آخر ساعة

رياح التغيير قادمة

في خضم الحراك السياسي و الاجتماعي الذي باتت تعرفه مخيمات تندوف نتيجة انبثاق حركة شباب التغيير التي فضحت الممارسات اللاإنسانية و السياسات الاستبدادية التي تنهجها عصابة البوليساريو و رهطها في حق الصحراويين القابعين قسرا لأربعين عاما ينتظرون دولة صحراوية وهمية أضحت تتلاشى أطروحتها جراء الترامي المفضوح لمملوكي الجزائر على المساعدات الإنسانية و المتاجرة فيها حتى يتسنى لهم الاغتناء على حساب معاناة و هموم الصحراويين المستضعفين داخل اكبر سجن في العالم.

فبزوغ أولى خيوط فجر التغيير كان ورائها شباب أحرار انتفضوا على واقع ومنفى لم يختاروه في يوم من الأيام مطالبين بكسر قيود الرق و الاستعباد و إسقاط رموز الفشل و الفساد التي أذاقتهم كل أشكال التمييز و التهميش و التجويع لإخضاع و تركيع كل من نشد التغيير و العيش الكريم.

فسياسة الاحتراز و الأبواب الموصدة في وجه بعض المنظمات الحقوقية و الإكراميات المبالغ فيها لمنظمات حقوقية أخرى لتجميل واقع متدهور يعاني من أورام اجتماعية تتفاقم يوما بعد يوم، وتشخيصه على أن الصحراويين بمخيمات الموت ينعمون بمواصفات جمهورية أفلاطون الفاضلة، باتت غير ذي جدوى في ظل وصول صوت شباب التغيير إلى منابر إعلامية دولية، حيث كان بمثابة صفعة قوية لعصابة البوليساريو وأسيادها الذين أفلحوا فيما مضى في إخراس كل من انتقدهم إلى الأبد بدعوى الخيانة وتهمة العمالة للمملكة المغربية قبل أن ينبس ببنت شفة.

لكن واقع الحال أحرج من ألفوا الانتحاب أمام المجتمع الدولي لاستجداء عطفهم منصبين أنفسهم ممثلين شرعيين للصحراويين، إذ سرعان ما تناقلت قنوات إخبارية عربية و أخرى أوروبية، نبأ ظهور حركة شباب التغيير من داخل مخيمات تندوف، حيث ثارت ثائرة عصابة المراكشي متهمة كل من نشر الخبر  بخدمة أجندة استخباراتية مغربية، تضرب خبط عشواء دون إدراك منها أنها بهذا تكيل العداء لدول ألفت شعوبها التعاطف مع ترهات البوليساريو في ظل غياب من يفندها من الجانب المغربي.

فصدور ردود الأفعال هاته هو نتاج التخوف من رياح  التغيير التي أضحى زمهريرها  يحرك ستائر مكاتب قيادة الرابوني التي تحاور و تراوغ لربح وقت إضافي قد يجنبها هول و قوة زوبعة  قادمة ستلقي بهم  لا محالة إلى مزبلة التاريخ.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *