آخر ساعة

عندما تأكل ‘’الثروة’’ أبناءها

بعد أن اشتد عليها الخناق بعد نضوب المساعدات الدولية التي كانت تغدق عليها من كل حدب و صوب من عدد من الدول المانحة التي كانت على غفلة مما يدور في كواليس استغلال تلك المساعدات لتقوية الارصدة البنكية لقياديي البوليساريو ومن غير رقابة و لا تتبع و التي تم فضح التلاعبات و السرقات الممنهجة لها فيما بعد بواسطة تقارير دولية لمؤسسات أوروبية وجدت ”القيادة” نفسها في مأزق حقيقي لندرة تلك المساعدات التي اوشكت عن الانقطاع كليا مما سيسبب ضررا لجيوب ناهبيها وكدلك لحساباتها وارصدتها في الابناك العالمية.

ولم يطل التفكير بجماعة الرابوني حتى اهتدت الى اقرب و اقصر الطرق و هي ترى أمام أعينها أكوام المنح الجامعية التي وهبت من طرف بعض الدول لطلبة مخيمات تندوف الدين يتابعون دراستهم في أوروبا وامريكا اللاتينية والتي عادة ما تصدرها منظمات و جمعيات دعم ما يسمى “بالشعب الصحراوي”. فلم يتردد قياديو ومسوؤلو الجبهة لانقضاض و السطو عليها وخاصة في هده الظروف العصيبة التي تمر منها قضية محتجزي مخيمات تندوف نظرا لشح المساعدات و التمويل الاجنبي وجاء ذلك بعدما طرح جلالة الملك الحكم الداتي كحل نهائي لهدا المشكل المفتعل والدي لقي ترحيبا دوليا من طرف جميع المعنيين بهده القضية وخاصة من طرف مجلس الامن.

في الآونة الأخيرة كشفت بعض المنابر الإعلامية تفاصيل فضيحة جديدة وتحدثت عن السطو على منح مؤسسة خارجية تدعى “روزا لوكسمبورغ” الالمانية والتابعة لحزب اليسار الالماني التي تعتبر من المؤسسات التي تقدم مساعدات مالية وسياسية لما يسمى (الشعب الصحراوي) مفادها أن السفير السابق لجبهة البوليساريو في هدا البلد والذي يعمل حاليا ببلجيكا بنفس المنصب قد تورط في سرقات منح دراسية كانت منحتها تلك المؤسسة الالمانية لطلبة ينحدرون من مخيمات تندوف قصد متابعة دراستهم الجامعية بالمانيا، الا ان ”سعادة السفير” لم يحترم علاقاته الدبلوماسية او منصبه الوظيفي بل داس على جميع القوانين والاخلاقيات ليحرم شباب تندوف من تلك المنح.

أليست هده حسنة أخرى تنضاف إلى سجل قيادة البوليساريو المليء بالحسنات من العيار الثقيل كسرقة وتحويل المواد الغدائية التي يقدمها الاتحاد الاوربي والاغتناء بها لفائدة افراد عائلتهم ودويهم، ولعل هدا يعبر عن مدى الاستهتار والاهمال الممارس في حق سكان المخيمات من خلال ابنائهم، وحرمانهم من حقوقهم التي منحت لهم كتشجيع من طرف بعض الدول الاوربية، فهدا الموضوع قد اندلعت شرارته مؤخرا بين شباب مخيمات تندوف الدين استنكروا هده التصرفات الصادرة من كبار مسؤوليهم الدين يرجى منهم ايجاد الحلول الناجعة لمشاكل الساكنة عوض استغلال بعض الامتيازات التي تعطى لهم من قبل الدول المانحة.

إن قادة الجبهة هي مجموعة من الفاسدين والقمعيين الدين يفرضون ديكتاتورية رهيبة على الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف والدين يواجهون ظروف معيشية لا إنسانية وقد طالب السكان مرات عديدة بإطلاق سراحهم ورفع الظلم عليهم المتسلط عليهم وكثيرا ما يكون هؤلاء القادة مدعمون بجهاز الأمن العسكري الجزائري و يقومون بحملات شرسة لقمع كل من رفع صوته بالتنديد بالظلم والقهر كما أن مصادر استخبراتية اوروبية و عربية تؤكد باستمرار بوجود علاقات وروابط بين الجبهة وتحركات الإرهابية تتعلق بالتهريب وسرقات في البشر والأسلحة.

إن حالة غليان غير مسبوق يسود حاليا داخل فئة من الشباب ضاق صدرها واصبحت تعلن كل الفضائح المرتكبة خصوصا تحويل منح الطلبة مما سيزيد الوضعية تأزما داخل مخيمات تندوف .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *