آخر ساعة

قواسم مشتركة بين عبد العزيز بوتفليقة و محمد عبد العزيز

بغض النظر إلى تشابه أسماء عبد العزيز بوتفليقة ومحمد عبد العزيز ، فهناك قواسم كثيرة تجمع بين هاتين الشخصيتين لعل أبرزها هي أن كلاهما عاش فترة غير يسيرة من حياته تحت كنف المغرب، فالأول عاش في مدينة وجدة حيث تربى في أحضانها و تتلمذ في مدارسها ودرس في جامعاتها، والثاني ولد و تربى ودرس في نواحي مدينة مراكش، ولما اشتد عودهما، أدارا ظهرهما للبلد الذي آواهما و اختارا مسارا سياسيا معاديا لمصالح الشعب المغربي، ليكونا بذلك مثالا للجحود اللامتناهي الذي وصم شخصيتهما منذ زمن بعيد لينطبق عليهما القول المأثور : “اتق شر من أحسنت إليه”.

 

ولقد تشبع كلاهما بالفكر الشيوعي منذ سبعينيات القرن الماضي زمن الاتحاد السوفياتي المنحل واصطفا معا في المعسكر الاشتراكي تراودهما أحلام الثورات والانقلابات على الأنظمة القائمة مدفوعين بالرغبة في بسط النفوذ وزعزعة الاستقرار. ولقد تم خلق كيان البوليساريو بداية السبعينيات حين كان عبد العزيز بوتفليقة يتولى حقيبة الخارجية الجزائرية، إذ يعتبر الرجل الثاني في هرم النظام بعد الرئيس الهواري بومدين، في الوقت الذي كان محمد عبد العزيز كذلك الرجل الثاني بعد المصطفى الوالي السيد، الذي تم اغتياله في ظروف غامضة على حدود موريتانيا.

ويشترك الرجلان كذلك في كون ولي نعمتهما والسبب في استقدامهما للتسلط على رقاب العباد هي الطغمة العسكرية الجزائرية التي ترسم لهما مجالات تحركهما و تضع الخطوط الحمراء أمام كل محاولة للتقرب أو بناء علاقات سليمة مع المغرب، في مقابل أن يضمن لهما الحكم مدى الحياة.

 

كما تتشابه كذلك طريقة تعاملهما مع المطالب والاحتجاجات سواء بالنسبة لعبد العزيز بوتفليقة مع الشعب الجزائري أو محمد عبد العزيز مع المحتجزين في تندوف، حيث لا يتوانيان في اللجوء إلى القمع و البطش و سن سياسة تكميم أفواه المعارضين والضرب بيد من حديد لكل من سولت له نفسه انتقاد شرعيتهما أو الجهر برأي مخالف لهما، في مقابل إطلاق أيادي الموالين لهما بالعبث في أرزاق العباد و الاستيلاء على ممتلكاتهم وتمكينهم من المناصب و المسؤوليات لينهبوا و يختلسوا من غير رقابة ولا خوف من أية محاسبة.

 

ولم يمنع مرض عبد العزيز بوتفليقة قبيل الانتخابات الرئاسية الجزائرية الأخيرة من الظفر بعهدة رابعة لحكمه حيث تم استقدامه من الفراش بواسطة كرسي متحرك بعدما غيب كل مرشح يمكن أن ينافسه على المنصب، وهو نفس السيناريو الذي تم تكراره مع محمد عبد العزيز أثناء المؤتمر الرابع عشر لجبهة البوليساريو حيث تم نقله من مستشفيات ايطاليا صوب المخيمات ليفوز بالقيادة للمرة الثانية عشرة على التوالي كونه المرشح الوحيد.

 

وما يزال الرجلان رغم المرض و قساوة آلامه متشبثين بأهداب السلطة و الحكم إلى أن يفرقهما الموت، وربما تتحرك سخرية القدر و الله اعلم ليكون ذلك في نفس الوقت أو في نفس المكان ليكتمل المشهد المضحك المبكي و تطوى صفحة سوداء في تاريخ الشعب الجزائري و المحتجزين بمخيمات بتندوف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *