متابعات | هام

ارتباك .. البوليساريو تتقمص دور المحامي عن الجزائر

حاولت جبهة البوليساريو أن تتقمص دور المحامي عن حاضنتها الجزائر، على إثر ما جاء في خطاب المسيرة الخضراء الذي ألقاه الملك محمد السادس بالعيون، وجاء بلاغ الجبهة محملا بعبارات الثناء على الراعي الرسمي، من قبيل «أن صحراويي مخيمات تندوف احتضنتهم الجزائر على أراضيها وساهمت في التخفيف من معاناتهم».

ويتبين من خلال ذات البلاغ أن زيارة الملك للعيون وخطاب المسيرة التاريخي خلق ارتباكا كبيرا لدى القيادة المتنفذة للبوليساريو خصوصا عندما قال الملك: «إن ساكنة تندوف بالجزائر، ما تزال تقاسي من الفقر واليأس والحرمان، وتعاني من الخرق المنهجي لحقوقها الأساسية، وهو ما يجعل التساؤل مشروعا: أين ذهبت مئات الملايين من الأورو التي تقدم كمساعدات إنسانية والتي تتجاوز 60 مليون أورو سنويا، دون احتساب الملايير المخصصة للتسلح ولدعم الآلة الدعائية والقمعية للانفصاليين.

وكيف يمكن تفسير الغنى الفاحش لزعماء الانفصال الذين يملكون العقارات ويتوفرون على حسابات وأرصدة بنكية بأوروبا وأمريكا اللاتينية؟ ولماذا لم تقم الجزائر بأي شيء من أجل تحسين أوضاع سكان تندوف الذين لا يتجاوز عددهم 40 ألفا على أقصى تقدير، أي حي متوسط بالجزائر العاصمة، وهو ما يعني أنها لم تستطع أو لا تريد أن توفر لهم طيلة أربعين سنة حوالي 6000 سكن، يصون كرامتهم بمعدل 150 وحدة سكنية سنويا».

ويأتي كلام الملك محمد السادس عن معاناة ساكنة المخيمات بعد أن أظهرت الفيضانات الأخيرة التي شهدتها مخيمات تندوف حجم الفقر والهشاشة بالمخيمات، في ظل واقع يسجل البون الكبير بين قيادة تعيش الرفاهية وسواد أعظم من صحراويي المخيمات الذين تغيب عن حياتهم أبسط شروط العيش الكريم.

ولعل ما دفع أيضا بالبوليساريو إلى الإمعان في تقمص دور المحامي عن الجزائر هي الحقائق التي أوردها الخطاب الملكي حين تطرق إلى ممارسات الجزائر العدائية واستغلال صحراويي المخيمات في صراعها مع المغرب إذ قال الملك: «ولماذا تقبل الجزائر التي صرفت الملايير في حربها العسكرية والدبلوماسية ضد المغرب بترك ساكنة تندوف في هذه الوضعية المأساوية واللاإنسانية.

إن التاريخ سيحكم على الذين جعلوا من أبناء الصحراء الأحرار الكرام متسولين للمساعدات الانسانية، كما سيسجل عنهم أنهم استغلوا مأساة مجموعة من نساء وأطفال الصحراء وحولوهم إلى غنيمة حرب، ورصيد للاتجار اللامشروع ووسيلة للصراع الدبلوماسي ».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *