آخر ساعة

البوليساريو..”الأيادي النظيفة” في مواجهة الأيادي القذرة

لطالما واجهت قيادة البوليساريو الاتهامات بالسطو على المساعدات الإنسانية التي كانت تتقاطر عليها من كل حدب وصوب إما بالصمت المطبق أو بالادعاء بان الأمر ليس إلا مجرد مؤامرة محبوكة الإخراج من طرف المغرب لتجريدها من المصداقية و لتكليب الرأي العام الدولي ضدها وحتى بعد صدور تقرير المكتب الأوروبي لمكافحة الغش الذي كشف عن التحويلات الممنهجة للمساعدات التي تقدر بمئات الملايين من الاورو، ظلت البوليساريو في موقف ملتبس، مترددة بين التكذيب و الإقرار المتخفي، مهرولة عند شريكتها في الاختلاسات الجزائر لتلعب دور الاطفائي بين الدول المانحة، لكي لا تكون لهذا التقرير تداعيات تمس صلب وهدف وجودها ألا وهو الاسترزاق بقضية وهمية تستمد قوة استمراريتها من تدفق المساعدات.

 

ولقد بدأت تطفو على السطح ما كانت تحاول القيادة الفاسدة جاهدة أن يبقى حبيس الجدران المغلقة أو مدفونا بين كثبان الرمال الممتدة في الصحراء وبدأت الأصوات تنادي بضرورة حلحلة هذه الوضعية الناشزة ووضع النقط على الحروف فيما يخص سرقة تلك المساعدات، كما صرح بذلك مؤخرا المدير العام لمرصد الدراسات الجيوسياسية بباريس شارل سان برو حيث أكد على “أن الوقت قد حان لإظهار الحقيقة بشان تحويل جزء كبير من المساعدات الدولية من قبل قادة البوليساريو و مسؤولين جزائريين كما أضاف بان ما ساعد على ذلك هو عدم معرفة العدد الحقيقي للأشخاص القاطنين بهذه المخيمات وتأكيدا لذلك دعت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية و السياسة الأمنية فيديريكا موغريني بأنه يتعين إجراء إحصاء بمخيمات تندوف”.

 

وفي نفس السياق، فلقد وضعت الجمعية الاسبانية “الأيادي النظيفة” “MANOS LIMPIAS ” يوم الجمعة 2016.01.15 شكاية أمام النيابة العامة بمدريد قصد فتح تحقيق معمق بخصوص تحويل المساعدات الإنسانية الموجهة لمخيمات اللاجئين بتندوف ومتابعة مسؤولي البوليساريو السالك بابا حسنة، والي ما يسمى ولاية الداخلة، و بوحبيني يوحبيني، رئيس الهلال الصحراوي، و محمد يسلم بيسط، والي ما يسمى بولاية العيون، و خطري ادوه، عضو الأمانة الوطنية، و محمد سالم ولد السالك، وزير الشؤون الخارجية، والنزيه سيدي عثمان، مدير الخزانة العامة للجبهة، ومحمد خداد، منسق جبهة البوليساريو مع المينورسو، وذلك على خلفية تحويل 20 مليون اورو.

 

وهكذا بدأ الخناق يشتد حول البوليساريو الذي جعل من السطو على المساعدات إحدى الركائز التي تدعم سياسة الثراء و العيش الرغيد التي تنهجها على حساب المحتجزين الذين يعانون نقصا على جميع الأصعدة غير أن الضمير العالمي لم يعد يتحمل تلك الانتهاكات التي أزكمت رائحتها أنوف كل الجمعيات الإنسانية وأصبحت القيادة الفاسدة في موقف حرج بافتضاح أمرها وأصبحت أياديها القذرة في مواجهة مباشرة مع الأيادي النظيفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *