آخر ساعة

التغريد خارج سرب حقوق الإنسان

لم يعد خافيا على احد ان الواقع داخل مخيمات اللاجئين الصحراوين يدعو إلى الشفقة. وما يندى له الجبين هو رؤية عناصر مكون بشري بهدا الحجم له تاريخ وثرات ذو نخوة وكبرياء يضعون مصيرهم في أيادي غير مؤتمنة على مصالحهم ومستقبلهم, فالاستغلال والجشع والثراء الفاحش والفساد المالي و الاخلاقى أمراض أصيب بها افراد عصابة الرابوني على حساب بني جلدتهم الذي غرر بهم مند أربعين سنة.

 

الحياة السياسية والاقتصادية وكذلك الاجتماعية والتربوية في تفسخ وانحلال و شبه مؤسسات تندوف في تغييب تام و الديمقراطية و الحرية الشخصية و حقوق الإنسان كلام في كلام. فلابد في هدا الزمن الصعب من إرادة قوية للتغلب على حالات الضعف والهوان والذل التى دأب قادة البوليساريو على زرعها في الأوساط الصحراوية قصد كبح جماح الشباب المتعطش إلى التغيير.

 

لقد أتبث الصحراويين وراء شباب التغيير أنهم ركبوا سفينة التمرد وكسرو كل القيود الوهمية التي كانت تكبل تحركاتهم واثبتوا أنهم قادرين على النطق بكلمة   ٌ لا ٌ في وجه من حطم أمالهم لأربعة عقود مكابدين فيها من المعاناة والتضحية و الشتات ما يعجز الإنسان عن وصفه.

 

ان الكل داخل السجن الكبير اصبح يصيح ملء فمه ”لقد سقط القناع عنكم يا عصابة الفساد، يا من نصبتم أنفسكم حكاما للخلود على شعب لم يحقق الوجود، فالقاضي والداني أصبح على علم باكاديبكم الجلية وخطاباتكم الغوغاء. والصحراويون الاحرار سيسلكون خط التغيير والتمرد وكسر طوق الظلم والغطرسة”   .

 

فتنامي الوعي بضرورة التغيير وإسقاط رموز الفساد الذي تربعوا على دواليب القيادة في مخيمات الرابوني واعتبارهم للصحراويين مجرد رقم حسابي في المعادلة الغرض منه حصد اكبر قدر ممكن من الدعم المالي للمنظمات وتحويلها لأرصدتهم السرية بابناك اوروبا وامريكا اللاتينية والاغتناء على حساب معانات ابناء جلدتهم المحتجزين المغرر بهم.

 

فالتجديد هو صفة من صفات الحياة فدورة الحياة البشرية تتسم بالتجدد و الاستمرار، ولاشيء يبقى على حاله، فأوراق الأشجار تذبل وتتساقط لتحل محلها أوراق أخرى يافعة و خضراء، أكثر قدرة وعطاء على العمل.

 

على هدا الأساس وبسبب تفاقم الوضع وتأزمه شيئا فشيئا وتزايد الاحتقان الاجتماعي نتج عنه ردة فعل لم تكن في حسبان رعاع الشعب الصحراوي قادة الفساد فتعالت الصرخات المنادية بالتغيير والمطالبة برفع الحصار عنهم والمطالبة بتوفير شروط الحياة الكريمة وتوالت الأحداث والثورات، التي فجرها شباب التغيير من داخل الستالاك الكبير لينكسر بذلك حاجز الخوف والرهبة التي خيمت على أجواء المخيمات لعقود خلت لتتسع بذلك دائرة الأصوات المنادية بالتغيير والمعبرة عن سخط ملموس على الواقع المفروض عليهم وضرورة الالتحاق بارض الوطن الام.

 

ولقد التحق مؤخرا بهذا الركب الرفيع المستوى فنانون ورسامون وشعراء من طينة الناجم علال، محمد مولود يسلم و شقيقه فاضل خليفة لطالما غردوا لقيادة البوليساريو لينقلب بدلك السحر على الساحر و أصبحت حناجرهم تغرد خارج سرب المغردين للفساد في المخيمات.

 

فهؤلاء من ابرز الفنانين الذين كانت تعول عليهم قيادة الرابوني لسنين عديدة في الرفع من وثيرة حماس الشباب الصحراوي ليكتشفوا أن قاطرتهم متجهة في المسار الخطأ ويعرجوا بها إلى السكة الصحيحة وإنتاجاتهم الفنية تعري الواقع المعاش في المخيمات والظلم المنتهج على أبناء الصحراء في غياهب اللجوء وتعنت زعماء البوليساريو وتماديهم في الظلم وغياب أي بادرة لتغيير الوضع المأساوي الذي يتكبدونه في المخيمات.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *