آخر ساعة

علامات تآكل جبهة البوليساريو

لم يعد يخامر الشك احد أن عام 2016 هو عام الانتكاسة والإخفاقات بالنسبة للبوليساريو الذي وصل مرحلة التآكل، حيث يعيش حاليا حالة احتضار كلينيكي شانه شان قائده الديكتاتور الذي يعيش خريف حياته تائها بين هيمنة المصالح الشخصية والدونية الأخلاقية ذات الأفق المسدود والمستقبل المشؤوم، فالقيادة الهرمة جربت كل الوصفات التي لم تكن إلا تعبير عن حال المغلوب، نظرا لافتقادها لأي حقيقة تذكر أو بديل ناجع لما تعيشه ساكنة تندوف، لتكون في الحقيقة هي المعرقل الرئيسي أمام إيجاد حل للنزاع المفتعل في الصحراء.

 

مؤخرا عادت جبهة البوليساريو وكعادتها لتندد بالزيارة الملكية إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة، واصفة إياها بالاستفزازية، وبكونها لا تعدو أن تكون استعراضا استعماريا، وقد جاء هذا الوصف عبر الرسالة التي وجهها من أصبحت تلصق به صفة داعم الإرهاب الإرهابيين محمد عبد العزيز إلى بان كيمون، إلا أن هذا الأخير كان له موقف آخر ايجابي اتجاه الجهود التي يبدلها جلالة الملك محمد السادس فيما يخص الصحراء صرح به أثناء لقائه مع ميركل.

 

إن جبهة البوليساريو قد حاولت التشويش على المغرب وضرب استقراره إلا انه لم يتأتى لها ذلك لان المغرب بذل مجهودات جبارة لتحصين شعبه و أرضه من مثل هذه المجموعة الإرهابية التي تسعى إلى زعزعة امن واستقرار البلدان المجاورة، وخير دليل على هذا احتضانها للإرهابيين وتجار المخدرات الذين يصولون ويجولون بين ظهراني سكان المخيمات، ويستبيحون أعراضهم، دون أن تحرك القيادة أي ساكن لمحاربتها لأنها تتلقى منهم الإتاوات والأموال مقابل تنفيذ أهدافها في الصحراء من تمرير للمخدرات و الأسلحة وغيرها من المحظورات.

ولعل تفكيك عصابة ترويج المخدرات الصلبة المسيرة من طرف نجل الرئيس الموريتاني الأسبق ولد هيدالله بموريتانيا، لأكبر دليل على ارتباط كل المجموعات الإرهابية والإجرامية بعصابة الرابوني التي تسهل لهم التغطية الأمنية والأمان بالصحراء الكبرى.

 

إن المغرب بحنكة قائده الملك محمد السادس قد استطاع أن يقطع أشواطا متقدمة في تنمية أقاليمه الصحراوية والكل يشهد على ذلك وان تحركات العدو ما هي إلا مناورات للتشويش على ذلك إلا أن مصيرها يكون هو الفشل الدريع فحتى الذين يعول عليهم البوليساريو داخل الأقاليم الجنوبية أو ما يسمى بانفصاليي الداخل قد فشلوا في مهمتهم وأداروا ظهورهم لفكرة الانفصال وأدركوا أن ما يقومون به رجس من عمل الشيطان، بعدما تبين لهم عدم جدوى تحركاتهم التي لن تقود إلى شيء يذكر في الدفاع عن قضية خاسرة تخلت عنها أغلب الدول.

 

إن البوليساريو بدأ في مرحلة التآكل، فقد أصبح معزولا يتأسف لما ينتظره مستقبلا من زوال وانقراض، ليكون مصير المحتجزين في المخيمات هو العودة النهائية إلى ديارهم لفك لغز البوليساريو الذي أصبح مؤخرا يهدد الدول المجاورة وكذلك أوروبا لأنه ساهم في انتشار المنظمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *