آخر ساعة

اتفاق الصخيرات يحمل رسائل قوية لليبيا ولمنطقة المغرب العربي

اعتبر عمر صبحي رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، أن توقيع الاتفاق السياسي بين الفرقاء الليبيين أول أمس بالصخيرات، برعاية الأمم المتحدة، يمثل مبادرة دالة تحمل رسائل قوية لليبيا ولمنطقة المغرب العربي وكذا للمنتظم الدولي.

وأكد عمر صبحي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بالمناسبة، أن هذا الاتفاق السياسي يهم بداية بلدا وهي ليبيا التي تتجه نحو تعزيز وتقوية الأمن والسلام ووحدة أراضيها كما أنه يلزم الأطراف الموقعة برعاية الأمم المتحدة لوضع حد للأزمة التي تعيشها البلاد منذ ثلاث سنوات خلت، مشيرا إلى ان هذا الاتفاق السياسي يفتح آفاقا واعدة لإقامة دولة الحق والقانون لفائدة الشعب الليبي حتى يتمكن في النهاية من إيجاد المكانة التي يستحقها ضمن بلدان وشعوب المنتظم الدولي .

وتحدث رئيس جامعة فاس عن امتدادات وتأثيرات هذا الاتفاق السياسي على منطقة المغرب العربي على اعتبار أن الأمن والاستقرار في ليبيا ” من شأنه أن يساهم بشكل كبير في فتح آفاق واعدة لبناء المغرب العربي ويمكن بالتالي من وضع أرضية ملائمة للتنمية المندمجة بمشاركة كل من المغرب وتونس وموريتانيا على أمل أن تنخرط بدورها الجزائر التي يجب عليها بداية أن تقطع مع الأوهام والأفعال المسيئة في هذا المجهود” .

وأكد عمر صبحي أن من بين الرهانات الكبرى للاتفاق السياسي بالصخيرات ” محاربة مختلف التهديدات والأخطار التي يمثلها مناصرو ومدعمو التطرف الديني والإرهاب وتجارة السلاح وشبكات الهجرة السرية التي غالبا ما تجد غايتها في المناطق التي تشهد نزاعات وتمزقات وتفتت سلطة الدولة كما حصل خلال السنوات الأخيرة بليبيا ” .

وأشار رئيس جامعة فاس إلى ” تواجد مجموعة من الجماعات المتطرفة بمختلف دول المنطقة ومن بينها الانفصاليون الذين تمكنوا من ربط علاقات واتصالات مع الشبكات الإرهابية الدولية “، مضيفا أن من شأن مثل هذا الوضع ” أن يسهم في تهديد استقرار وأمن المنطقة ” .

وسجل أن اتفاق الصخيرات ” يشكل مرحلة مهمة وحيوية في مسار القضاء على هذا المد ومحاربة الإرهاب “، مؤكدا أن ليبيا مدعوة إلى الالتحاق بمختلف الدول الملتزمة في مسلسل التعاون والشراكة في المجالات الاقتصادية والأمنية ومحاربة الإرهاب ” حتى تسهم من جانبها وضمن بلدان المنطقة في تكريس الأمن والسلام والاستقرار والتبادل والتنمية وتحقيق الرفاه لمختلف شعوب المنطقة ” .

وبخصوص الدور الذي اضطلع به المغرب كفاعل وداعم لجهود تحقيق السلم والأمن والاستقرار بليبيا، بعد استضافته لعدد كبير من جولات المفاوضات بين الفرقاء الليبيين، أكد رئيس جامعة فاس أن هذا الدور تعزز أكثر من خلال التوقيع على هذا الاتفاق السياسي “وذلك بشهادة الرسالة التي بعثها بان كي مون الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس وإلى الحكومة المغربية ” .

وأضاف ان المملكة المغربية برهنت مرة أخرى على حكمتها وتبصرها وبعد نظرها وكذا على تضامنها الدولي “والذي ميز على الدوام مبادراتها وعملها الدبلوماسي الذي يرتكز بالأساس على مبدأ إقامة علاقات جيدة مع مختلف البلدان والدول سواء بالشمال او بالجنوب “، مذكرا في هدا الصدد بأن المغرب ” عمل دائما على تشجيع التقارب بين الأطراف المتصارعة في مختلف النزاعات والأزمات اعتمادا على مبادئ المفاوضات واحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية وكذا احترام مبادئ وأسس الديموقراطية ” .

وأوضح صبحي أنه اعتمادا على هذه المبادئ وهذه الروح التي ترفض كل محاولات التفرقة والانفصال والتي تتعارض مع القيم السامية والكونية، احتضن المغرب هذه المفاوضات بين الفرقاء الليبيين وعمل على التقريب بين وجهات النظر المختلفة والمتناقضة أحيانا وهي المجهودات التي تم تتويجها بتوقيع هذا الاتفاق السياسي التاريخي بمدينة الصخيرات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *