آخر ساعة | هام

تارودانت: فاطمة أشعايبي..من النضال الجمعوي إلى التنافس السياسي

هي واحدة من الوجوه الجمعوية المعروفة في مدينة تارودانت، خاصة في الوسط النسائي الذي خبرها واستفاد من خدماتها وتضحياتها منذ أزيد من عقدين من الزمان، دون أن تعبر في يوم ما عن الملل أو الكلل لكون الكلمة الطيبة، والابتسامة الصادقة، تكفيها لتستجمع قواها من جديد، وتمضي قدما في خدمة المجتمع الذي ترعرعت فيه، وأحاطها بما يلزم من القوة والتربية والتعاطف.

إنها فاطمة أشعايبي، الزوجة والأم والناشطة الجمعوية التي قررت نقل تجربتها المتراكمة في العمل الجمعوي، التي انطلقت منذ أواسط عقد الثمانينيات، إلى حقل النضال السياسي لتدخل بذلك تجربة من نوع آخر، قوامها التنافس الذي قد لا يكون دائما “شريفا”، لكن ركوب التحدي ونكران الذات، كان على الدوام عنوانا لهذه السيدة .
العارفون بمحيط نشأة السيدة أشعايبي لا يعتبرونها “دخيلة” على العمل السياسي، ولا غريبة عنه. فزوجها الذي يعتبر سندها القوي في العمل الجمعوي، هو وصيف لائحة حزب الأصالة والمعاصرة المتنافسة في الجماعة الحضرية لتارودانت برسم استحقاق 4 شتنبر ، كما أنه منغرس منذ سنين خلت في قلب العمل السياسي، وسبق له أن كان عضوا في مجلس بلدية تارودانت خلال فترة انتداب سابقة.
وعلاوة عن ذلك، فإن فاطمة أشعايبي، التي ترأس اللائحة الإضافية المتنافسة على نيل ثقة الناخبين في بلدية تارودانت، تنحدر من أسرة كان لعدد من أفرادها حضور وازن في صفوف المقاومة ضد الاستعمار، إلى جانب الانخراط في العمل السياسي خلال فترة ما بعد الاستقلال، حيث كانت تربطها علاقة قوية مع خالها الراحل عبد الحفيظ الواثر، وهو واحد من رجالات المقاومة المشهود لهم بالوطنية الصادقة على صعيد إقليم تارودانت.
ومما لاشك فيه أن التجربة الجمعوية الثرية والمتراكمة خلال سنين متتالية، ستشكل عضدا حقيقيا لفاطمة أشعايبي للمضي بعيدا في حقل العمل السياسي، وكذا للمساهمة في تدبير الشأن المحلي داخل الجماعة الحضرية إذا ما أسعفتها الظروف في الفوز بمقعد ضمن التشكيلة القادمة لمجلس بلدية تارودانت.
فالمعروف عن السيدة أشعايبي أن لها قدرة كبيرة على الحوار الهادئ، وتدبير الخلاف، والترفع عن الانفعال، وهي خصال ومزايا اكتسبتها من خلال تجاربها المختلفة في العمل الجمعوي والتي انطلقت مع انخراطها منذ الثمانينيات في المكتب المسير للنادي السينمائي بتارودانت، وتواصلت في إطار “المنتدى المغربي البلجيكي للتعاون والتنمية والتضامن” الذي جعل من بين أهدافه النهوض بالتنمية الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية في إقليم تارودانت.
وتواصلت هذه التجربة مع انخراطها في الفريق المؤسس ل”الجمعية المحمدية لحوار الثقافات وصيانة التراث الحضاري لتارودانت”، ثم رئاستها منذ سنة 2003 لجمعية “منتدى المرأة” التي تعمل على تنمية أوضاع النساء بإقليم تارودانت، من خلال أنشطة ترتكز على تنظيم قوافل التنمية نحو المناطق الجبلية النائية والمنعزلة، للاستماع إلى هموم المرأة القروية، وتقديم مختلف أشكال الدعم النفسي، والمعنوي، والطبي، والمادي، والقانوني الذي تحتاجه النساء القرويات.
ولعل هذا المسار الغني بالتجارب وبخدمة الآخر كفيل بأن يؤهل السيدة فاطمة أشعايبي لتخوض بنجاح غمار “مغامرة جديدة”، خارج النطاق التربوي والاجتماعي. لكنها بكل تأكيد ، حتى وإن كانت هذه “المغامرة” داخل الحقل السياسي الحافل بالتحالفات والتقلبات ، فإنها تصب في نهاية المطاف في خدمة المجتمع. ومن أبرز تجليات ذلك، هناك الانخراط الإيجابي للمرأة المغربية في حقل الممارسة السياسية.
تعرف هذه السيدة ، التي احترفت مهنة التعليم منذ الثمانينيات ، كيف تستثمر خبرتها في التواصل مع تلامذتها لتوظفها في التواصل مع المنخرطين والمنخرطات في حزب الأصالة والمعاصرة التي تنتسب إليه، وكذا في إقناع المقربين والمتعاطفين مع الحزب من مختلف الأعمار ليصبحوا فاعلين حقيقيين في الشأن الجماعي، سواء خلال الاجتماعات الحزبية، أو أثناء اللقاءات التواصلية مع مختلف شرائح المجتمع بمناسبة الحملة الانتخابية لاستحقاق 4 شتنبر 2015.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *