آخر ساعة

منتدى كرانس مونتانا بالمغرب مرة أخرى

يعتبر منتدى كرانس مونتانا الذي تأسس سنة 1986 في سويسرا، من أهم محطات المنظمات العالمية الغير حكومية التي تهدف إلى تشجيع التعاون الدولي و الحوار و النمو و الاستقرار و السلم و الأمن في مختلف دول العالم.

ولقد تميزت الدورة الأخيرة التي انعقدت بمدينة الداخلة بالمغرب، من 12 إلى 14 مارس 2015 تحت شعار “إفريقيا والتعاون الإقليمي والتعاون جنوب – جنوب”، بحضور 800 مشارك من رؤساء دول وحكومات ووزراء ورؤساء برلمانات و مسؤولين دوليين وممثلي هيئات إقليمية ودولية، حيث تمت مناقشة قضايا التنمية الاقتصادية في إفريقيا، وتعزيز التعاون جنوب جنوب، وسياسة المغرب في مجال التعاون الإفريقي، و التدبير الجيد للموارد الطبيعية في إفريقيا، وتحديات الثورة الرقمية في العالم وفي إفريقيا، إلى غيرها من المواضيع الأخرى وتعزيز الحوار بين إفريقيا ودول المغرب العربي وأوروبا، وقضايا التربية والشغل والشباب.

وفي الوقت الذي عملت فيه جهات مناوئة للوحدة الترابية كالجزائر وصنيعتها البوليساريو إلى التشويش على المغرب و القيام بحملات مسعورة في أوروبا وإفريقيا ولدى الأمم المتحدة لإلغاء تنظيم هذا المنتدى في مدينة الداخلة والضغط على الإدارة العامة في الإيسيسكو للتراجع عن المشاركة في المنتدى، اعتبر تنظيم هذا المنتدى تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، انتصارا سياسيا للمغرب، وهو ما مكن الدول المشاركة من الاطلاع على تجربة المملكة الرائدة في عدة مجالات، وكذا على مجهوداته التنموية من خلال العديد من المشاريع الاقتصادية، مما ولد اقتناعا دوليا بوجاهة السياسة المغربية في هذا الصدد، وتجسيدا للتعاون جنوب – جنوب الذي برز في العديد من المشاريع التنموية الكبرى في الأقاليم الجنوبية للمملكة، فضلا عن بنيات تحتية مهمة تجعل من الأقاليم الجنوبية “منصة عملية” للانطلاق نحو العمق الإفريقي، ولا أدل على ذلك السياسة المينائية للمغرب و مشروع بناء ميناء الداخلة على المحيط الأطلسي الذي سيمكن من الربط بين قارتين من أجل تفعيل التعاون بين أوروبا وإفريقيا.

إن من شأن انعقاد هذا المنتدى بمدينة الداخلة للمرة الثانية على التوالي المساهمة في تنمية منطقة الساحل والصحراء وإفريقيا عبر مشاريع متوازنة، على عكس الجزائر التي تستغل الدول الإفريقية الفاشلة لسلب إرادتها السياسية نظير دولارات البترول والغاز الطبيعي، مما يساعد على رهن المنطقة في تجاذبات إقليمية لا تخدم المنطقة بل تشجع على أن تتحول دولها إلى ملاذ للإرهاب العالمي.

رهان المغرب الأساسي يبقى هو تحقيق النمو الاجتماعي والثقافي في المنطقة وفي القارة السمراء، وضمان الاستقرار والعيش الكريم لكل سكانها، فقافلة التنمية والبناء تسير بتبات وثقة في هذا الاتجاه، أما البوليساريو وحاضنتها الجزائر اللذان فقدا البوصلة، فهما يجريان وراء السراب في كل الاتجاهات، محاولين تزوير حقائق التاريخ ووقف عجلة المستقبل.

وتأتي هذه المبادرات ولسان حال الصحراويين يقول “المغرب في صحرائه و الصحراء في مغربها و ليمت الأعداء بحنقهم و بغيضهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *