آخر ساعة

كيف تحول المؤتمر ال14 للبوليساريو إلى محطة للوعود الكاذبة

منذ شهور وقيادة الجبهة الهلامية للبوليساريو تصرح وتؤكد أن ”سنة 2015 ستكون حاسمة لسكان مخيمات تندوف، وستعرف المنطقة تغيرات لصالح الساكنة”، لكن الواقع أثبت العكس تماما، حيث كانت هذه السنة هي الأسوأ بالنسبة لكل ساكنة المنطقة خصوصا محتجزي تندوف، لأن ”الجبهة” عرفت تفككا كبيرا على المستوى الداخلي بانسحاب وهروب مجموعة من الموالين لمحمد عبد العزيز، وكذلك غياب الزعيم الأبدي طول هده السنة نتيجة المرض العضال الذي أصابه وأصبح على إثره يتنقل بين مستشفيات اسبانيا وغيرها، إضافة إلى ظهور عدة حركات احتجاجية من طرف شباب التغيير الذي ينادي بتنحي رئيس الجمهورية الوهمية، وفتح المجال لقيادة جديدة، أضف إلى ذلك أن ما ميز هذه السنة هو تسلم زوجة محمد عبد العزيز المسماة خديجة لقيادة شؤون الجبهة بمساندة وزير الدفاع البوليساريو البشير البوهالي.

 

وعقدت الجبهة مؤتمرها 14 بتندوف في الوقت الذي فشلت فيه في جعل سنة 2015 سنة الحسم كما حلمت بذلك، ويرى الجميع أن هدا المؤتمر خلق المفاجآت كانتخاب محمد عبد العزيز مرة أخرى والتلويح بالعودة إلى حمل السلاح ضد المغرب كورقة ضغط على الأمم المتحدة، بعد أن جربت هده القيادة كل أوراق الضغط السابقة والتي منيت كلها بالفشل .

 

وكانت مصادر اسبانية قد قالت إن المؤتمر ال14 ستتم فيه مناقشة إمكانية إجراء تعديلات جوهرية لأول مرة على ما يسمى دستور الجبهة في اتجاه خلق منصب نائب الرئيس الأبدي إذا ما نجح كرئيس لان المرض قد نخر جسمه، ولسد الطريق أمام المناوئين له لكي لا يصلوا إلى القيادة. وفي غالب الأحيان ستكون زوجته مرشحة لتولي منصب نائب الرئيس.

ويدل هذا الوضع غير السوي، أن حب السلطة واحتكارها والتفرد بالقرارات والتحكم في الثروات صفات لا تفارق عبد العزيز، ولو في حالته الصحية، حيث إن هذا الديكتاتور قد عاث فسادا في الأرض ونهب وكذب، ما أدى إلى إيمان سكان المخيمات أن هذا الشخص لن يزيحه أحد عن كرسيه سوى الموت، وأن كل خطاب أو دعوة تقول بتنحيته ليست سوى مناورة خبيثة لامتصاص الغضب وربح الوقت لا اقل ولا أكثر، ودون إنصات لهموم الصحراويين في المخيمات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *