آخر ساعة

صرخة من داخل سجن غوانتانامو تيندوف

بإشراف مباشر من ”شباب التغيير”، هاجمت مجموعة من الصحراويين الغاضبين يوم الأحد الأخير سجن “الدهيبية” داخل الستالاك الكبير بمخيمات الرابوني و دلك قصد تحرير عدد من السجناء .

 

وأفادت بعض المصادر أن هدا الهجوم قوبل بوابل من الرصاص الحي تم إطلاقه اتجاه مجموعة الصحراويين مما أدى إلى سقوط عدة ضحايا الذين كانوا يحاولون يائسين تخليص أبنائهم وذويهم من أحد سجون البوليساريو التي تذكرنا بسجون العصور الوسطى، حيث الأوبئة والأوساخ والقاذورات، إذ يضطر السجين إلى اقتسام الغذاء الوحيد الذي يقدم إليه وهو عبارة عن قطعة خبز حافي مع قطعان الجرذان الكبيرة ، ليتقي هجوماتها ووحشيتها ناهيك عن مئات العقارب والأفاعي السامة التي تجعل من هذا القبو السيئ الذكر جحرا وملاذا لها.

 

و للذكر يواجه عدد كبير من الشباب، الذين لم يستطيعوا الفرار من هذا الجحيم ، تفاصيل الواقع اليومي المر الذي يخيم على هذه المخيمات، فبالإضافة إلى الحصار والتهميش وتقييد التحرك، وديكتاتورية قيادة جبهة البوليساريو، يرتمي عدد من الشباب في أحضان الضياع والمخدرات والتطرف واليأس، ورغم المناورات الإعلامية للقيادة المتحكمة في رقاب الصحراويين من ساكنة المخيمات إلا أن هؤلاء الشباب مقتنعون أن الأفق مسدود وانهم هالكون لامحالة اذا بقوا داخل هدا السجن الكبير.

 

ففي الوقت الذي تتفشى فيه مظاهر الفساد في تدبير توزيع المواد التموينية ومنح تراخيص التحرك، تبقى الحلول قليلة بالنسبة للشباب للخروج من نفق البطالة والفقر والجهل واليأس.

 

كما أنه في الوقت الذي تتاجر فيه قيادة جبهة البوليساريو بمعاناة الصحراويين في المخيمات، عبر تحويل مداخيل المساعدات الإنسانية إلى حساباتها ببنوك اسبانيا وأمريكا اللاتينية، وبيع المواد الغذائية الموجهة للصحراويين في أسواق مالي وموريتانيا والجزائر، يضطر بعض الشباب إلى امتهان مهن صعبة وشاقة، إذ من أجل المساعدة على التغلب على شظف العيش وصعوبة الحياة وقسوتها بربوع تندوف، انخرط عدد من الشباب في مهن مهينة التي تتم ممارستها في ظروف قاسية جدا، وذلك للحصول على بضعة دنانير لاتسمن ولاتغني من جوع.

 

ويطلق شباب المخيمات على مهنة صناعة الآجور والطين تسمية” سوناتراب” وهي تسمية ساخرة جاءت على وزن”سوناطراك” شركة المحروقات الجزائرية التي تعيش هده الأيام أحلك أيامها مع تقهقر اثمنة المحروقات في السوق العالمية، وهي تسمية تحيل إلى السخرية السوداء من الأوضاع المعيشية الصعبة بالمخيمات، وتعتبر صناعة الآجور من المهن الصعبة في ظل الظروف المناخية القاسية التي تعرفها المخيمات، حيث يصبح جلب الماء والطين وتحويله إلى آجور عملية أشبه بالأشغال الشاقة، إلا أنها من المهن القليلة المتوفرة بالمخيمات.

 

كما تعتبر مظاهر اشتغال الشباب في صنع الآجور إدانة لقيادة البوليساريو على استمرار الاحتجاز بتندوف، واستخفاف ذات القيادة بمصائر الصحراويين بالمخيمات، كما تعبر مشاهد الحرمان وتفشي البطالة عن البون الشاسع بين معاناة شرائح واسعة من الشباب وبين العيش الرغيد الذي تعيشه عصابة البوليساريو في بعض العواصم الدولية.

 

هده الحقيقة بدأت ساكنة المخيمات تعي بها خاصة بعد التطورالسريع الذى تعرفه وسائل الاعلام، و ذلك رغم المحاولات اليائسة التي تقوم بها الطغمة المتحكمة لفرض سياسة التعتيم و طمس الحقيقة ومنها حقيقة أبناء الصحراويين داخل سجن “الدهيبية” وغيره من سجون الستالاك الكبير.

 

فآلاف الشباب الصحراويين المحتجزين رغما عنهم في سجون البوليساريو واعون و يعرفون واقعهم المفروض وواقع اخوانهم ابناء جلدتهم في الاقاليم الجنوبية المغربية حيث الرخاء و النماء و حيث فرص الشغل متوفرة للجميع و حيث الكرامة و الحرية.

 

لم تعد القيادة المتنفذة للبوليساريو الجاثمة على أنفسهم بمخيمات تندوف تستطيع أن تكذب على آلاف الشباب المسجونين ضدا عن رغبتهم و تصور ابناء جلدتهم الصحراويين في العيون و السمارة و بوجدور و الداخلة، كذبا و بهتانا، بالمقهورين و بالمغلوبين على أمرهم فهاهي صور النماء و الرخاء و العيش الرغيد تطل عليهم صباح مساء من خلال القنوات المغربية و الدولية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *