آخر ساعة

عندما يصاب محمد عبد العزيز بجنون العظمة

حطمت قيادة البوليساريو الأرقام القياسية في كل شيء، في نهب الأموال المخصصة لمحتجزي المخيمات وتكديسها في الأرصدة السرية و التورط في العديد من الفضائح بمختلف أنواعها كالتعذيب والفساد والقتل وكذلك الاستحواذ على السلطة لمدة أربعين سنة والتسبب في الفشل الدريع في تسيير شؤون تلك الساكنة التي تعيش أقصى حالات الفقر المدقع و الحرمان.

 

آخر هذه الفضائح هو التزوير الذي مورس – بمباركة من قصر المرادية – خلال المؤتمر الرابع عشر للجبهة ما أدى إلى تثبيت محمد عبد العزيز الرئيس الأبدي للبوليساريو الذي ضرب عرض الحائط هو ومن معه برغبة شباب المخيمات في خوض غمار الترشيح لمنصب المسؤولية فهناك عدة تقارير عن هذا المؤتمر/ المسرحية تقول بأن فصوله حبكت كما هي العادة في دهاليز المخابرات الجزائرية لصالح هذا الرئيس الأبدي.

 

كما أن هذه التقارير كشفت عن عدة حيل وطرق تدليس وضغوطات مارسها المقربين لهذا الرئيس الظاهرة تجاه الذين أفصحوا عن نيتهم للترشح لمنصب الرئاسة وما تلقوه من تهديدات بالقتل والسجن إذا لم يتراجعوا عن ترشيحهم مما أدى بهم إلى الانسحاب تاركين المجال فارغا فأين الديمقراطية في كل ما يحدث في مخيمات البوليساريو التي حكمها محمد عبد العزيز بقبضة من حديد متجاوزا كل الأعراف والقوانين الدولية فيما يخص حقوق الإنسان التي يغتصبها ليل نهار معتقدا أن العالم ليس على علم بما يقع داخل تلك المخيمات التي يعتبرونها آخر مستعمرة على وجه الأرض والتي يجب أن يوجد الحل المناسب لها لكي يطلق سراح أولئك المحتجزين الذين يتوقون إلى الحرية.

 

حقائق ومعطيات تدور أمام أعين ساكنة المخيمات التي تعيش يوميا مرارة المعانات والجوع جراء حرمانها من نصيبها من المساعدات حيث إن سيادة الرئيس لا يعطيها إلا الفتات منها و يستأثر بالنصيب الأكبر لصالحه ليعيش هو وحاشيته في بدح وتراء.

 

كل هذه المعطيات حركت الساكنة للمطالبة بقيادة جديدة والى ما هو أصلح قبل وبعد المؤتمر الأخير إلا أن القيادة القديمة الجديدة فرضت الأمر الواقع وضربت بعرض الحائط كل المطالب التي تشم فيها رائحة التغيير لان سيادته تربى في الماء العكر الذي يستمد منه قوت يومه على حساب جوع محتجزي مخيمات تندوف.

 

هنا تتساءل تلك الساكنة قائلة ماذا يقصد الرئيس بشعار المؤتمر الذي قال فيه “سنة الحسم” فهو لا محالة يقصد حسم مخططاته الجهنمية في الوقت الذي انكشف فيه كل شيء  وتأزمت الأوضاع داخل المخيمات ليبدأ محمد عبد العزيز سلسلته بالقمع ليحفظ الأموال والمساعدات الإنسانية ليتصرف فيها كما يشاء قبل أن يدركه الموت الذي سوف يسرع سراح أولئك المضروب عليهم الحصار داخل المخيمات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *