آخر ساعة

دق طبول الحرب..فلتمت العقارب و الأفاعي بسمومها

يحاول منذ شهور بعض تابعي جبهة البوليساريو الترويج لخطاب أصبح أسطوانة مشروخة مفادها استعداد الجبهة إلى العودة إلى حمل السلاح ضد المغرب، وهي خدعة لم تعد تنطلي على احد يجري استعمالها كلما ضاقت السبل بالعصابة المتحكمة في رقاب صحراويي مخيمات تندوف، فبعد تمرينات تسخينية رديئة مؤخرا تمت تسميتها من طرف بعض وسائل الإعلام التابعة لعصابة الرابوني بمناورات عسكرية، يتم الترويج منذ شهور لإمكانية حمل السلاح وإعلان الحرب على المغرب، وذلك في محاولة لصرف أنظار العالم عن المشاكل الحقيقية والوضعية الراهنة التي يعيشها محتجزو تندوف، وحسب متتبعين للشأن الصحراوي فإن المطالب المتكررة لحمل السلاح تصدرها من حين لآخر بعض قيادات البوليساريو التي تعيش في بحبوحة الإقامات بالعواصم العالمية، وهي تصريحات آتية من الصالونات المخملية، في إطار نهج سياسة التعتيم وذر الرماد في العيون، ويعتبر هذا مؤشرا حقيقيا عن الحالة النفسية المهزوزة لعصابة الرابوني و زعيمها العليل محمد عبد العزيز.

 

إن هذه الوضعية تبين أن القيادة المذكورة أصبحت محاصرة داخليا وخارجيا، كما أن تهم الفساد والزبونية والاتجار بمآسي لاجئي مخيمات تندوف أصبحت تطوقهم من كل جانب، مبرزين أن شعار حمل السلاح لا يعدو أن يكون كما هي العادة إلا محاولة للهروب إلى الأمام وربح بعض الوقت لعل السماء تمطر ذهبا، و لكن هيهات لقد فات الأوان.

 

إن الحديث عن الجاهزية للقتال والاستعداد لحمل السلاح مجرد شعارات كلامية فارغة، يصر على إطلاقها متنفذو جبهة البوليساريو لضمان استمرار استغلالهم لبؤس ساكنة المخيمات، ولإطالة أمد الصراع بالمنطقة و بالتالي زيادة نفخ الأرصدة السرية بالابناك الأوربية و الجنوب أمريكية.

 

و ليسمح لنا قراءنا للتأمل او بالأحرى التهكم من هذه التراهات و من أحلام يقظة البوليساريو هاته، لقد بات من النكت “البايخة” كما يقول إخواننا المصريون، ما تقوم به جبهة البوليساريو بين الفينة و الأخرى، بتهديدها عبر تصريحات للمرتزقة الذين ألفوا أكل الثوم بأفواه الصحراويين، بالعودة إلى حمل السلاح ضد المغرب، وذلك بعدما سحقها الجيش المغربي خلال سنوات المواجهة العسكرية، وفي ظل هذه التهديدات الفارغة، أصبح المنتظم الدولي يشكك في مصداقية قيادة البوليساريو، كما أصبح شبه متأكد من أن هذا التنظيم الإرهابي ليس سوى عصابة من مصّاصي الدماء، الذين يستغلون سعي المنظمات الغير الحكومية إلى نشر السلام في العالم، من أجل البحث عن المساعدات الغذائية التي يتم تحويل وجهتها بشكل أو بآخر نحو السوق السوداء.

 

و يعتبر عدد من المتتبعين لقضية الصحراء، خصوصا المواطنين الصحراويين و العائدين من جحيم تيندوف، أن عودة جبهة البوليسايو لحمل السلاح ضد المغرب، سيشكل لا محالة إنتحارا بحكم قوة المؤسسة العسكرية المغربية، حيث يلاحظ فرق كبير بين الطرفين، سيتسبب لا محالة في سحق البوليساريو و اندحارها، كما أوضحت بعض المصادر أن القوات المسلحة الملكية تزخر بضباط ذوي حنكة و خبرة تم تكوينهم على أعلى المستويات، ومن شأنهم أن يقودوا مختلف الوحدات العسكرية بطريقة محترفة عكس البوليساريو التي تعتمد بالأساس على شرذمة من المرتزقة و الجماعات الإرهابية.

 

إن المغاربة بالدفاع عن صحراءهم، يدافعون عن أشياء يعتبرونها حقّا لهم، و يجتمعون على ثلاثي “الله الوطن الملك”، في حين أن الجزائريين ليس لديهم ما يوحدهم، وهو ما يؤثر سلبا يوميا على معنوياتهم و على بلدهم التي تتمكن يوميا جماعات إرهابية بدائية من اختراق أجهزتها و دفاعاتها.

 

وإستبعد خبراء، أن تنفع خطط حرب العصابات البوليساريو إذا ما قررت العودة إلى حمل السلاح، خصوصا وأن إمكانية الدراية بالخصوصيات الجغرافية التي كانت تعتمد عليها في السابق بشكل كبير، لم تعد نافعة بفضل التقنيات المتطورة التي دأب الجيش المغربي على تعزيز وحداته بها منذ سنوات، مشيرين إلى أن المغرب قد سطّر حدوده ووضع عليها أسودا مستعدين للموت في سبيل وطنهم، وهو ما يعتبر نقطة قوة تجعل المغرب و جيوشه ملتزمين بالهدوء و غير سبّاقين إلى القتال طالما لا يوجد شيء يهدد أمن وسلامة الوطن و المواطنين.

 

فليمت الأعداء بغيضهم و لتقضي العقارب و الأفاعي بسمومها، فالمغرب في صحراءه و في أرضه يخطو بثبات وراء ملك شاب يحبه و يؤيده في كل خطواته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *