متابعات

البوليساريو وحمل السلاح … زوبعة بلا غبار

عادت جبهة “البوليساريو” إلى تكرار أسطوانتها المشروخة بالتهديد و بالعودة إلى حمل السلاح ضد المغرب.

وكما هي عادتها، فقد أصاب جبهة البوليساريو السعار حينما أكد الملك محمد السادس أن الصحراء ستبقى مغربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها،”، مؤكدا أن مبادرة الحكم الذاتي هي أقصى ما يمكن أن يقدمه المغرب لحل هذا النزاع،لان معظم الصحراويين هناك يتطلعون إلى معانقة الحياة الكريمة وهذا يؤكده ما تم الإعلان عنه مؤخرا من خلال بروز ثورة جديدة في المخيمات يقودها شباب التغييرضد القيادة المهترئة التي يتهمها الشباب بالفساد والمتاجرة في معاناة محتجزي المخيمات.

       لم يتطرق التقرير الذي أعدته أمريكا، حول الدول التي تعرف صراعات تستدعي اهتمام المنتظم الدولي، خلال سنة 2015، إلى الصراع حول الصحراء بين المملكة المغربية و جبهة “البوليساريو”، معتبرا المنطقة من بين مناطق العالم الآمنة، حيث إن هناك مناطق تعيش احتقانات متفاوتة عبر مختلف دول العالم، من بينها 10 دول إفريقية وهي: ” ليبيريا، مالي، نيجيريا، أفريقيا الوسطى، الكونغو، السودان، جنوب السودان، الصومال، مصر و ليبيا

        ويأتي هذا التقرير، عقب التهديدات التي أطلقتها جبهة البوليساريو، بخصوص عودتها إلى حمل السلاح ضد المغرب، في محاولة منها إلى ممارسة الضغط على المنتظم الدولي، آملة أن يضغط بدوره على المغرب لصالحها، وقد أعلن عدد من القياديين في جبهة “البوليساريو”، عبر تصريحات في العديد من المناسبات، عن عزم الجبهة خوض حرب ضد المغرب و العودة إلى حمل السلاح في حالة ما لم تضغط أمريكا من أجل انفصال الصحراء عن المغرب. ومن التصريحات التي تبعث على الشفقة ما صرح به ما يسمى ”بالوزير الأول للبوليساريو الطالب عمر” لجريدة “بوبليكو” الاسبانية بعيد إصدار مجلس الأمن لتقريره حول الصحراء، وهو التقرير الذي اعتبره المحللون انتصارا ديبلوماسيا للمغرب، إذ قال إنه لا يستبعد اللجوء إلى حمل السلاح، مضيفا كما هي عادته أنه أمر وارد وغير مستبعد.

         ويمكن اعتبار التقرير الأمريكي المذكور، من بين الدلائل التي تفند إدعاءات البوليساريو بخصوص قدرتها على حمل السلاح ضد الجيش المغربي، حيث أن إصدار أمريكا لتقرير استثنى الصحراء من المناطق التي تعيش على وقع الاحتقان، يوحي بفطنة المنتظم الدولي لخرجات قادة البوليساريو، و اعتبارها جعجعة بدون طحين، خصوصا وأن الجزائر التي تعتبر طرفا في هذا النزاع، لا يمكنها فتح جبهات معادية في ظل الأزمة الخانقة التي تعيشها على جميع الأصعدة مند شهور.

       وعلى ضوء هذه المعطيات يتجلى بوضوح أن القيادة الفاشلة أصبحت محاصرة داخليا وخارجيا، كما أن تهم الفساد والزبونية والاتجار بمعاناة لاجئي مخيمات تندوف أصبحت تطوقها من كل جانب، وهذا ما دفع بأحد المتتبعين إلى القول بأن شعار حمل السلاح لا يعدو ان يكون محاولة للهروب إلى الأمام وربح بعض الوقت،ليس إلا.

         أمام الاحتقان الاجتماعي والسياسي غير المسبوق الذي تعرفه المخيمات ، و توالي صرخات الاستغاثة التي بدأت ترتفع أكثر فأكثر، بالإضافة إلى بوادر الحركات التمردية التي يقودها شباب التغيير بالمخيمات لم تجد القيادة المتنفذة بالجبهة سوى الهروب إلى الأمام والتلويح بشعار حمل السلاح ضد المغرب في محاولة يائسة الى تصدير ازمتها وتحويل الأنظار عما تعرفه من مشاكل وأزمات ظنا منها أنها ستتمكن من احتواء الوضع المنفلت من جديد وكبح جماح الشباب التواق إلى التحرر ومعانقة أبناء جلدته الذين يعيشون الحرية والاطمئنان وبحبوحة العيش على بعد عشرات الكيلومترات من سجن ”الستالاك الكبير” .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *