرو، الإلكترو والروك. على الخشبة، تصبح نوردستان ككرة ثلج، تسخن وتتصاعد مع مرور الدقائق، وبعدها يحمى الوطيس ويزداد بصوت غير مألوف. نوردستان هي اكتشاف لتظاهرة فيزا فور ميوزيك.

بشار مار خليفة (لبنان)

بشار مارسيل خليفة إنسان حر بكل المقاييس. فهو لا يشكل حالة وإنما طريقة للوجود والعيش. في زمن البحث عن الهوية، لا يتورع بشار في زعزعة الأعراف والتقاليد. وهو يصر على التأكيد بأن تزامن ميلاده مع الحرب الدائرة بلبنان لا يجب اتخاذه ذريعة للادعاء بأنه شهيد.

ومع ذلك، وعلى غرار كل أبناء جيله اللبنانيين خاصة، والشرق أوسطيين عامة، فالحرب تسكنه. وقد خاض تجربة موسيقية آثر تقاسمها مع أفراد عائلته دون سواهم. «ريكييم» مثال واضح يجسد هذا المبدأ، اختار موضوعها رفقة أخيه رامي في اقتباس لأغنية أبيه مارسيل خليفة.

وحتى الحفلات التي يحيونها هم الثلاثة منبثقة من مشوار كل واحد منهم على حدة، وبعائلة لا تكتفي بالتعبير بالكلمات فحسب. وقد نجح بشار لحد الآن في الاستفادة من ذلك، في تناغم كبير وغير منقطع. كما قاوم نفسه غير ما مرة، ضد الصورة النمطية التي قد يراه بها البعض، أو التي قد يتصورها هو عن نفسه. ولكن الحياة تمنحنا بعض اللحظات للاستراحة، نكف فيها عن المقاومة والصراع، ونقف فيها لمراجعة

الذات، والتوق إلى ما هو أفضل، وبعث رسائل جديدة. مع «ك-سينيريا»، يتوجه بشار، الأب الشاب، لابنه، متحدثا عن الميلاد وعن العوالم التي يبتكرها. كل هذه الأغاني تسكنه وكأنها خارجة من أحشائه، ويريد التخلص منها. إنها تشبه متعة مقرونة بالمعاناة. معاناة التجرد، وقول شيء ما، مهما حدث، قول الصراحة للذات وللآخرين. التخلي عن الأعراف والعادات، لدرجة قد يحار المرء في تصنيف موسيقاه. ومهما حصل، ففي النهاية «يظل كل شيء مجرد إيقاع».

رياض العمر (لبنان)

من مواليد منطقة شاهيم بجبل لبنان، اهتم رياض العمر برعاية عائلته بعد وفاة أبيه. وهو ينحدر من عائلة مولعة بالموسيقى، بحيث اختار مبكرا الانخراط بالمعهد الموسيقي لاحترافها. نجاحه لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة نجاح مضني وشاق. بفضل ملكاته الفنية، لاسيما جودة الصوت الذي ينتجه، وأيضا بفضل الكاريزما التي يتمتع بها، تمكن من فرض ذاته بالساحة الموسيقية العربية.

أول مجيء له للمغرب كان من أجل إحياء سهرة فنية رفقة الفنانة الجزائرية فولا، وفنانين لبنانين هما إليسا ومادلين مطر. بعد ذلك، اختار الاستقرار بالمغرب وشرع في الغناء بالدارجة المغربية، كما هو الشأن بالنسبة لأغنية «لبيك يا صحراء» و”علاش يا قلبي” التي يؤديها رفقة نسرين جبران، والتي قربته أكثر من جمهوره المغربي.

ماريو لوسيو (الرأس الأخضر)

منحدر من جزيرة سانتياغو، بالرأس الأخضر، ماريو لوسيو هو مؤسس مجموعة سيمنتيرا، التي قررت العودة بموسيقى الرأس الأخضر إلى جذورها السمعية والتأكيد على أن الثقافة الإفريقية تعد جزءا لا يتجزأ من الهوية الثقافية لشعب الرأس الأخضر. وقد دأب لوسيو على دراسة مختلف أشكال الموسيقات التقليدية، وضمنها أغاني المجموعة الدينية رابيلادوس لجزيرة سانتياغو.

وقد قام لوسيو رفقة سيمنتيرا، مؤخرا بتسجيل ألبوم تراديكسيونال، وهو تصور موسيقي يرتكز على المزيج وجه فيه الدعوة لكل من ماني دي بانغو (الكامرون)، توري كوندا (السينغال)، باولينو دا فيولا (البرازيل)، ماريا جواو وماريو لاكينيا (البرتغال). كما أصدر ألبومين إثنين : «مار إي لوث» (بمشاركة جيلبيرطو جيل، ليو كاندلمان، لويس ريبريساس وماريا أندرادي) و «أو فيفو إي أوس أوتروس» (لايف).

بادر ماريو لوسيو إلى إنشاء فيسكينتال للجاز، وهو حدث دولي ينعقد بمدينة برايا، العاصمة، وقد سبق له أن أحيى عدة حفلات بالولايات المتحدة الأمريكية، بأوربا ومختلف البلدان الإفريقية. في سنة 2010، أصدر ماريو لوسيو ألبوم «كريول»، الذي ألف فيه بين سبعة بلدان، وثلاث قارات، بغية إبداع سبعة عشرة أغنية. ألبوم «كريول» يعكس تفكيرا هادئا، ولا يحاول زعزعة الأشكال الموجودة، بل يحاول المزج فيما بين القديم والحديث.

في سفره البعيد هذا، يحاول المؤلف، الملحن والمغني نسج روابط مفيدة، وقد غنى بالكريول، بالبرتغالية، مع نجوم موسيقيين كبار أفروأطلنتيين أمثال: رالف ثاما وماريو كانونجي بالمارتينيك، توماني دياباتي بمالي، بابلو ميلانيس بكوبا، تيريزا سالكيرو وبيدرو جويا بالبرتغال، ميلتون ناسيمنتو بالبرازيل، هاري بلافونتي بالولايات المتحدة الأمريكية،

والعودة إلى الرأس الأخضر عبر سيزاريا إيفورا. . ومنذ توليه منصب وزير الثقافة بالرأس الأخضر، انقطع ماريو لوسيو عن الظهور في الحفلات. وتشكل مشاركته بمهرجان تيميتار استثناء يستحق عليه كل تقدير واحترام.

يوري بوين أفنتورا (كولومبيا)

ترعرع يوري، منذ الصغر، بين أحضان الموسيقى الأوربية (الأغاني الغريغورية، الأغنية الفرنسية والموسيقى الكلاسيكية التي كان يستمع إليها أبوه) إلى جانب الإيقاعات، الماريمبا، الأغاني الإفريقية التي تردد صدى شواطئ الجزيرة التي ينحدر منها، بوين أفنتورا.

تتميز أعمال يوري بالجمع ما بين الأسلوب الغنائي الأوربي والطبول الإفريقية، فضلا عن روح إفريقيا السوداء المحيطة بها. فقد التقى أبواه على الأرض التي نزح إليها العبيد السود. وهذا هو ما يدفعه دائما إلى الإحساس بأنه أسود من الأعماق. ومن الموسيقى السوداء، يرسل يوري استغاثة، ولكن استغاثة مترفعة، يعبر عنها بكثير من الحب والاحترام للإنسانية.

فهو لا يكف عن دعوة معاصريه للسماع لصوت الحب، لينقل بذلك قوة الموروث الثقافي الإفريقي. يعمل يوري على إغناء الصالصا باكتشافات ولقاءات موسيقية مع فنانين كبار أمثال: باكو دي لوسيا، جيمس براون، لويس أرمسترونغ، سامي ديفيس جونيور، نينا سيمون، بوب مارلي، إذ مع هؤلاء يستوعب ويفهم قيمها الخاصة بعيدا عن الأرض.

وهو يصبح بذلك مرتبطا بملايين الكائنات والأنغام، بالأفارقة وسود أمريكا، بالموسيقى الإسبانية، السلاف أو المغاربيين. وهو يستمد منهم حريته الإبداعية التي تدفعه إلى اكتشاف كونية الآلات الموسيقية. والأكثر من ذلك، فهو يتحدى الآخر بموسيقاه مخاطبا الإنسانية التي تخفق بداخل كل واحد منا. بعد مرور عشرين سنة على مشواره الفني، ظلت مروءته على حالها وموسيقاه قوية مستلهمة من الحركات الأفروكارايبية.

مازاغان وحميد الحضري (المغرب)

يعود إنشاء مجموعة مازاغان لسنة 1998، واسمها مستوحى من الاسم القديم لمدينة الجديدة، التي تنحدر منها. تعكس هذه التسمية المزج ما بين الأغاني البدوية وحداثة الإيقاعات الحضرية لإنتاج طابق شهي أحدث رجة بالموسيقى الشعبية المغربية، متمثلة في «الشعبي كروف».

الألوان الموسيقية المعتمدة من طرف مجموعة مازاغان متنوعة؛ وهي تعكس انتماءها للثقافة المتوسطية، الأمازيغية والإفريقية، مع الحرص على استعمال تقنيات عصرية بالتوزيع الموسيقي. تتميز موسيقاها بحضور العديد من الأساليب، العلاوي،

الراي، كناوة، الريكي، الروك، وحتى الصالصا، وغيرها كثير. أما النصوص المغناة فتخاطب مختلف الأصناف البشرية وتعالج مواضيع متنوعة، ذات طابع اجتماعي، أو عاطفي، يلقى فيها الشباب المغربي ذاته. وبخصوص الإيقاعات، فهي تزاوج ما بين الإيقاعات الغربية والشرقية، تنضاف إليها كل يوم نبضات الأحياء المغربية، لتخلق بذلك مزيجا خاصا بالمجموعة.

منذ عشر سنوات على تواجدها، أصدرت مازاغان العديد من الألبومات الناجحة، ويكون في رصيدها أزيد من 400 حفل بمختلف ربوع المملكة وعبر العالم، لتكتسب سمعة قوية بالساحة الموسيقية المغربية، المغاربية والدولية. لقيت المجموعة استحسانا وتقديرا على سعيها للدفاع عن الألوان الوطنية، حيث حظيت في سنة 2013 برضا وعطف صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي وشحها بوسام ملكي.

أما جديد هذه السنة، ومع انضمام حميد الحضري-الموسيقي والمغني الموهوب- للمجموعة، تمكنت مازاغان بسهولة من تغيير لغتها (العربية، الفرنسية، الإنجليزية أو الإيطالية) ولونها الموسيقي، لتتحول ببساطة لأداء الموسيقى الأندلسية، المالوف، كناوة، أو حتى الشعبي المغاربي.

سعيدة شرف (المغرب)

بـدأت سعيدة شـرف مسارها المهني بالمغرب كصحفية. بعد ذلك، اشتهرت على شاشة التلفاز، من خلال برامجها الثقافية، وبالخصوص «السهرة لكم» على القناة الثانية. بعد ذلك، شقت طريقها نحو العالمية وشاركت بالعديد من المهرجانات بكل من ليبيا، الأردن، أو حتى مصر، قبل عودتها للمغرب لتتقاسم الخشبة الفنية مع فنانين كبار ذوي صيت عالمي مثل جان ميشال جار بمرزوكة في سنة 2008، وهي السنة التي حازت فيها على جائزة «خميسة» كأحسن فنانة.

وقد أدت أغاني لأفلام سينمائية، نذكر من بينها فيلم «قنديشة» لجيروم كوهن أوليفار و«الركراكية» لكمال كمال. تتميز سعيدة بتشبتها القوي بجذورها الصحراوية، وقد أبدعت في أداء أغاني من مختلف الريبرطوارات المغربية، سواء كانت صحراوية أو شعبية، إلى جانب الموسيقى الشرقية الأصيلة.

رضا الطلياني (الجزائر)

ترعرع رضا الطلياني بين أحضان الموسيقى التقليدية العربية الأندلسية الأصيلة بالمعهد الموسيقي للقليعة. وقد تعلم هناك العزف على الماندولين، وتأثر كثيرا بموسيقى الراي. بعد ذلك، قام بتطوير لونه الموسيقي الخاص بفعل تأثره بمختلف الألوان الموسيقية المغاربية، وحيث مزج ما بين الموسيقى الشعبية بالعاصمة الجزائرية، والراي وبعض التيارات التقليدية.

وهو يعمد في أغانية إلى طرح مواضيع مستوحاة من الواقع المعاش والظروف الصعبة التي تمر منها بلاده، مستلهما كل ذلك من معاناة الشباب الجزائري. بعد إصداره لأول ألبوم في سنة 2000، «آش داني لواحد الطايرة»، لقي رضا نجاحا شعبيا كبيرا، لاسيما ببلده الأصلي، بتوفره على أغاني إيقاعية مثل «جوزفين»، «ليزالجيريان دي كاميكاز»، «خبز الدار»، والتي استمد موسيقاها من الشاب خالد، والفن الصحراوي، وأيضا من أيقونة الريكي بوب مارلي والمطرب الشهير سانطانا. كما سبق لرضا الطلياني أن تعامل مع فنانين فرنسيين، مثل مجموعة راب 113، كران كور مالاد في إعداده لأغنية «إن شاء الله»، التي أصدرها في سنة 2011، أو مؤخرا، مع فنان الراب لافوين.

مكادي النحاس (الأردن)

من وحي الحرية والكرامة الإنسانية، تقوم مكادي النحاس بتأليف ريبرطوارها الكلاسيكي للموسيقى العربية لينقلنا إلى العصر الذي اقترنت فيه الموسيقى بالسحر والخيال. فهي أثناء أداءها لرائعتها «أ كابيلا» تضفي على صوتها عبقا صوفيا يطرب ويحرك عواطف الجمهور. بدأت مكادي النحاس مشوارها الفني بمسارح العاصمة الأردنية، وقد اشتهرت على الخصوص بفضل مشاركتها بمهرجان جرش لسنة 1997.

بعد ما عرجت على المعهد العالي اللبناني للموسيقى، حيث صقلت صوتها وموهبتها، شاركت مكادي نحاس بمختلف المهرجانات العربية، لاسيما بالأردن، بلبنان، بتونس، بالإمارات العربية المتحدة، بالكويت، أو حتى مصر. حاز ألبومها «كان يا مكان» على العديد من الجوائز، حيث صنفها النقاد كواحدة من المطربات العربيات اللواتي يتقن أداء اللهجة والفولكلور العراقيين.

تلاه بعد ذلك الألبوم الثاني في سنة 2006، «خلخال»، وبعده ثالث، «جوا الأحلام»، في سنة 2009، والرابع في سنة 2102 «إلى سالم». بعد إصدارها لألبومها الأخير، «نور»، تكون مكادي النحاس قد بلغت القمة بمشوارها الفني، حين نجحت في كتابة، تلحين وتوزيع غالبية أغاني هذا الألبوم.

ادريس المالومي (المغرب)

من مواليد سنة 1971 بأكادير، حصل ادريس المالومي على شهادة الإجـازة بـالأدب العربي، في سنة 1993. ولع بسرعة فائقة بالموسيقى طيلة فترة تكوينه، الموسيقى العربية الكلاسيكية والغربية. حاز على العديد من الجوائز، والتي من بينها الجائزة الأولى للعزف على العود، الجائزة الأولى للإتقان، وجائزة الشرف بالامتحان الوطني للعود بالمعهد الموسيقي الوطني للرباط في سنوات 1992، 1993 و1994.

من خلال معزوفاته، يتجول هذا العاشق الولهان لآلة العود ما بين الثقافة العربية، الأمازيغية، الصحراوية، الأندلسية والغربية ليتحف المتتبعين بموسيقى منفتحة، موسيقى عصرية تبقى قابلة للارتجال والانفتاح على البلوز أو الجاز. وهو يستمد معزوفاته من الجذور الأمازيغية الإسلامية ليضفي روحانية صوفية على الألوان الشرقية لموسيقاه. جمالية موسيقاه مستمدة من تقنيته الرائعة وعذوبة أنغامها وبلاغة عزفه الإيقاعي.

إلى جانب ذلك، سبق له أن أدى الأوبرا وألف مقطوعات لأفلام مشهورة، على غرار «surce des Femmse»، أو حتى « Né quelque part». كما تعامل مع كبار الموسيقيين أمثال جوردي سافال، ومجموعة هسبيريون XXI (إسبانيا)، كارلو ريتزو (إيطاليا)، علا (الجزائر)، بالاك سيسوكو (مالي)، أو مارسيل خليفة (لبنان).

خنساء باطمة (المغرب)

خنساء باطمة وجه بارز بالروك المغربي وهي الأنثى الوحيدة التي تؤدي هذا اللون بالمغرب. توارثت الفن عن عائلتها الموسيقية الكبيرة، وخاصة من أبويها العضوان السابقان بالمجموعة الشهيرة لمشاهب، إلى جانب عمها العربي باطمة عن ناس الغيوان.

خنساء عاشقة متيمة للروك الإنجليزي، لسنوات السبعينيات حتى يومنا هذا، غاصت بالموسيقات التقليدية والشعبية بالمغرب، وهي ضد النمطية، تدافع عن اللقاءات الحرة، وتبدو شبه متوحشة في إبداعها الموسيقي. بعد فترة من التعلم والتدرب على ريبيرطوارات مختلفة، أصدرت خنساء باطمة ثلاثة ألبومات وهي: «مليتك»، «شرق غرب» و«على أبواب الصحراء»، هذا الألبوم الأخير الذي أكسبها تميزا بفعل جمالية الروك التي تبدو فيه أكثر راديكالية من سابقيه.

قادتها حاجتها الماسة للتحرر والاستقلالية والتبادل إلى مغادرة المغرب في سنة 2003 في جولة طويلة عبر العالم. ولدى عودتها في سنة 2008، قامت بكل سرية للتحضير لعودة قوية للساحة الفنية المغربية، وتوجهت نحو نوع من الروك يجمع ما بين الروك البديل لسنوات التسعينيات والتقاليد الشعبية المغربية.

حاليا، تبقى خنساء باطمة الوجه البارز بلون الروك بالمملكة، وهي تتألق مثل صوتها الرائع، بكل قوة ودقة، وتحرص على استعمال الدارجة المغربية مغلفة بالروك. في انتظار الاستماع لألبومها الرابع، الجاري تحضيره حاليا، من المنتظر أن يستمتع عشاق الروك المغربي بإبداع متميز لفنانة فريدة من نوعها، فنانة قل نظيرها.

الرايسة فاطمة تحيحيت (المغرب)

تنحدر الرايسة فاطمة تحيحيت من قبيلة أحاحان، وهي تجسد اليوم الفن التقليدي النبيل للرايسات. دخلت عالم الغناء منذ نعومة أظافرها، وبالضبط في سنة 1982، بمدرسة الرايس محمد ألبنسير. في سنة 1986، أنشأت مجموعة خاصة بها ونظمت جولة عالمية.

وهي تعد واحدة ممن ورثن مهارة في الأداء الموسيقي والتعبيري، الذي يتسم بتنوع أساليبه واستيعاب من مستوى عال للتعبير الفني. بمرافقة آلات موسيقية تقليدية، ستؤدي فاطمة تحيحيت ريبرطوار مشاهير الرايسات اللواتي سبقنها، فضلا عن إبداعاتها الشخصية، التي تبين من خلالها مدى حيوية ومواكبة هذا الفن للعصر، هذا الفن الشعبي المعبر. أصدرت الرايسة تحيحيت مئات الألبومات وحازت على عدة جوائز تقديرية من لدن منظمات فنية وثقافية.

عبد العزيز الستاتي (المغرب)

أيقونة وأستاذ الموسيقى الشعبية بامتياز ! رغبة عبد العزيز الستاتي في أن يصبح موسيقيا تملكته منذ الصغر؛ ففي سنة 1973-آنذاك كان يبلغ من العمر 12 سنة-لدى اشتغاله بالدار البيضاء، أدى به طموحه الموسيقي إلى توفير مدخوله البسيط لشراء كمان. ويعود الفضل في تعلمه العزف على هذه الآلة لعمه بوشعيب بن رحال، مغني شعبي وعازف كمان مشهور.

بعد ذلك، دأب عبد العزيز الستاتي على حضور العديد من الحفلات والمواسم، واستمع لموسيقيين مشهورين بفن الشعبي، على غرار مبارك العوني وصالح السماعلي. بعد وفاة هذا الأخير، التحق عبد العزيز بالمجموعة كعازف للكمان، ليعطي للمجموعة نفسا جديدا، وليلقى نجاحا كبيرا في بداية الثمانينيات.

بعد ذلك، بادر إلى صقل موهبته وتعلم تقنيات أخرى، الشيء الذي مكن أعماله من أن تلقى صدى كبيرا من لدن الجمهور المحلي في سنة 1985. وهو يؤدي أغاني مرتبطة بالغربة والبعد عن الأحباب، وهذه المواضيع هي التي أضفت خصوصية على أغانيه ولقيت إقبالا واسعا بالحفلات التي كان يشارك فيها ليس بالمغرب فحسب بل أيضا بالبلدان الأوربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *