آخر ساعة

“البوليساريو” تعود لأحلامها الوهمية مجددا

لقد ألفنا مند عقود أن تلجا ”البوليساريو” إلى التنديد والصراخ بالمؤامرة وتلوح بحمل السلاح، كلما تأجج الوضع وأحست بانفلات قبضتهاالفولادية على محتجزي مخيمات الحمادة، حيث دأبت العصابة المتنفدة في استراتيجية الهروب الي الامام وتحويل الانظار عن الواقع البئيس في المخيمات ، و تنامي حركات الاحتجاج، ان تعلق كل انتكاساتها وفضائحها على انحياز الدول و الهيات للموقف المغربي في محاولة لتزوير الحقائق واستبلاد واستغباء كل المتتبعين للملف.

 

فاذا كانت عصابة الرابوني قد أفلحت خلال سنين مضت ان تحجب حقيقة الامر بالتعتيم الإعلامي على سجن الستالاك الكبير، وتكميم الأفواه، فان صوت المحتجزين الرافض قد بدا بفضل التقنيات الحديثة يصل إلى الخارج وكشف المستور ومذا معاناة هؤلاء الذين اصبحت لاءاتهم للقمع ،للاهانة للتمييز تدوي في آذان المتنفعين بمعاناتهم، عبر الكثير من وسائل الاعلام والتواصل فطفت على السطح فضائح هؤلاء المستغلين طيلة اربعة عقود، لسداجة البعض وطمع البعض، وحلم البعض الآخر بشعارات فارغة زائفة ، واسطوانات مشروخة لم يعد لها وقع سوى على آذان الواهمين.

 

فبعد سحب العديد من الدول اعترافها لأن العالم اكتشف عدم شرعية هذه الحركة و زيف أطروحتها، وأنها مجرد مجموعة مرتزقة تعمل تحت المظلة الجزائرية، بالإضافة إلى كشف المنتظم الدولي للخروقات التي يرتكبونها في مجال حقوق الإنسان حيث تعتبر مخيمات تندوف سجنا كبيرا ، والصور التي تطالعنا على شاشات القنوات التلفزية تؤكد ذلك، كما أن المنظمات الإنسانية وشهود العيان العائدون إلى المغرب هم كذلك يؤكدون ذلك حيث تحولت المخيمات إلى أوكار للدعارة وسجون للتعذيب والاحتجاز.

فبعدما أظهر الزمن مجموعة من الحقائق رجحت كفة المملكة المغربية و بعدما أحرجت المملكة جبهة البوليساريو وعرابتها الجزائر في مجموعة من الملفات المتعلقة بالقضية، وخصوصا الملف الحقوقي  الذي يعد  بمثابة رصاصة الرحمة في مقتل الانفصاليين لما أسفرت عليه التطورات الأخيرة بالمخيمات، لم يجد ديكتاتوري ”الرابوني” سبيلا لتحويل الأنظار عن يأسهم من فشل كل محاولات الضغط على   المنتظم الدولي بشان قضية الصحراء، غير التهديد بالخيار العسكري، كأسلوب غبي لحشد ما تبقى من همم في صفوف بعض الواهمين ، الغرض الحقيقي منها تعطيل حل الملف وبالتالي مواصلة الاسترزاق وتكديس الثروات في البنوك الاجنبية على حساب معاناة وبؤس المحتجزين بالمخيمات .

 

وحتى يظهروا أنهم متشبثون حتى الموت بالاستقلال،خاصة امام الراي العام في المخيمات لمن لازالت الغشاوة على عينه، اما الراي الدولي فقد وعى لحقيقة هؤلاء المحتالين المرتزقة، يستعرضون من حين لآخر “قدراتهم العسكرية” والتي لاتعدو ان تكون قدرات العصابات وكيانات خارجة عن القانون والشرعية ، في مناطق يعتبرونها محررة، والتي لا يمكن ان تستفز دولة كالمغرب لها وزنها التاريخي والجغرافي والسياسي بين كبريات الدول، والتى لا يمكن في أي حال من الاحوال ان تحرك في نفوس المغاربة شيء، نظرا لاجماعهم وايمانهم   بشرعية قضية الوحدة الوطنية.

 

إن “البوليساريو” وعرابتها الجزائر بعدما خسرت جل أوراقها في الفضائح التي تبت تورطها الكبير فيها، تفكر في عمل ”بطولي” كورقة أخيرة، وهذا طبيعي بالنسبة لسيكولوجيا المهزوم أو الخنزير البري الجريح حيث يصبح الانتحار لديه وسيلة أخيرة للهجوم، وهي أرحم من الموت دون إلحاق خسائر بالعدو وهذا ما تسعى إليه جبهة البوليساريو لكن ليس بتقديم أرواحها هي، بل بتقديم أرواح الأطفال المجندين في الجيش، ممن لم يبتسم لهم الحظ و لم يكونوا من أبناء القادة، الذين يستمتعون بأموال المساعدات الدولية، و يحظون بتكوين علمي راقي بالخارج، وبعيشة الرخاء في أجمل مناطق العالم .بل هم من أبناء المحتجزين البؤساء أكباش الفداء، تغتصب طفولتهم وتسلب عقولهم، حتى يظنوا أنفسهم أبطالا ستخلدهم ”القضية” إن قتلوا في حرب ضد المغرب.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *