متابعات

محمد السادس: تطورات قضية الصحراء أبانت عن صواب الموقف المغربي

خلال خطاب العرش الأخير، أبرز الملك محمد السادس أنه «لن يسمح أبدا بالتطاول على سيادته ووحدته الترابية، ونموذجه المجتمعي. ولن يقبل بأي محاولة للمس بمؤسساته، أو كرامة مواطنيه». وأضاف الملك أنه «بخصوص قضية وحدتنا الترابية، فقد حددنا في خطابنا بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، بطريقة واضحة وصريحة، مبادئ ومرجعيات التعامل مع ملف الصحراء المغربية، على الصعيدين الداخلي والدولي».

وأكد الملك في خطاب العرش «أن التطورات التي عرفتها هذه القضية أبانت، صواب موقفنا على المستوى الأممي، وصدق توجهاتنا على الصعيد الوطني، حيث سيتم، بعون الله وتوفيقه، الانطلاق في تطبيق الجهوية المتقدمة، والنموذج التنموي للأقاليم الجنوبية للمملكة».

ويأتي الخطاب الملكي ليؤكد مرة أخرى على ثنائية فعالة في قضية الصحراء، تتمثل في اليقظة الديبلوماسية والصرامة وعدم السماح بالتطاول على الوحدة الترابية، وفي نفس الوقت الانخراط بكل قوة في تنفيذ مشروع تنموي مندمج بالأقاليم الصحراوية، وحدد هذا النموذج عدة أهداف وطموحات مرقمة ومحددة في الزمان، ستعمل الآليات المؤسسية التي تم اقتراحها والميكانيزمات التمويلية التي تم ضبطها، على تفعيله بشكل يتماشى مع تطلعات الجهات الثلاث للأقاليم الجنوبية وساكنتها، ويبقى الضامن الرئيس لتفعيل هذا النموذج، هو الإرادة السياسية القوية التي عبر عنها الملك محمد السادس، وكذا الإشراك الفعلي والحقيقي لكافة المكونات والقوى الحية بهذه الأقاليم في وضع هذا النموذج، وهو ما مكنها من تملك مختلف عناصره، مما سيوف الشروط المثلى لتنزيل هذا النموذج في إطار الجهوية الموسعة.

أما على الصعيد الديبلوماسي فإنه من بين أهم تجليات الانتصارات الديبلوماسية للمغرب على مستوى قضية الصحراء، هو ردود الأفعال الهيستيرية التي تقوم بها الجزائر لفرملة هذا النجاح والتشويش عليه، فقد سعت الجزائر بفضل قدرتها على الغواية السياسية لبعض الجهات بالقارة الإفريقية إلى محاولة إقحام الاتحاد الإفريقي في نزاع الصحراء، وهو المطمح الذي مني بفشل ذريع، تلته محطات أخرى من الفشل الجزائري تمثل على وجه الخصوص في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الذي أوصى بإحصاء ساكنة مخيمات تندوف بالرغم من الرفض الجزائري المستمر.

أما على مستوى قيادة البوليساريو فقد عكست وسائل إعلامها مدى اليأس وانسداد الأفق الذي تعيشه هذه القيادة، وهي محاصرة بغضب عارم يسكن شعور صحراويي المخيمات بسبب تردي الأحوال المعيشية، وغياب أي أفق يحدد معالم المستقبل، بالإضافة إلى انتشار أخبار فساد متنفذي الرابوني وغلبة المحسوبية والقبلية في تعامل القيادة مع ساكنة المخيمات.

وفي تعبير عن مستوى اليأس الذي يعتري ساكنة مخيمات تندوف قالت إحدى الجرائد الإلكترونية المحسوبة على البوليساريو إنه «ثمة تساؤل يحاصر كل الصحراويين في القلوب قبل الجناجر … إنه سؤال مصير الصحراويين ومتى وكيف؟ وهو السؤال الجامع لكل الإجابات التي باستطاعتها لو وجدت أن تشفي غليل الغالبية الباحثة عن ضوء وسط النفق».

لم تخف قيادة جبهة البوليساريو صدمتها وخيبة أملها عندما استبعد تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول الصحراء المرفوع إلى مجلس الأمن أي دور للاتحاد الإفريقي، وهو الدور الذي راهنت عليه البوليساريو والجزائر لخلق نوع من التشويش على الانتصارات الديبلوماسية للمغرب على مستوى قضية الصحراء.

وعكست جهات مقربة من البوليساريو صدمة القيادة المتنفذة بالجبهة من تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، مشيرة إلى أن “تجاهل الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره المقدم الى مجلس الامن الدولي التحرك الافريقي الاخير لمحاولة حل النزاع في الصحراء يوحي بأن الأمين العام ربما لايرغب في أي دور للاتحاد في هذه القضية”.

وأضافت أنه وبالرغم من “بداية تحرك افريقي، وفي ظل تعيين مبعوث افريقي للسلام في الصحراء ومع تقديم مجلس الامن والسلم الافريقي مقترحات جديدة حول القضية ابرزها انشاء مجموعة مكلفة بالاتصال حول الصحراء من 10 دول تكون ممثلة من مختلف جهات القارة، إلا أن الأمين العام للأمم المتحدة تجاهل كل هذا التحرك الإفريقي”.

ووصفت ذات المصادر أن تجاهل الامين العام بان كي مون للتحرك الافريقي الأخير جاء متناغما مع الرفض المغربي لأي دور للاتحاد الإفريقي في قضية الصحراء، وبلغة يشوبها اليأس علقت ذات المصادر على أن “رهان قيادة البوليساريو وتسويقها لجدية الدور الافريقي  وضرورته مجرد رهان على فرس سباق خاسر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *