متابعات | هام

بيرو من اسبانيا: الثقافة تشكل عنصر استقرار للشباب المنحدر من الهجرة

قال الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، أنيس بيرو، الخميس بمدريد، إن الهجرات المغربية الإسبانية كانت دوما عاملا هاما في نمو وازدهار البلدين، ويستفيد منها المهاجرون أنفسهم.

وأوضح بيرو في افتتاح المنتدى الأول المغربي الإسباني حول الهجرة والاندماج أنه “لا يمكن إدارة هذا المعطى دون تعاون إيجابي وفعال يعي قضايا جدلية الهجرة والتنمية، ويقوم على تدابير عملية لتوجيه دينامية الهجرة نحو أهداف إنمائية للتعاون الثنائي”.

وبعد أن ذكر بوجود نحو مليون مغربي حاليا بإسبانيا، أبرز الوزير أن الجيل الأول ساهم بقوة في التنمية الاقتصادية لإسبانيا، كما أن الأجيال الصاعدة برزت بفضل مواهبها ومهاراتها وخبراتها في جميع المجالات، وأضحت فاعلا حقيقيا في إثراء واستدامة علاقات الصداقة بين البلدين.

وأشار بيرو إلى أن الثقافة تشكل عنصر استقرار بالنسبة للشباب المنحدر من الهجرة، مبرزا أن عمل الحكومة، في هذا الباب، موجه أساسا لتكثيف وتنويع العرض الثقافي الذي يستهدف مغاربة الخارج، والدعوة في الوقت نفسه لاندماجهم في بلدان الإقامة وتقوية تمسكهم بهويتهم الأصلية.

وشدد على أن مسألة الهجرة وتدبير تدفقاتها باتت تطرح نفسها بقوة اليوم، وأن أفضل مثال على ذلك هو القمة التي عقدت مؤخرا بمالطا، مشيدا، في هذا السياق، بتقديم نموذج التعاون المغربي الإسباني في هذا المجال كنموذج ناجح للتعاون شمال جنوب يمكن الاقتداء به، قوامه التضامن الفعال والثقة المتبادلة.

وخلص الوزير إلى أن “التنسيق بين البلدين مكن من تحقيق أهداف ونتائج ملموسة في عدد من المجالات”، مشددا على أن التدبير الملموس والمتحكم فيه لحركات الهجرة، في إطار مقاربة شاملة ومندمجة، وحده “سيمكننا من الرد على الانشغالات والتوترات التي تثار داخل فضائنا المتوسطي، شمالا وجنوبا”.

من جهته، أشاد سفير جلالة الملك بإسبانيا، محمد فاضل بنيعيش، بالتعاون الممتاز القائم بين المغرب وإسبانيا، خاصة في مجال الهجرة، الذي يشكل “نموذجا للتعاون الثنائي والإقليمي”.

وأشار إلى أن هذا التعاون الثنائي القوي في مجال الهجرة بدأ في إطار مسلسل الرباط الذي أطلق سنة 2006، مبرزا أن هذه الآلية حددت مبكرا إطارا لتعاون “نموذجي” بين بلدان القارتين الإفريقية والأوروبية.

وقال السيد بنيعيش إنه واثق من أن هذا المنتدى المغربي الإسباني الأول حول الهجرة والاندماج سيشكل إطارا جديدا للتعاون والعمل المشترك بين البلدين لمعالجة مختلف جوانب الهجرة المغربية بإسبانيا، والإسبانية في المغرب.

وخلص سفير المغرب بمدريد إلى القول بأنه “يتعين علينا أن نكون فخورين بالتنظيم المشترك لهذه الندوة في سياق إقليمي خاص جدا يستوقفنا جميعا حول أهمية قضية الهجرة، بعد الوصول المكثف للاجئين إلى القارة الأوروبية”.

ويتميز هذا المنتدى، الذي ينظم بمبادرة من الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة والكتابة العامة الإسبانية في الهجرة على مدى يومين، بمشاركة ثلة من المسؤولين والكفاءات والباحثين المغاربة والإسبان المهتمين بقضايا الهجرة.

كما يشهد هذا اللقاء، الذي تميز حفله الافتتاحي بتدخل الكاتبة العامة الإسبانية في الهجرة، مارينا ديل كورال تليز، حضور القناصل العامون للمملكة المعتمدين بإسبانيا.

ويتضمن برنامج هذه الندوة موائد مستديرة حول “وضع المغاربة المقيمين في إسبانيا ومساهمتهم في المبادلات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية”، و”المقاربات الجديدة في مجال سياسات الهجرة: الهجرة كمحرك للتنمية”، و”دور المجتمع المدني”.

كما سيناقش هذا اللقاء موضوع “التعاون المغربي الإسباني .. الوضع القائم والآفاق”، من خلال التعاون الثنائي في مجال إدارة الجاليات وشؤون الهجرة، و”السياسة الجديدة للهجرة واللجوء بالمغرب”، و”المقاربة الجديدة لسياسة الهجرة بإسبانيا ومساهمتها في النمو والتكامل الاقتصادي”.

وسيشكل المنتدى، كذلك، مناسبة لاستعراض التجارب الناجحة للمهارات والكفاءات المغربية المستقرة بإسبانيا، وكذا مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني الإسباني التي تعنى بإدماج المهاجرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *