آخر ساعة

مخيمات البوليساريو بتندوف .. جرائم الفساد والاختلاس

مقال رأي:

كشف “الإتحاد الأوروبي” مؤخرا عن ملف فساد واختلاس، تورطت فيه الجزائر وقيادة “البوليساريو”، تجلى في المتاجرة والعبث لسنوات طويلة، بالمساعدات الإنسانية الموجهة من طرف “الأمم المتحدة” إلى الصحراويين المحتجزين بمخيمات “تندوف”، والتي كان الهدف منها التخفيف من آلام الصحراويين القابعين في مخيمات الذل والعار دون أدنى شروط الحياة الكريمة، لكن “الجزائر” و”البوليساريو” قامتا بالتلاعب بتلك المساعدات والمتاجرة بها، تاركين المحتجزين في القهر والعذاب من نقص الزاد والمؤونة، غير آبهين بخطورة جرمهم في حق فقراء وضعفاء لا ذنب لهم سوى المطالبة بالانعتاق ومعانقة الأهل و الأحباب في الأقاليم الجنوبية بالمملكة المغربية.

 

لم يكتف “النظام الجزائري” وربيبته عصابة الرابوني بما اقترفوا في حق الصحراويين من قتل بطيء، بعدم تمكينهم من حرية مغادرة قرى الاحتجاز وحرمانهم من أبسط ظروف الحياة البسيطة، وتعريضهم للجوع والجهل وجميع أساليب القمع والتهميش، بل حرمانهم حتى من المساعدات الدولية من الأغذية والملابس والأدوية، ليتم التلاعب بها في ميناء “وهران”، ويوجه استغلالها لبيعها لحساب مافيا الشريكتين، في الأسواق الجزائرية والموريتانية والمالية.

وهذا جرم إنساني، أو بتعبير أدق، هي خيانة للأمانة التي ألح الله تعالى ورسوله في الأمر بتأديتها والنهي عن خيانتها، مصداقا لقوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون”، وقوله عليه الصلاة والسلام” لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له”.

والأمانة تشمل كل ما يحمله الإنسان من أمر دينه ودنياه قولا وفعلاً، وهي أداء الحقوق، والمحافظة عليها، فالمسلم يعطي كل ذي حق حقه؛ يؤدي حق الله في العبادة، ويحفظ جوارحه عن الحرام، ويؤدي ما عليه تجاه الخلق، فبذلك اعتبرت خلق جليل من أخلاق الإسلام، وأساس من أسسه، فهي فريضة عظيمة حملها الإنسان، بينما أشفقت السماوات والأرض والجبال من حملها لعظم ثقلها، خاصة عندما يتعلق الأمر بحقوق العباد، فلذلك أعطى عليه الصلاة والسلام دروسا في رعاية الأمانات، ولكن أين الجزائر والبوليساريو من كل هذا، فليس لديهم لا وازع ديني ولا وازع أخلاقي.

هي إذا درس وعبرة لمن يعتبر، لا سيما بعد الجريمة الإنسانية الشنعاء التي ارتكبتها “الجزائر وقيادة دميتها “البوليساريو”، التي خانت الأمانة الموكلة إليها تحت إشراف “الإتحاد الأوروبي“ الذي يعمل على تدبير الصراعات الجيوسياسية بين الدول، ومد اللاجئين والمحتجزين بالمساعدات بكل أنواعها وبكل ما يحتاجونه من مستلزمات الحياة، لكن هناك من استغل مأساة المحتجزين داخل ”الستالاك الكبير” ليكدس الأموال بالأرصدة السرية باسبانيا وأمريكا اللاتينية على حساب جوع وفقر وعرى الضعفاء والمقهورين، فما بالك إن تعلق الأمر بدولة كالجزائر، وما بالك إن كانت ترتكب جرمها بالتنسيق مع قيادة “البوليساريو”، وكيف لا وهم لا هم لهم إلا نهب الأمانات والرقص على جراح المسحوقين الصحراويين، الذين لا حول لهم ولا قوة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *