آخر ساعة | هام

القبيلة والتبعية والخنوع لصناعة النخب بجبهة البوليساريو

عندما يقترب موعد المؤتمرات الخاصة بجبهة البوليساريو تتحرك جهات مقربة من متنفذي قيادة الجبهة لصناعة أسماء على مقاسها، وتطويق طموحات نخب أخرى لا تسايرها في نفس الإيقاع، وتنطلق حملة صناعة الأتباع من داخل النسيج القبلي بمخيمات تندوف، في هذا الصدد تناولت مصادر مطلعة من داخل المخيمات تسابق كائنات « جبهوية » هاته الأيام في محاولة للملمة الشتات العائلي والقبلي الموزع في ربوع المخيمات لتكوين قواعد كتل للظفر ببعض المناصب والمكاسب، يحدث هذا تارة في الولائم و تارة أخرى في مناسبات عائلية، وأضافت ذات المصادر أن الاستعدادات للمؤتمر القادم للجبهة تحكمه التبعيات والاصطفافات القبلية وليس شيئا آخر.

 

وبمثل هذه السلوكيات التي تنخرط فيها بكل قوة قيادة الجبهة فإن القبيلة تصبح بديلا عن المؤسسات، ويصبح الانتماء القبلي والتفاخر بين القبائل العنوان الأبرز للحياة العامة بالمخيمات، ما سيدفع كيان البوليساريو إلى التفكك والتشرذم تضيف هذه المصادر.

 

وفي ذات السياق فإن تفشي داء القبلية تحول إلى ظاهرة خطيرة تئن تحت وطأتها فئات عريضة من صحراويي المخيمات، حيث أدى التعصب القبلي إلى تشجيع اللاعقاب واستشراء المحسوبية والزبونية، كما أن الظاهرة ذاتها أصبح يعيشها بحدة ما يسمى ببرلمان البوليساريو فقد وصف عدد من الصحراويين الأمر ب « تغلغل بعبع القبلية داخل جهاز البرلمان » مؤكدين أن الاصطفاف القبلي الذي تحالف مع لوبيات الفساد داخل الجهاز المذكور قد أجهز على حقوق ساكنة تندوف من خلال طمس معالم عدد من الجرائم، من خلال التستر على فضائح وتجاوزات قلة قليلة من المتورطين المقربين من القيادة المتنفذة، مضيفين أن ما يسمى بالكتل البرلمانية تحولت إلى كتل قبلية تحركها حمية العصبية لحماية أقارب قيادة البوليساريو من المساءلة.

 

ولازالت ساكنة المخيمات يتذكرون في هذا السياق طمس معالم فضائح الاختلاسات التي تورط فيها عدد من الموظفين والعسكريين المقربين من محمد عبد العزيز ومن زوجته السيدة الأولى بالرابوني، حيث أبانت أن داء القبلية يتجاوز أي منطق آخر، وقال المتحدثون أن ما يسمى بالبرلمان قد تحول إلى حلبة صراع بين كتل قبلية متصارعة، انتصارا للمنطق القبلي القائل‫: ‫”أنا و ولد عمي على البراني”‫.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *